هيدروجينالتقاريرتقارير الهيدروجينرئيسية

الهيدروجين الأخضر في المنطقة العربية يشهد إستراتيجية جديدة.. ما الهدف؟

داليا الهمشري

يحظى الهيدروجين الأخضر في المنطقة العربية باهتمام كبير في ظل توافر مصادر المياه والموارد الهائلة من الطاقة المتجددة.

وفي هذا الإطار، وقّع المركز الإقليمي للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة (ركري) مع مؤسسة (بي تي إكس هب) الألمانية، في 27 مارس/آذار الماضي، اتفاقية شراكة إستراتيجية مشتركة نحو إطلاق إمكانات الهيدروجين الأخضر بالمنطقة العربية، وذلك على هامش حوار برلين حول انتقال الطاقة (بي آي تي دي 23).

وعبّر المركز الإقليمي عن وجهات نظر المنطقة العربية حول نماذج التعاون التي من شأنها أن تترجم زخم الهيدروجين الأخضر إلى اقتصاد ملموس؛ بهدف إزالة الكربون من القطاعات التي يصعب تخفيفها وتمكين مراحل انتقال الطاقة الكبيرة.

مبادئ توجيهية

يستهدف البرنامج الذي وقّع عليه الطرفان بشكل أساسي في مرحلته الأولى وضع مبادئ توجيهية للتخطيط، تتلاءم مع السياق الوطني للطاقة في الدول العربية، بالإضافة إلى تنظيم برنامج لإعداد المدربين بهدف بناء قدرات القوى العاملة العربية.

وأسهمت مؤسسة "بي تي إكس" في وضع الإستراتيجية الوطنية الألمانية للهيدروجين لعام 2020.

الهيدروجين الأخضر في المنطقة العربية
جانب من فعاليات توقيع اتفاقية الشراكة الإستراتيجية بشأن الهيدروجين الأخضر في المنطقة العربية

وقال المدير التنفيذي للمركز الإقليمي للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة (ركري) الدكتور جواد الخراز، إن "بي تي إكس" ومقرها برلين تضطلع بمجهود متعلق بنشر المعرفة، ومنح الدعم الفني لدول العالم كافةً في قطاع الهيدروجين الأخضر ومشتقاته.

وأضاف الخراز -في تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة المتخصصة- أن التباحث بدأ مع المؤسسة الألمانية منذ أعوام؛ للاستفادة من خبراتها في مجال تحلية المياه لتوفير الماء اللازم للمحلل الكهربائي لإنتاج الهيدروجين الأخضر باستخدام الطاقة المتجددة.

الإطار التشريعي

أوضح الخراز أن المناقشات بدأت مع "بي تي إكس" حول الاتفاقية، خلال العام الماضي (2022)، على هامش مؤتمر حوار الطاقة المستقبلي الأوروبي الشرق أوسطي في الأردن، والذي عُقد بالتعاون بين الحكومتين الأردنية والألمانية.

وتابع: "التقينا رؤساء مجالس المؤسسة الألمانية، خلال المؤتمر، وعبّرنا عن حاجة الدول العربية لتطوير اقتصاد الهيدروجين وحاجتها إلى تلقي الدعم اللازم فيما يتعلق بالآليات والإطار المؤسسي اللازم والتكنولوجيا والإطار القانوني والتشريعي لتحفيز مشروعات الهيدروجين وتوقيع اتفاقيات التعاون مع المُطورين الدوليين".

وأشار الخراز إلى أن هناك دولًا عربية ليست لديها إستراتيجية وطنية للهيدروجين الأخضر، لافتًا إلى أن المغرب لديه واحدة، ومصر تعمل على إستراتيجية على وشك الإعلان عنها خلال أسابيع قليلة.

إلا أنه أبرز أن هناك دولًا عربية أخرى مثل الأردن والجزائر وتونس لديها اهتمام كبير بالهيدروجين الأخضر، ولكن ليست لديها إستراتيجية وطنية في هذا المجال.

الاستفادة من تجارب ألمانيا

كشف الدكتور جواد الخراز -في تصريحاته إلى منصة الطاقة المتخصصة- عن أن المشروع يهدف إلى فتح آفاق الهيدروجين الأخضر ومشتقاته في الدول العربية، من خلال تحضير إطار من خلاله تستطيع الدول العربية تطوير إستراتيجيتها الوطنية في الهيدروجين الأخضر ومشتقاته من الأمونيا الخضراء والميثانول.

وأضاف أن المشروع سيمكّن الدول العربية -كذلك- من إطلاق إطار مؤسساتي وتحفيزي وتشريعي مناسب من خلال الاستفادة من تجارب ألمانيا، التي تُعَد رائدة في مجال الهيدروجين الأخضر على مستوى العالم.

ركري توقع اتفاقية لدعم الهيدروجين الأخضر في المنطقة العربية
جانب من توقيع اتفاقية دعم الهيدروجين الأخضر في المنطقة العربية

وأوضح الدكتور جواد الخراز أن المشروع سيتولى في المقام الأول إعداد المدربين من خلال دعوة ممثلين من الدول العربية لتلقي تدريب عملي ونظري، حتى يكونوا قادرين على تدريب كوادر جديدة عند العودة إلى بلادهم.

ولفت إلى امتداد المشروع حتى آخر العام الجاري (2023)، معبرًا عن تطلعه إلى تطويره خلال الأشهر المقبلة بالتنسيق مع وزارات الطاقة في الدول العربية وأمناء المركز الإقليمي للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة (ركري).

واستطرد قائلًا: "سنحاول من خلال البرنامج تغطية سلسلة القيمة المتعلقة بمؤسسة (بي تي إكس) والتي تشتمل على كل ما يتعلق بتحلية المياه وتكنولوجيا المحلل الكهربائي والطاقة المتجددة المُستخدمة في التشغيل والإطار التشريعي والسياسات وآليات التمويل والمعايير التي يجب اعتمادها في مجال الهيدروجين الأخضر".

وعبّر عن تطلعه لتطوير المشروع مع الشركاء في ألمانيا والدول العربية حتى تنجح الأخيرة في تحقيق الاستفادة القصوى من المشروع.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق