أخبار الغازرئيسيةغاز

نقص الغاز في بنغلاديش يضرب العاصمة.. ومصانع النسيج تستغيث

أسماء السعداوي

عاودت أزمة شح إمدادات الغاز في بنغلاديش ظهورها على السطح، ولكن هذه المرة في وقت حرج؛ إذ يلوح فصل الشتاء بالأفق، بالتزامن مع تراجع الإنتاج المحلي وانخفاض واردات الغاز المسال.

وتعرَّض العديد من المناطق في العاصمة دكا لنقص إمدادات الغاز، وهو ما تسبَّب في مشكلات للسكان، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وطالت أزمة نقص الغاز -أيضًا- مصانع النسيج التي تجمدت نحو 40% من قدراتها، وطالبت جمعية مصانع النسيج البنغلاديشية الحكومة بالتدخل السريع، للحيلولة دون انهيار القطاع الحيوي للاقتصاد.

وبحسب مصادر رسمية، فليس ثمة ما يشير إلى أن الأزمة ستجد مخرجًا قريبًا، وخاصة في ظل أزمة نقص الدولار الممتدة وانخفاض الاحتياطي الأجنبي، بحسب تقرير نشرته صحيفة "ذا بيزنس ستاندرد" (The Business Standard).

أزمة الغاز في بنغلاديش

كانت المناطق الأكثر تضررًا من شح إمدادات الغاز في العاصمة دكا، هي: ميربور ومحمدبور وباسابو والقطاع القديم من المدينة، وقال السكان هناك، إنهم لا يحصلون على ما يكفي من الغاز خلال النهار.

وتقول إحدى المواطنات -تدعى تسليمة بيغوم-: "معظم الأوقات نضطر لطهي وجبتنا في منتصف الليل، عندما يكون تدفّق الغاز أفضل قليلًا، وإلّا فسنحتاج إلى استعمال غاز النفط المسال بديلًا عن الغاز المنقول عبر الأنابيب".

وتتفق مع بيغوم إحدى ساكنات منطقة محمد بور، وتُدعى حليمة أكتار، بقولها، إنها تضطر -أيضًا- لطهي الطعام في منتصف الليل؛ لأن الغاز لا يكون متوافرًا من الصباح إلى العاشرة مساءً.

بدورها، أرجعت شركة تيتاس غاز (Titas Gas) المسؤولة عن الغاز في دكا والمناطق المحيطة بها، أسباب الأزمة إلى العجز في الإمدادات اليومية.

وقال المدير العام للشركة محمد إمام الدين شيخ: "ثمة عجز في البلاد بأكثر من ألف مليون قدم مكعبة من الغاز يوميًا، في مقابل إجمالي الطلب البالغ 4 آلاف".

وأوضح أن الشركة تتلقى حاليًا كميات تتراوح بين 1400 و1500 مليون قدم مكعبة من الغاز يوميًا، في مقابل الطلب البالغ 1800 مليون قدم مكعبة من الغاز يوميًا، بمعنى أن حجم العجز يتراوح بين 300 و400 مليون قدم مكعبة من الغاز يوميًا.

وبحسب البيانات الرسمية الصادرة عن شركة النفط والغاز المملوكة للدولة بتروبانغلا (Petrobangla) المسؤولة عن التنقيب عن الغاز في بنغلاديش، بلغ حجم الإنتاج يوم الإثنين 30 أكتوبر/تشرين الأول 2663.5 مليون قدم مكعبة من الغاز، بما في ذلك الغاز المسال المستورد، وفي المقابل، بلغ حجم الطلب 4 آلاف مليون قدم مكعبة من الغاز.

ويُسهم الغاز المسال المستورد بـ600 مليون قدم مكعبة يوميًا، إلّا أن حجم الواردات انخفض خلال الأشهر الأخيرة، مقارنة بالمستوى الطبيعي الذي يتراوح بين 800 و900 مليون قدم مكعبة من الغاز يوميًا.

ناقلة غاز مسال
ناقلة غاز مسال - الصورة من "maritimegateway"

أزمة الدولار

تقول مصادر رسمية، إن أزمة الدولار الأخيرة أجبرت شركة بتروبانغلا على خفض وارداتها من الغاز المسال، وهو ما تسبَّب بتفاقم أزمة الغاز في بنغلاديش مؤخرًا.

ولذلك، فمن غير المحتمل -في ظل استمرار أزمة الدولار- أن تتمكن الشركة من زيادة الواردات أو الإنتاج المحلي على مدار الأشهر القليلة المقبلة.

وتراجعت احتياطيات النقد الأجنبي في بنغلاديش إلى دون 22 مليار دولار هذا العام (2023)، مقارنة بـ48 مليار دولار في العام الماضي (2022).

ويقول مطّلعون على صناعة الغاز المحلية، إن الوضع سيتدهور في الشتاء المقبل، مع عدم وجود علامة في الأفق على خفوت أزمة الدولار.

استغاثة صناعة النسيج

أطلق القائمون على صناعة النسيج صرخة استغاثة بسبب شح إمدادات الغاز في بنغلاديش، مطالبين الحكومة بتوفير تدفقات موثوقة للمصانع بعد توقّف نحو 40% من القدرات الإنتاجية، بحسب تقرير نشره موقع "أباريل ريسورسز" (apparelresources) وطالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وعقدت جمعية مصانع النسيج البنغلاديشية اجتماعًا لبحث المخاوف بشأن تأثير مشكلة إمدادات الغاز التي تفاقمت بعد ارتفاع أسعار الغاز بنسبة 100% تقريبًا في فبراير/شباط من هذا العام (2023).

وقدّم ملّاك المصانع 5 توصيات للحكومة لحلّ الأزمة التي يمر بها قطاع النسيج، ومنها تطوير سياسة الطاقة، وإعادة توجيه الغاز من محطات الكهرباء المتوقفة ومصانع الأسمدة إلى مصانع النسيج.

ومن المقرر أن يعقد أصحاب المصانع مؤتمرًا صحفيًا لتأكيد أهمية قطاع النسيج للاقتصاد، وسيقدّمون التوصيات لوزير الطاقة ورئيسة الوزراء والجمعيات المعنية بالقطاع.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق