أسعار البنزين في أميركا تهبط إلى أقل مستوى في 6 شهور

سجلت أسعار البنزين في أميركا تراجعًا قياسيًا في الآلاف من محطات الوقود خلال شهر سبتمبر/أيلول (2023)، وهي أنباء طال انتظارها من قبل سائقي المركبات الذين يتطلعون إلى تحقيق وفورات من استعمال هذا الوقود الإستراتيجي الذي يمثّل العصب الحيوي لقطاع النقل.

ومن المتوقع أن تواصل أسعار هذا الوقود المضي في مسارها الهبوطي خلال شهري نوفمبر/تشرين الثاني وديسمبر/كانون الأول (2023)، حال هدأت حدة الهجمات المكثفة التي تشنها إسرائيل على الفلسطينيين في قطاع عزة، أو حتى إذا لم تتسع رقعة الصراع بدخول أطراف إقليمية خارجية، وفق تحليلات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وفي ضوء ذلك، عاودت أسعار البنزين في أميركا الاستقرار عند 2.99 دولارًا في عشرات الآلاف من محطات الوقود في عموم البلاد، وفق ما نشره تطبيق غاز بودي (GasBuddy) الذي يتتبع أسعار الوقود.

وهبط متوسط أسعار البنزين في أميركا بواقع 38 سنتًا خلال شهر سبتمبر/أيلول (2023)، وفق التوقعات ذاتها التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

تراجع قياسي

لامس المتوسط الوطني لأسعار البنزين في أميركا 3.44 دولارًا للغالون، مسجلًا أدنى مستوياته على الإطلاق منذ مارس/آذار (2023)، ومن المتوقع أن يشهد هبوطًا آخر بواقع يتراوح من 10- 20 سنتًا آخر بحلول نهاية العام الحالي (2023).

بل وحتى بمقدور سائقي المركبات أن يجدوا سعر البنزين ملامسًا 2.99 دولارًا للغالون أو أقل في محطات الوقود المنتشرة في 33 ولاية.

وترتبط أسعار البنزين بعوامل موسمية، من بينها تراجع استهلاك هذا الوقود المهم، في حين يواصل الأميركيون البقاء في منازلهم خلال الطقس البارد، بالإضافة إلى التحول إلى مزيج البنزين الشتوي في كل الولايات الأميركية.

وتغيّر مصافي التكرير تركيباتها من البنزين والديزل وفقًا للمواسم، إذ يحتوي مزيج البنزين الصيفي summer gasoline على طاقة أعلى 1.7% -تقريبًا- من مزيج البنزين الشتوي.

ومزيج البنزين الشتوي winter gasoline هو ذلك الذي يحتاج إلى زيادة معدل ما يسمى بخار ريد Reid Vapor Pressure، وهو معيار لقياس تبخر البنزين مع تغير درجات الحرارة.

وحتى يحترق البنزين بسهولة، يحتاج إلى معدل معين لا يتوافر في الأجواء الباردة، لذلك يُضاف البوتان إلى البنزين، وبهذا يحترق البنزين بسهولة دون أي مشكلات في تشغيل السيارة.

الظروف المناخية تتحسّن

في بعض الولايات والمناطق الأميركية، كان هناك تحسّن في الظروف المناخية الصعبة التي قوّضت عمل مصافي التكرير، والتي ضربت الساحل الغربي وحزام القمح بشدة أواخر الصيف، ما قاد إلى ارتفاع أسعار البنزين.

وشهدت تلك المناطق تراجعات دراماتيكية نتيجة التحول المبكر إلى مزيج البنزين الشتوي، الذي انخفض متوسط سعره في ولاية كاليفورنيا بواقع 80 سنتًا في 4 أسابيع فقط.

وقال رئيس قسم التحليلات النفطية في غاز بودي، باتريك دو هان: "الهبوط في أسعار البنزين في أميركا كان مذهلًا، غير أنه لم يكن مفاجئًا، إذ إننا وصلنا إلى تراجع مثالي كان قد تأثر في السنوات الأخيرة جراء تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، واندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في 24 فبراير/شباط (2022)، ما أربك التغيرات الموسمية".

وأضاف: "(غاز بودي) يتوقع إمكان أن تواصل أسعار البنزين الهبوط في نوفمبر/تشرين الثاني وديسمبر/كانون الأول (2023)، مع هبوط آخر في المتوسط الوطني بما يتراوح من 10 إلى 20 سنتًا خلال الأسابيع المقبلة، حال لم تتسارع وتيرة الصراع الدامي في الشرق الأوسط، أو حتى إذا لم تتسع رقعته لتشمل بلدانًا أخرى".

وتابع: "يرى سائقو المركبات في 33 ولاية استقرار أسعار البنزين في أميركا عند 2.99 دولارًا، وأتوقع أن تشهد ولايات إضافية تلك الأسعار المنخفضة".

وواصل: "ينبغي حتى أن تشهد منطقة الساحل الغربي أسعار البنزين عند أقل من 3.99 دولارًا في مزيد من الأماكن، في الأسابيع المقبلة".

تحقيق وفورات

اتسع الفارق بين محطات الوقود التي تبيع البنزين بأسعار مرتفعة، ومثيلتها التي تبيعه بأسعار منخفضة، إلى مستويات شبه قياسية في الأسابيع الأخيرة، إذ تمسّكت بعض المحطات برفع الأسعار، في حين خفضتها أخرى إلى أدنى مستوياتها منذ أوائل العام الحالي (2023).

يُشار إلى أن سائقي المركبات يمكنهم تحقيق وفورات عبر التسوق والبحث عن أرخص أسعار البنزين في منطقة ما، ومن ثم إضافة ما يتراوح من 5 إلى 10 دولارات لكل مرة تزود بالوقود.

ارتفاع لم يدم طويلًا

سجلت أسعار البنزين في أميركا صعودًا ملحوظًا قبل عطلة عيد العمال في 4 سبتمبر/أيلول ( 2023)، تزامنًا مع تخفيضات الإنتاج من جانب دول أوبك+.

ولامس متوسط سعر التجزئة للبنزين العادي 3.81 دولارًا للغالون في الولايات المتحدة، وذلك حتى يوم الإثنين 28 أغسطس/آب (2023)، بزيادة نسبتها 6% أو ما يعادل 0.22 دولارًا للغالون خلال الأسابيع الـ5 الماضية، وفق تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وقادت تخفيضات إنتاج النفط الطوعية من جانب السعودية، إلى جانب تراجع مخزونات البنزين الأميركية، وأعمال الصيانة المعلنة في مصافي التكرير في شمال شرق البلاد، إلى صعود في سعر التجزئة للبنزين خلال الأسابيع الـ5 الممتدة حتى 31 أغسطس/آب (2023).

تخفيضات أوبك+ تضغط على الأسعار

قادت التخفيضات الطوعية في إنتاج النفط، بوساطة المملكة العربية السعودية وبعض الأعضاء في تحالف أوبك+، إلى فرض ضغوط تصاعدية على أسعار النفط الخام، العنصر الأساسي في معادلة حساب تكاليف البنزين عالميًا.

ولم تؤثر تخفيضات تحالف أوبك+، خاصة الخفض الطوعي المعلن من جانب 9 دول بقيادة السعودية، خلال أبريل/نيسان (2023)، في أسعار النفط الخام كثيرًا، نتيجة مخاوف تباطؤ النمو الاقتصادي التي رجحت تراجع الطلب على الخام أو ثباته، ما أحدث بعض التوازن في السوق.

وتشكل أسعار النفط الخام أكثر من 50% من تكلفة البنزين في الولايات المتحدة، في حين تُقسَّم النسبة المتبقية على تكاليف التوزيع والتسويق والضرائب وأنشطة التكرير.

موضوعات متعلقة..

• أسعار البنزين في أميركا ترتفع قبل عطلة عيد العمال.. ما دور أوبك+؟ (تقرير)

• أسعار البنزين في أميركا تهبط 26% قبل عطلة يوم الذكرى
• أسعار البنزين في أميركا ترتفع قبل عيد الشكر (تقرير)
• أسعار البنزين في أميركا لم تنخفض رغم المستوى القياسي لإنتاج النفط.. ما السر؟

اقرأ أيضًا..

• نتائج أعمال بي بي في الربع الثالث 2023 تخالف التوقعات.. الأرباح تنخفض 60%
• لماذا تستورد مصر الغاز من إسرائيل؟.. 3 خبراء يطرحون خطة الخروج من المأزق
• صناعة السيارات الكهربائية في الخليج تنتعش بقيادة 3 دول