تقارير الطاقة المتجددةتقارير الهيدروجينرئيسيةطاقة متجددةهيدروجين

خبراء: الهيدروجين الأخضر في الوطن العربي يواجه تحديات النقل والتخزين

داليا الهمشري

تتصدّر تحديات الهيدروجين الأخضر في الوطن العربي اهتمامات الباحثين ورجال الصناعة، من أجل التغلب على العقبات التي تواجه الوقود الذي يشكّل خريطة قطاع الطاقة في المستقبل.

وأبرزت الندوة -التي نظّمها معهد حوكمة الموارد الطبيعية، الخميس 26 أكتوبر/تشرين الأول (2023)، وحضرتها منصة الطاقة المتخصصة- التقنيات الجديدة الرئيسة التي تقود تحول الطاقة العالمي، لا سيما الهيدروجين الأخضر، ودوره المحتمل في تعزيز مكانة المنطقة بصفتها لاعبًا فاعلًا في أسواق الطاقة.

وتطرقت الندوة، التي أدارتها مديرة معهد حوكمة الموارد الطبيعية لوري هابتايان، إلى تحديات الهيدروجين الأخضر في الوطن العربي وشمال أفريقيا، في ظل ما تمتلكه الدول من إمكانات وموارد طبيعية ضخمة للإنتاج.

وتمثّل هذه الندوة الحلقة السادسة من سلسلة ندوات عبر الإنترنت بعنوان "انتقال الطاقة والطريق إلى مؤتمر الأطراف 28"، التي يطلقها معهد حوكمة الموارد الطبيعية.

وتناقش سلسلة الندوات عبر الإنترنت المكونة من 8 حلقات موضوعات تتراوح بين مناقشة الدور المحتمل لقمة المناخ كوب 28 في دفع عملية انتقال عادل للطاقة عالميًا، ودور حكومات الدول الغنية بالنفط في انتقال الطاقة، ودور الهيدروجين الأخضر في تحول الطاقة.

ضمان أمن الطاقة

قال المستشار في مركز البحرين للدراسات الإستراتيجية والدولية والطاقة الدكتور عبدالله عيسى العباسي، إن هناك تطورًا كبيرًا في صناعة الهيدروجين بألوانه المختلفة في المنطقة العربية وشمال أفريقيا في إطار خطط تحول الطاقة.

وأضاف أنه لا بد أن تختار كل دولة مزيج الكهرباء المتناسب مع مواردها الطبيعية وطبيعة استهلاكها، لتحقيق الموثوقية وضمان أمن الطاقة وتلبية الطلب المتزايد.

وتابع، أن هناك أنواعًا جديدة من الطاقة ما تزال في مراحل البحث والتطوير، متوقعًا أن يشهد هذا القطاع طفرات نوعية خلال الأعوام المقبلة.

واستطرد أن هناك طلبًا كبيرًا -حاليًا- على الهيدروجين الأخضر، ما يرفع قيمته السوقية في المستقبل، لا سيما في ظل توجه دول الاتحاد الأوروبي إلى التوسع في استعمال مصادر الطاقة المتجددة.

تحديات الهيدروجين الأخضر في المنطقة العربية

الهيدروجين الأخضر

توقع العباسي أن يشكّل الهيدروجين الأخضر خريطة أسواق الطاقة في المستقبل، إلا أنه أوضح أنه لا بد من التغلب على بعض التحديات التي تواجه توسعه، مثل التخزين وبعض اشتراطات التصنيع.

وطالب بضرورة تحديث قطاع الطاقة لدمج الهيدروجين الأخضر في المنظومة، وتحفيز بعض القطاعات على قبوله في إطار التحول إلى الاقتصاد الأخضر.

وأوضح أن الهيدروجين الأخضر يمثّل أحد الحلول لتحقيق الاستفادة القصوى من طاقتي الرياح والشمس من خلال استعماله في تخزين فائض التوليد، ما يعمل على تكامل تكنولوجيات الطاقة المتجددة.

وحول توصياته لقمة المناخ كوب 28، دعا العباسي إلى ضرورة تفعيل التعاون الدولي، مشيرًا إلى أن مواجهة تغير المناخ تتطلب الترابط بين الدول وخلق شراكات حقيقية، لتمكين هذا التعاون والتوصل إلى حلول سريعة وعملية.

وأكد أن الدول المُنتجة للنفط والغاز عليها تحمل المسؤولية من خلال استعمال تقنيات نظيفة في الإنتاج، في حين طالب الدولة المستهلكة للوقود الأحفوري بتفعيل الاقتصاد الدائري.

قرب الموقع الجغرافي

قالت أستاذة الهندسة الصناعية في المدرسة الوطنية للمهندسين في تونس الدكتورة آسيا زنوده، إن إستراتيجيات دول الشرق الأوسط للتوسع في الهيدروجين الأخضر ترتبط بحاجة دول الاتحاد الأوروبي إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي من خلال تنويع مصادر الطاقة.

وأضافت أن موارد الاتحاد الأوروبي من الطاقة المتجددة من الشمس والرياح ليست كافية لتصنيع القدر المطلوب من الهيدروجين الأخضر، ما يحتم عليه استيراده من دول أخرى.

وتابعت أن عمليتي التخزين والنقل تؤثران على السعر النهائي لبيع الهيدروجين الأخضر، ما يجعل دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هي الاختيار الأنسب لدول الاتحاد الأوروبي لقرب الموقع الجغرافي وسهولة النقل ورخص ثمنه.

واستطردت أنه على الرغم من أن دولة تشيلي مُنتج جيد للهيدروجين الأخضر فإن بُعدها الجغرافي عن دول الاتحاد الأوروبي يجعلها خيارًا مستبعدًا للاستيراد.

خفض البصمة الكربونية

أوضحت زنوده، أن دول الشرق الأوسط تتوسع في إنتاج الهيدروجين الأخضر لأسباب عدة، من بينها خفض البصمة الكربونية لعدد من القطاعات، والتصدير إلى الخارج، والإسهام في تشكيل مزيج الطاقة المحلي.

وأشارت إلى أن تونس بصدد وضع إستراتيجية وطنية للتوسع في إنتاج الهيدروجين الأخضر، على أن تخصص نسبة منه للتصدير إلى الخارج، والنسبة المُتبقية للاستهلاك المحلي لخفض الانبعاثات الكربونية والتحول نحو الاقتصاد الأخضر.

وأفادت بأن تصدير الهيدروجين الأخضر يمثّل فرصة لتونس وغيرها من دول المنطقة لتحقيق إيرادات إضافية، لافتة إلى ضرورة التركيز على التطور التكنولوجي والتعاون مع الدول الأوروبية في هذا المجال.

ولفتت إلى أنه لا بد من استغلال مشروعات الهيدروجين الأخضر، لتوفير فرص عمل للكفاءات التونسية من المهندسين والباحثين.

ودعت إلى ضرورة عمل برامج تشاركية وتمويلية بين تونس ودول الاتحاد الأوروبي في مجالات الطاقة المتجددة، لا سيما الهيدروجين الأخضر لتحقيق مصالح مشتركة للطرفين ودعم تبادل الخبرات في هذا القطاع المهم.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق