يتواصل العمل الجاد في مشروع نيوم للهيدروجين الأخضر في السعودية بوتيرة متسارعة، وذلك ضمن مساعي المملكة للانتهاء منه في أقرب وقت وإنجازه.
ويأتي المشروع ضمن جهود السعودية لدعم الطاقة النظيفة، جنبًا إلى جنب مع مصدري الطاقة التقليدية، وهما النفط والغاز، إذ يتواصل العمل ليلًا ونهارًا لإنجاز المشروع الأخضر الفريد من نوعه في أقرب وقت ممكن.
وحصلت منصة الطاقة على صور خاصة توضح حجم التطورات وسير العمل في مشروع نيوم للهيدروجين الأخضر، إذ يتواصل العمل في مختلف جوانبه، بداية من الإنشاءات والمعدات، مرورًا بأعمال التركيبات والبناء، في جهود حثيثة للوصول إلى مرحلة الانطلاق والتشغيل.
يُشار إلى أن مدينة نيوم كانت قد أعلنت الثلاثاء 7 نوفمبر/تشرين الثاني (2023) استقبالها أول دفعة من توربينات الرياح، بعد وصولها ميناء نيوم، في مدينة أوكساچون للصناعات النظيفة والمتقدمة، وذلك في خطوة تعد تقدمًا نوعيًا في إنشاء المشروع العملاق وتطويره.
الطاقة الخضراء في السعودية
يستهدف مشروع نيوم للهيدروجين الأخضر بناء أكبر منشأة تجارية في العالم على مستوى المرافق الصناعية تعمل بمصادر الطاقة المتجددة، لإنتاج الأمونيا والهيدروجين الأخضر، وذلك من خلال توظيف تقنيات أثبتت جدواها عالميًا في هذا المجال.
وتشارك في المشروع شركات نيوم السعودية و"إير برودكتس" (Air Products) و"أكوا باور" (Aqua Power) السعودية، إذ تقدم هذه الشركات أحدث الطرق المبتكرة لتوفير قدرة إنتاجية موحّدة تبلغ نحو 4 غيغاواط من طاقة الشمس والرياح والتخزين، وفق ما نشره الموقع الإلكتروني لشركة أكوا باور.
بمجرد تشغيل مشروع نيوم للهيدروجين الأخضر في موعده المحدد عام 2026، من المقرر أن ينتج 600 طن متري من الهيدروجين النظيف يوميًا، وذلك اعتمادًا على مصادر الطاقة المتجددة بنسبة 100%، وعبر التحليل الكهربائي باستعمال تقنية "تيسينكروب".
بالإضافة إلى ذلك، سينتج المشروع النيتروجين عبر فصل الهواء، وذلك بوساطة تكنولوجيا تعتمدها شركة إير برودكتس، وبمعدل إنتاج يبلغ 1.2 مليون طن سنويًا من الأمونيا الخضراء، بجانب إسهامه في الحد من 5 ملايين طن من الانبعاثات الكربونية سنويًا.
يُشار إلى أن مشروع نيوم للهيدروجين الأخضر، المشترك بين الشركات الـ3، كان قد حصل في شهر فبراير/شباط الماضي 2023 على أول رخصة في مدينة أوكساجون السعودية، من خلال وزارة الصناعة، وذلك لاستغلال موارد المملكة منخفضة التكاليف.
وتبلغ تكلفة المشروع العملاق نحو 8.5 مليار دولار أميركي قابلة للزيادة، وتبلغ حصة الشركة فيه الثلث، بنسبة 33.33%، وفق الأرقام التي نشرتها شركة أكوا باور السعودية، واطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
يُذكر أن مدينة نيوم تتوقع تسلم مزيد من توربينات الرياح حتى نهاية العام الجاري، لإضافتها إلى محطة طاقة الرياح، التي ستضم ما يزيد على 250 توربينًا لإمداد مصنع الهيدروجين الأخضر بالطاقة، عبر شبكة مباشرة لنقل الكهرباء.
الهيدروجين الأخضر في السعودية
تسعى المملكة العربية السعودية إلى تحفيز اقتصاد الهيدروجين العالمي، وذلك من خلال الارتقاء إلى مصاف كبريات الدول المنتجة للهيدروجين الأخضر، ووفق هذه الرؤية جاء مشروع نيوم للهيدروجين الأخضر.
ومن خلال المشروع الضخم، تهدف المملكة إلى الحفاظ على مكانتها بوصفها لاعبًا رئيسًا في قطاع الطاقة العالمي، إذ ستكون شركة نيوم الأكبر في إنتاج الهيدروجين الأخضر على نطاق واسع عالميًا، وستتخذ من مدينة أوكساجون مقرًا لها، بصفتها مقر الصناعات المتقدمة والنظيفة في نيوم.
وتمتاز مدينة أوكساجون بأنها تمتلك شبكة إمداد، بالإضافة إلى شبكة لوجستية مؤتمتة ومتكاملة، يمكنها تأمين كل احتياجات المملكة في المشروع، بالإضافة إلى مساعدة وزارة الطاقة السعودية في تذليل مختلف العقبات التي تواجه المشروعات الحديثة من هذا النوع.
ومن المتوقع أن يبدأ مشروع نيوم للهيدروجين الأخضر تصدير الأمونيا الخضراء إلى الأسواق العالمية بمجرد بدء الإنتاج في عام 2026، وذلك ضمن جهود المملكة لدعم إزالة الكربون من قطاع النقل الثقيل، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
يُشار إلى أنه مع تشغيل المشروع، ستكون نسبة 100% من الهيدروجين الأخضر الذي ينتجه متاحة للتصدير العالمي على شكل أمونيا خضراء، عبر اتفاقية شراء حصرية طويلة الأجل مع شركة إير برودكتس.
وقبل أيام، نشرت منصة الطاقة دراسة حديثة عن الهيدروجين، أعدها خبير الغاز والهيدروجين في منظمة أوابك المهندس وائل حامد عبدالمعطي، الذي أوضح أن مشروع نيوم للهيدروجين الأخضر هو أحد أبرز المشروعات التي اتخذ فيها قرار الاستثمار النهائي، ضمن 0.3 مليون طن حصلت على موافقة من إجمالي 16.5 مليون طن مشروعات مقترحة للتصدير.
ولا تسير هذه المشروعات -وفق الدراسة- بالمستوى المأمول، إذ إن قرار الاستثمار النهائي يعني تحويل المقترحات إلى مشروعات قيد التنفيذ على الأرض، إذ إن هناك مشروعات معلنة، وأخرى قيد التنفيذ، والجميع يعلن مشروعات، ولكن ما يصل إلى مرحلة التنفيذ أقل بكثير.
أهمية المشروع السعودي
تناول عدد من الخبراء أهمية مشروع نيوم للهيدروجين الأخضر عالميًا، إذ قال المدير العالمي لقطاع الهيدروجين في شركة شارت إندستريز، المهندس صلاح مهدي، إن المشروع -الذي يُعدّ أكبر مصنع للهيدروجين الأخضر في العالم- ينقل رسالة مهمة وإيجابية إلى أسواق الطاقة.
وأوضح مهدي -في تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة المتخصصة- أن الاستثمار في هذا المشروع العملاق يؤكد إيمان المملكة بإمكانات الهيدروجين الأخضر، بصفته حلًا فعالًا من حلول الطاقة النظيفة، لا سيما أنه يُسهم بصورة كبيرة في خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
بدوره، قال خبير الطاقة، مؤسس شركة كلين باور إنجنيرنغ للطاقة المتجددة في الإمارات، الدكتور مولود بقلي، إن مشروع نيوم للهيدروجين الأخضر يمهّد الطريق للاعبين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للمشاركة بهذا القطاع المهم.
ولفت الخبير العالمي -في تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة المتخصصة- إلى أن أهمية المشروع لا تقف عند حد الاستثمارات العملاقة التي تضخها فيه الشركات المنفذة، البالغة 8.5 مليار دولار، وإنما أيضًا في كون هذه الشركات صاحبة سمعة ومصداقية عالية عالميًا.
وتوقع الدكتور مولود بقلي أن يشكّل الهيدروجين الأخضر جزءًا مهمًا من مشهد الطاقة العالمي مستقبلًا، بصفته وقودًا خاليًا من الكربون، مؤكدًا في الوقت نفسه أن السوق العالمية للطاقة ستستوعب جميع الكميات المنتجة منه.
موضوعات متعلقة..
- إصدار أول رخصة في أوكساجون السعودية لشركة نيوم للهيدروجين الأخضر
- نيوم السعودية تستقبل أول دفعة توربينات رياح (فيديو)
- أوكساجون السعودية.. أكبر تجمع صناعي عائم في العالم يعمل بالطاقة النظيفة 100%
اقرأ أيضًا..
- هل تؤثر إسرائيل في قرارات شركات النفط العالمية؟ خبراء يجيبون لـ"الطاقة"
- إنتاج الغاز الطبيعي في أميركا يتجه لمستوى قياسي جديد
- المناجم في المغرب ضحية الاستغلال العشوائي.. والحكومة تستنجد بالمحليات
