التقاريرأنسيات الطاقةتقارير النفطسلايدر الرئيسيةنفط

هكذا تتأثر صناعة النفط بأخطاء البيانات.. "معلومات الطاقة" الأميركية نموذجًا (صوت)

أحمد بدر

قال مستشار تحرير منصة الطاقة، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن صناعة النفط شأنها شأن صناعات أخرى تواجه أزمة تتعلق بأخطاء البيانات وإدخالها.

وأوضح الحجي -في حلقة من برنامج "أنسيّات الطاقة"، بعنوان "أسباب تدهور نوعية البيانات في أسواق النفط وآثاره في دول الخليج"- أن الشائع في كل الصناعات أن مَن يُدخل البيانات شخص عادي بمهارات منخفضة، وقد لا يكون حاملًا لشهادة تعليم عليا.

وأضاف: "لكن فكرة أن يتولى شخص غير مؤهل مسؤولية إدخال البيانات، خاصة بالنسبة إلى صناعة النفط، مربوطة بأمر آخر، وهو أن يتأكد من هم أعلى منه من هذه البيانات، ثم يتأكد الشخص الأعلى الذي سيتولى تحليل هذه البيانات -أيضًا- من صحتها".

وأما أن يتولى شخص غير مؤهل فقط -وفق الحجي- مسؤولية إدخال البيانات، ثم تنتشر هذه البيانات عالميًا، وتبيعها الشركات، وتُستعمل ويجري تداولها وهي في الأصل خاطئة، فهذه مشكلة كبيرة.

أزمة خطأ إدخال البيانات

صناعة النفط

قال مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة الدكتور أنس الحجي، إن المشكلة الأكبر من إدخال البيانات بصورة خاطئة من جانب غير المتخصصين أو المؤهلين، لا سيما في مجال صناعة النفط، هي أنه قد يحدث خطأ في معادلات "إكسل" أو الخلايا، ما يترتب عليه نتائج خاطئة كليًا.

ولفت إلى أن هذه الأخطاء تؤدي إلى انتشار الأخبار والأرقام عالميًا، وهناك الكثير من الأمثلة التي تشير إلى انتشار الأثر السيئ لمثل هذه المشكلات التي تنتج عن تولي شخص غير متخصص إدخال المعلومات دون أن يقوم مَن هو أعلى منه بالتأكد من صحة ما جرى إدخاله.

بالإضافة إلى ذلك، رصد الحجي مشكلة أخرى تواجهها صناعة النفط، عند إدخال معلومات عن روسيا -مثلًا- التي تبيع النفط بالطن، في حين تبيع الولايات المتحدة النفط بالبرميل، فيحوّل مدخل البيانات على مدار عدة سنوات الطن إلى برميل، قبل أن يغادر مكانه ليتولى شخص آخر لا يملك معلومات كافية، فيضيف المعلومات القديمة على أنها المعمول بها، ولكن بوحدة الطن وليس البرميل.

وأضاف: "بعد ذلك تبدأ البيانات الجديدة تنتشر ويجري تداولها، وعند النظر إلى الرسم البياني نجد أن هناك مشكلة كبيرة، لأن الأرقام ستشير إلى أن إنتاج روسيا انخفض، ما يفتح الباب أمام التساؤلات والتحليلات لأسباب تراجع الإنتاج، في حين لا يوجد سبب لذلك، قبل اكتشاف أن الخطأ بالأصل في طريقة إدخال البيانات بالطن وليس بالبرميل".

تحديث التقارير لخفض التكاليف

قال خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن من بين الأخطاء التي تؤدي إلى سوء حالة البيانات المتعلقة بصناعة النفط هو تحديث التقارير والاستعانة بمعلومات قديمة محدثة، من أجل خفض التكاليف.

وأوضح أنه في الأغلب تكون بيانات صناعة النفط تحتوي على التقسيم نفسه والجداول والمحتويات نفسها، فيعود الشخص إلى البيانات القديمة ويحاول تحديثها، بدلًا من البدء في إعداد نسخة جديدة، والمشكلة هنا أنه في حالة تغير الأمور والاتجاهات لا بد أن يحدث الخطأ.

وتابع: "لديّ ملف كامل في الوقت الحالي يحتوي على أخطاء، من عدة منظمات كبرى.. فكيف يحدث الخطأ؟ بالنظر -مثلًا- إلى السكك الحديدية التابعة لتكساس نجد أنها تصدر بيانات شهرية بشأن صناعة النفط والغاز، بما في ذلك عدد التصاريح وعمليات الحفر وعمليات الإكمال والإنتاج وغيرها".

وأضاف: "دائمًا ما تجدد مصلحة السكك الحديدية لتكساس البيانات التي استعملتها في الشهر الماضي وتستعلمها، لذلك فهي رقم 1 عالميًا في هذا النوع من الأخطاء، فمثلًا عند زيادة عدد الحفارات بنحو 5 في شهر، وتراجع حفارين في الشهر التالي، يجري العمل على الأرقام دون تحويل الزيادة إلى انخفاض".صناعة النفط

لذلك -وفق الحجي- نجد أن المنشور أن عدد الحفارات قد زاد، في حين الواقع أنه قد انخفض، ثم ينتشر الخبر في وسائل الإعلام، ويصل إلى الشركات في جميع أنحاء العالم أن عدد الحفارات في تكساس قد زاد، في حين هو في الحقيقة قد انخفض.

اعتماد تقنيات جمع المعلومات

قال مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة الدكتور أنس الحجي، إن من بين أسباب سوء حالة البيانات المتعلقة بصناعة النفط والغاز الاعتماد على التقنيات المتخصصة في جمع المعلومات، وهو أمر يتسبّب في مشكلات كبيرة.

وأضاف: "أولًا: إذا كان جامع البيانات لديه ملف حصل عليه من إحدى الهيئات، يمكن تجديده تلقائيًا بمجرد فتح الملف، أو من خلال برنامج صغير يمكن تحميله، إذ تتجدد البيانات كل أسبوع أو كل شهر بصورة تلقائية، وهو أمر ينطوي على كثير من المشكلات، لذلك يجب مراجعته دائمًا".

وبحسب الدكتور الحجي، فإن المصدر في هذه الحالة يكون واحدًا، وفي حالة حدوث خطأ في البيانات في هذا الملف الذي حُدّث تلقائيًا، فإن كل الناس حول العالم أصبح لديهم الخطأ نفسه، ما يؤدي إلى حدوث مشكلات كثيرة.

وأشار الحجي إلى أنه قبل عدة أسابيع حدثت مشكلة مع إدارة معلومات الطاقة الأميركية، تسبّبت في انزعاج الكثير من الناس، إذ إن ملفاتهم يجمعونها منذ نحو 30 عامًا ويجددونها بصفة دائمة، فعندما حدثت مشكلة تقنية لدى الإدارة، خربت ملفات هؤلاء الأشخاص.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق