صادرات الديزل من الشرق الأوسط إلى أوروبا تتباطأ.. ما دور أميركا؟
نوار صبح
- شحنات الشرق الأوسط إلى أوروبا تبلغ 110 آلاف برميل يوميًا
- انخفاض مستوى المخزون يُعزى إلى الهيكل الصعودي العالي الذي يحفّز المورّدين على تفريغ خزّاناتهم
- في الأشهر الأخيرة كانت أسعار البنزين والديزل مرتفعة، ما وضع كلا المنتجين في منافسة
- قيمة هوامش تكرير البنزين في أوروبا تبلغ الآن نحو 6 دولارات للبرميل
- نواتج التقطير المتوسطة تشمل الديزل، بينما يُعدّ البنزين منتجًا خفيفًا
- المملكة العربية السعودية لا تقدّم الكثير من وقود الديزل في الوقت الحالي
تراجعت صادرات الديزل من الشرق الأوسط إلى أوروبا مع ازدياد الإمدادات من الولايات المتحدة للقارة العجوز، في أعقاب الحظر المؤقت الذي فرضته روسيا على الصادرات.
بلغ متوسط واردات أوروبا من الديزل –وفق بيانات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة- 165 ألف برميل يوميًا لشهر أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
وتُعدّ صادرات الديزل إلى أوروبا خلال أكتوبر/تشرين الأول الجاري أكثر من نظيرتها في شهر سبتمبر/أيلول البالغة 136 ألف برميل يوميًا، وفقًا لبيانات منصة إس آند بي كوموديتيز آت سي (المعنية ببيانات السلع المنقولة بحرًا).
وتبلغ صادرات الديزل من الشرق الأوسط إلى أوروبا 110 آلاف برميل يوميًا، مع تراجع الإمدادات من المملكة العربية السعودية وقطر، ما هبط بالوتيرة الإجمالية مقارنة شهر سبتمبر/أيلول البالغة 317 ألف برميل يوميًا.
صادرات الديزل
في 21 سبتمبر/أيلول، فرضت روسيا حظرًا مؤقتًا على صادرات الديزل لتخفيف ارتفاع أسعار الوقود المحلية، ما أدى إلى إزاحة ما يُقدَّر بمليون برميل يوميًا من الديزل من السوق العالمية، وفقًا لتقديرات وكالة إس آند بي غلوبال (S&P Global Commodity Insight).
وبلغ متوسط صادرات الديزل من الولايات المتحدة إلى أوروبا 188 ألف برميل يوميًا في أكتوبر/تشرين الأول، مقارنة بـ 122 ألف برميل يوميًا في سبتمبر/أيلول.
وقالت مديرة الأبحاث والتحليل لدى وكالة إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس، إليانور بودز: "إن الزيادة الإجمالية في واردات الديزل في أوروبا ترجع إلى حدّ كبير للتخزين في المدة التي تسبق فصل الشتاء، و"هلع الشراء" بعد الحظر الروسي.
وأوضحت أن "المخزونات في أوروبا منخفضة نسبيًا مقارنة بمتوسط الـ5 سنوات، وأن إعادة إمداد القارة بالديزل "أكثر مما كان عليه قبل الحظر على الواردات الروسية، تؤدي إلى ارتفاع تصوّر المخاطر إذا استمرت المخزونات في الانخفاض".
مخزونات الديزل في أوروبا
وصلت مخزونات الديزل والديزل الأحمر في مركز التكرير الأوروبية (أمستردام-روتردام-أنتويرب) إلى أدنى مستوى لها منذ 10 أشهر عند 1.827 مليون طن (13.3 مليون برميل)، بدءًا من 12 أكتوبر/تشرين الأول، لتنخفض للأسبوع الثالث على التوالي، وفقًا لبيانات وكالة إس آند بي غلوبال (S&P Global Commodity Insight).
يُعزى انخفاض مستوى المخزون إلى الهيكل الصعودي العالي الذي يحفّز المورّدين على تفريغ خزاناتهم، وزيادة النشاط على جانب الديزل والديزل الأحمر، بسبب انخفاض عقد الديزل الأحمر لدى بورصة إنتركونتيننتال إكستشينج للشهر الأول خلال الأسبوع.
