أخبار الطاقة المتجددةرئيسيةطاقة متجددة

أول مشروع رياح بحرية في بنغلاديش يشهد تطورًا إيجابيًا

أسماء السعداوي

شهد أول مشروع رياح بحرية في بنغلاديش خطوة إلى الأمام، ما يُبشّر باغتنام الرقعة البحرية الشاسعة لتأمين إمدادات الكهرباء التي تشتد الحاجة إليها.

ووافقت الحكومة بصورة مبدئية على انطلاق عمليات تطوير المشروع الذي تصل تكلفته إلى 1.3 مليار دولار أميركي، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

المشروع الأول من نوعه في بنغلاديش، تطوره شركة "صاميت غروب" (Summit Group) البنغالية، بالتعاون مع شركتي "كوبنهاغن إنفراستكشر بارتنرز" (Copenhagen Infrastructure Partners) و"كوبنهاغن أوفشور بارتنرز" (Copenhagen Offshore Partners) الدنماركيتين.

وتقدمت الشركات الثلاث بمقترح الاستثمار الأجنبي المباشر في شهر يوليو/تموز (2023)، ووافقت الحكومة، في نهاية أكتوبر/تشرين الأول المنصرم، على إجراء دراسة جدوى تفصيلية بشأنه.

كما حصل المشروع على موافقة رسمية لتنفيذ المرحلة الأولى من عمليات التطوير خلال السنوات الثلاث المقبلة.

تفاصيل أول مشروع رياح بحرية في بنغلاديش

يقع أول مشروع رياح بحرية في بنغلاديش -بقدرة مركبة 500 ميغاواط- قبالة سواحل مدينة كوكس بازار المطلة على خليج البنغال في جنوب غرب البلاد.

وعند دخوله حيز التشغيل، سيمُدّ الشبكة الوطنية بالكهرباء النظيفة عبر محطة فرعية برية، التي -بدورها- ستنقل تلك الإمدادات إلى المنازل والشركات.

وبحسب البيان الصحفي الذي نشرته "صاميت غروب" عبر موقعها الإلكتروني اليوم الأحد 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، يمثّل المشروع "فرصة نادرة" لتعظيم الاستفادة من سواحل البلاد الممتدة، كما يدعم تنمية الاقتصاد الأزرق.

يُعرِّف البنك الدولي الاقتصاد الأزرق بأنه الاستعمال المستدام لموارد المحيطات من أجل النمو الاقتصادي، وتحسين سبل العيش والوظائف، والحفاظ على سلامة النظام البيئي، مع إعطاء الأولوية للركائز الثلاث للاستدامة (البيئية والاقتصادية والاجتماعية).

إحدى محطات الكهرباء التابعة لشركة صاميت غروب
إحدى محطات الكهرباء التابعة لشركة صاميت غروب -الصورة من "dhakatribune"

قد يُطلق أول مشروع رياح بحرية في بنغلاديش -بحسب البيان- العنان لموجة جديدة من تدفقات الاستثمارات الأجنبية والمحلية، التي تدفع بنغلاديش قدمًا نحو مستقبل مناخي مزدهر.

وسيمكِّن -أيضًا- نقل التكنولوجيا التي ستسرّع وتيرة منحنى التعلم لصناعة الرياح البحرية في بنغلاديش، وسيقلل الحواجز التكنولوجية لتدخل المشروعات المستقبلية حيز التنفيذ.

وتُشير نتائج الدراسة المبدئية إلى أن المشروع سيوفر المئات من فرص العمل المباشرة وغير المباشرة خلال مرحلة الإنشاءات، بالإضافة إلى العشرات من فرص العمل الدائمة للعاملين من ذوي المهارات العالية خلال مرحلة تشغيل المشروع التي تمتد إلى 30 عامًا.

الوقود الأحفوري

تقول شركة صاميت غروب، إن أول مشروع رياح بحرية في بنغلاديش يأتي في توقيت حاسم بالنسبة للبلاد الواقعة في جنوب آسيا.

وبحسب البيان، بالرغم من الأهداف الموضوعة لزيادة قدرات الطاقة النظيفة، ما تزال تعتمد بنغلاديش على واردات الوقود الأحفوري، وهي "مصدر كهرباء باهظ نسبيًا بسبب تقلبات الأسعار الناتجة عن ارتفاع معدلات التضخم العالمية".