وتعتمد أوروبا حاليًا على واردات الديزل من الولايات المتحدة والهند والشرق الأوسط، بحسب ما قال الرئيس التنفيذي لشركة فيتال لتجارة السلع الأساسية، راسل هاردي، بمؤتمر عُقد في لندن يوم 17 أكتوبر/تشرين الأول.
وفي الأشهر الأخيرة، كانت أسعار البنزين والديزل مرتفعة، ما وضع كلا المنتجين في منافسة، إذ تبلغ قيمة هوامش تكرير البنزين في أوروبا الآن نحو 6 دولارات للبرميل، بينما تتراوح هوامش تكرير الديزل بين 32 و33 دولارًا للبرميل.
وقال راسل هاردي: "الحافز الآن أكبر لصالح إنتاج نواتج التقطير المتوسطة،" مشيرًا إلى أن نواتج التقطير المتوسطة تشمل الديزل، بينما يُعدّ البنزين منتجًا خفيفًا".
وأوضح أنّ "بعض شركات التكرير الناشئة "لا تسير بالسرعة المخطط لها"، وبعضها الآخر يستعد للصيانة".
الانتعاش الموسمي
يتوقع تجّار زيت الوقود أن تنتعش تدفقات شحنات زيت الوقود عالية الكبريت من مناطق مثل الفجيرة إلى البحر الأبيض المتوسط، مع تراجع الطلب الموسمي على الكهرباء من الشرق الأوسط، نهاية الصيف.
في المقابل، أثّر إغلاق فروق أسعار زيت الوقود عالي الكبريت بين الغرب والشرق في التوقعات بتدفقات أقوى، إذ إن تحسُّن توافر زيت الوقود عالي الكبريت في أوروبا قد أثّر بعلاوة البراميل الأوروبية مقارنة بالمنتج في سنغافورة.
من ناحيتها، قيّمت منصة بلاتس مبادلة زيت الوقود عالي الكبريت شرق/غرب لشهر نوفمبر/تشرين الثاني عند ناقص 8 دولارات للطن المتري في 17 أكتوبر/تشرين الأول، ارتفاعًا من ناقص 11.50 دولارًا للطن المتري في الأسبوع السابق.
وانخفضت صادرات الوقود منخفض الكبريت من الشرق الأوسط إلى أوروبا، مع تباطؤ تصدير الوقود منخفض الكبريت من مصفاة الزور الكويتية وتباطؤ صادرات إسرائيل.
وأضاف تاجر ديزل من البحر الأبيض المتوسط أن المملكة العربية السعودية لا تقدّم الكثير من صادرات الديزل في الوقت الحالي، وفق معلومات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وأشار مصدر مطّلع إلى إن مصفاة ساتورب السعودية، البالغة قدرتها 460 ألف برميل يوميًا في الجبيل، بدأت أعمال الصيانة المقررة في الأسبوع الأخير من سبتمبر/أيلول، ومن المتوقع أن تظل خارج الخدمة لمدة 45 يومًا تقريبًا، وقال مصدر، إن الصيانة في المصافي تجري "في جميع أنحاء البحر المتوسط".
كانت روسيا توفر واردات الديزل في شمال غرب أوروبا بانتظام، ولكن منذ فرض العقوبات على منتجات النفط الروسية، تحوّل مصدر الإمداد لأوروبا إلى مناطق أخرى مثل الشرق الأوسط والولايات المتحدة، حسبما نشرته وكالة إس آند بي غلوبال (S&P Global Commodity Insight).
وقال التجّار، إن هذا أدى إلى ارتفاع أسعار الديزل في شمال غرب أوروبا، مقارنة بالبحر الأبيض المتوسط.
وقال مصدر في السوق المتوسطية: "إذا لم تقم أوروبا بتسعير قوي للغاية بحيث لا يمكنها جذب البراميل، فإن المخزونات ستظل منخفضة".
اقرأ أيضًا..
- أكبر صفقات النفط والغاز في العالم منذ 2001.. أرامكو بالقائمة (إنفوغرافيك)
- تحديات أمام صناعة النفط في أفريقيا.. ومصفاة ضخمة تبدأ الإنتاج قريبًا
- مواصفات أول سيارة دفع رباعي تعمل بالطاقة الشمسية بعد اختبارها في المغرب (صور)