وتعتمد الدولة بصورة رئيسة على مصادر الوقود الأحفوري لتوليد 97% من الكهرباء، يشكّل الغاز الطبيعي منها نصيب الأسد بنسبة 50%، والنفط 33%، والفحم 12%، وتستورد معظم مصادر الوقود من الخارج.

لذلك، تقول الشركة المطورة لأول مشروع رياح بحرية في بنغلاديش، إن الطاقة المتجددة بحاجة لتطوير مشروعات سريعة على نطاق المرافق، مع التكيف مع تكنولوجيات المرونة المناخية لدعم استمرار النمو الاقتصادي وإزالة الفقر المدقع من جذوره بحلول عام 2041.

برج كهرباء في بنغلاديش
برج كهرباء في بنغلاديش- الصورة من "nikkeiasia"

أزمة الكهرباء في بنغلاديش

يبدو أول مشروع الرياح البحرية في بنغلاديش بارقة أمل للخروج من براثن أزمة انقطاع الكهرباء التي تؤرّق السكان من حين لآخر.

وقبل عدّة أيام، انقطعت إمدادات الكهرباء عن مناطق بالعاصمة دكا، بالتزامن مع تراجع إنتاج الغاز المحلي وانخفاض واردات الغاز المسال، حسب تقرير نشرته صحيفة "ذا بيزنس ستاندرد" (The Business Standard) المحلية.

وأرجعت الشركة المسؤولة تيتاس غاز (Titas Gas) الأزمة إلى العجز في الإمدادات، وقال مديرها العام محمد إمام الدين شيخ، إن شركته تتلقى ما يتراوح بين 1400 و1500 مليون قدم مكعبة من الغاز يوميًا، مقابل الطلب البالغ 1.8 مليار قدم مكعبة يوميًا.

وفي العام الماضي 2022، اضطرت الحكومة إلى وقف واردات الغاز المسال بسبب الارتفاع الجنوني للأسعار بعد غزو روسيا أوكرانيا، ثم استأنفت تلك الواردات الحيوية بضغط من الطلب المحلي المتزايد، رغم أزمة الاحتياطي الأجنبي وشح الدولار وتراجع قيمة العملة.

وللحيلولة دون انقطاع الكهرباء، أعلن وزير الطاقة والثروات المعدنية نصر الحميد، في يوليو/تموز 2023، دفع نحو 960 مليون دولار شهريًا، لتسديد ديون معلقة لمزوّدي الغاز المسال وشركات النفط العالمية وأصحاب محطات الكهرباء من المحليين والأجانب، بحسب تقرير نشرته منصة "إس آند بي غلوبال".

دور ضئيل للطاقة المتجددة

يتوقع معهد اقتصادات الطاقة والتحليل المالي، أن تبلغ التكلفة الإجمالية لتمويل التحول الأخضر في بنغلاديش 1.7 مليار دولار سنويًا.

وخلال العقد الماضي، أسهمت الطاقة المتجددة بـ2.9% من الكهرباء، بحسب بيانات الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا).

وبلغ إجمالي إنتاج الطاقة المتجددة 3.61% فقط في عام (2022) الماضي، وتستهدف الحكومة رفع النسبة إلى 40% بحلول 2041.

كما تخطط الدولة إلى توليد 5 غيغاواط من طاقة الرياح البرية أو البحرية بحلول عام 2030.

وبحسب بيانات هيئة تطوير الطاقة المستدامة والمتجددة، تُسهم الطاقة المتجددة -حاليًا- بـ 1149 ميغاواط من إجمالي الكهرباء في بنغلاديش، حسب تقرير لصحيفة "ذا بيزنس ستاندرد" (The business standard) المحلية.

وتفصيليًا، تأتي 960.64 ميغاواط من الطاقة الشمسية، و2.9 ميغاواط من الرياح، و230 ميغاواط من الطاقة الكهرومائية.

وحاليًا، تصل قدرات توليد الكهرباء إلى 27 ألفًا و361 ميغاواط، من المحطات الأسيرة والطاقة المتجددة، في حين يتراوح حجم الطلب بين 15.600 ميغاواط و16 ألف ميغاواط، خلال موسم ذروة الطلب.

ومحطات الكهرباء الأسيرة هي التي يديرها مُستعمِل طاقة صناعي أو تجاري، من أجل استهلاكه الخاص، ويمكن لهذه المحطات العمل خارج نطاق الشبكة الرئيسة، أو توصيلها لتبادل القدرات الفائضة، وفق ما طالعته منصة الطاقة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق