نفطالتقاريرتقارير النفطرئيسيةروسيا وأوكرانيا

أوروبا تستعد لحظر الديزل الروسي.. ما دور الشرق الأوسط والصين في المرحلة المقبلة؟

قرار الحظر يدخل حيز التنفيذ بدءًا من 5 فبراير

مي مجدي

اقرأ في هذا المقال

  • استورد الاتحاد الأوروبي 220 مليون برميل من الديزل الروسي خلال عام 2022
  • أوروبا تستعد لحظر المشتقات النفطية المنقولة بحرًا بدءًا من 5 فبراير/شباط
  • أسهمت السعودية والهند في تعزيز إمدادات الديزل
  • الشرق الأوسط والصين سيؤديان دورًا مهمًا لتزويد أوروبا بالوقود
  • مخاوف من نقص إمدادات الديزل الروسي في السوق العالمية

اعتمدت أوروبا على الديزل الروسي لسنوات عديدة، ومع اقتراب حظر المشتقات المكررة المنقولة بحرًا يبدو أن القارة العجوز ستدخل في سباق جديد لضمان تلبية احتياجات السوق.

ولم يتبقَ سوى ما يربو على 3 أسابيع لدخول حظر شحنات الديزل المنقولة بحرًا من روسيا حيز التنفيذ، والمقرر يوم 5 فبراير/شباط (2023).

لكن من سيتدخل لرأب هذه الفجوة الهائلة في المعروض؟ وهل ستتوفر موارد كافية؟ وهل القارة مدركة للعواقب المحتملة خاصة أن الديزل يُعد من أنواع الوقود الضرورية لاقتصاد أوروبا، وتشغيل السيارات والشاحنات والسفن ومعدات البناء والتصنيع، وغيرها؟

واستورد الاتحاد الأوروبي قرابة 220 مليون برميل من الديزل الروسي خلال عام 2022، وفق معلومات منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن وكالة بلومبرغ.

حظر المشتقات الروسية

بدءًا من 5 فبراير/شباط (2023)، سيمنع الاتحاد الأوروبي جميع واردات المشتقات المكررة المنقولة بحرًا من روسيا، واستبدال هذا القدر من الوقود الروسي يمثّل تحديًا ضخمًا.

وقد أحرزت الدول الأوروبية بعض التقدم، فقد اعتمد الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة على روسيا لتوفير أكثر من نصف الإمدادات المنقولة بحرًا خلال عام 2021.

وبحلول ديسمبر/كانون الأول (2022)، انخفضت هذه النسبة بنحو 40%، ويرجع الفضل في ذلك إلى زيادة الإمدادات من المملكة العربية السعودية والهند، ويمكن لأوروبا تأمين الإمدادات المتبقية ببراميل من دول أخرى.

ومن وجهة نظر رئيس قسم المشتقات المكررة بشركة فاكت غلوبال إنرجي الاستشارية يوجين ليندل ستكون أوروبا قادرة على الاستعاضة عن الإمدادات الروسية المفقودة، لكنه أمر غير مضمون.

الإمدادات من الشرق الأوسط

يمكن لأوروبا الحصول على كميات إضافية من الديزل عبر الشرق الأوسط.

ويرجع ذلك إلى قرب المنطقة من السوق الأوروبية، لا سيما البلدان المطلة على البحر المتوسط، ويضمن دخول مصافٍ نفطية جديدة إلى الخدمة القدرة على ضخ ملايين البراميل من الوقود.

بالإضافة إلى ذلك، وافقت شركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك" على صفقة مع ألمانيا لتزويدها بالوقود.

وخلال الأسابيع الأخيرة، كثّفت الهند والولايات المتحدة الإمدادات إلى الاتحاد الأوروبي.

ومن المتوقع إنتاج مصافي التكرير الأميركية كميات قياسية من نواتج التقطير خلال العام الجاري (2023)، وهي فئة من الوقود تشمل الديزل اللازم للشاحنات والسيارات.

ويوضح الرسم التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- صادرات الديزل من الشرق الأوسط إلى أوروبا من يناير/كانون الثاني إلى سبتمبر/أيلول (2022):

صادرات الديزل من الشرق الأوسط ترتفع مع تفاقم أزمة الديزل في أوروبا

الإمدادات من الصين

رغم ذلك، من المتوقع أن تحتل الصين الصدارة، وتصبح أهم مورد محتمل للقارة العجوز.

وفي هذا الصدد، قال مدير أبحاث النفط في شركة "وود ماكنزي" مارك ويليامز، إن سياسة الصين ستمثل نقطة التحول.

فخلال الأشهر الأخيرة، زادات الصين صادرات الديزل، ورغم أن جزءًا ضئيلًا يتجه إلى أوروبا فإنها تعزّز الإمدادات الإقليمية.

ورفعت الصين حصة تصدير الوقود في الدفعة الأولى لعام 2023 بنسبة 50% مقارنة بالمدة نفسها من عام 2022، وبذلك من غير المرجح انخفاض شحنات الديزل إلى المستويات التي شُوهدت في مطلع عام 2022.

وأوضح ويليامز أن صادرات الصين من الديزل يمكن أن تتراوح بين 400 ألف و600 ألف برميل يوميًا خلال النصف الأول من عام 2023، وهو يعادل -تقريبًا- كميات الديزل الروسي المنقولة بحرًا التي قد يفقدها الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة.

ومع ذلك، يجب الأخذ في الحسبان أن الصين تعطي الأولوية لاحتياجاتها على الربح من تصدير الوقود، ويمكنها القيام بذلك مرة أخرى.

تأثير العقوبات في صادرات الديزل الروسي

على الرغم من توافر عدة خيارات أمام الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة لاستبدال الديزل الروسي فإن المخاوف تزداد من أن تؤدي العقوبات الأوروبية إلى اختفاء البراميل الروسية بالكامل من السوق العالمية.

وظهرت تساؤلات عما سيحدث في المستقبل عندما تكون موسكو غير قادرة على توفير ما يكفي من المشترين الجدد خارج الاتحاد الأوروبي.

خزانات للديزل
خزانات للديزل - الصورة من موقع إنرجي إنتليجنس

فإذا لجأت روسيا إلى خفض إنتاج المصافي، فقد يؤدي ذلك إلى نقص شديد في الإمدادات العالمية، ومن ثم ارتفاع الأسعار.

وحتى مع وجود الكثير من المشترين، فإن نقل الديزل الروسي يمثل تحديًا، إذ ستسود حالة من الحذر وسط شركات الشحن لعدم خرق العقوبات الغربية، التي ستشترط أن يكون سعر هذه الشحنات أقل من المستويات التي تناقشها مجموعة الـ7 -حاليًا-.

وفي نهاية عام 2022، قدرت وكالة تسعير النفط "أرغوس ميديا" سعر الديزل الروسي عند 926 دولارًا للطن (قرابة 124 دولارًا للبرميل)، وارتفاع تكلفة الديزل غير الروسي بمقدار 30 دولارًا للطن (قرابة 4 دولارات للبرميل).

وفي حالة تحديد سقف سعر أقل من مستويات السوق، فلن تكون الناقلات العالمية قادرة على مواصلة تحميل الإمدادات الروسية وشحنها لضمان الحصول على الخدمات كافة، مثل التأمين.

الطلب في أوروبا

لا شك أن الطقس الدافئ الذي تشهده أوروبا ساعد في خفض استهلاك زيت التدفئة وانخفاض أسعار الغاز الطبيعي.

وقال مراسل السوق في منصة أرغوس ميديا، بنديكت جورج، إن تباطؤ الاقتصاد الكلي أدى إلى انكماش الطلب الأوروبي على الديزل.

وتشير البيانات الخاصة بكل دولة إلى أن الطلب الأوروبي على الديزل قد انخفض بنسبة 5% على الأقل على أساس سنوي.

وخلال الركود الاقتصادي لعام 2008، انخفض الطلب على الديزل بقرابة 10% على أساس سنوي إلى أدنى مستوياته.

ومع ذلك لم تعد مجموعة غولدمان ساكس تتوقع حدوث ركود في منطقة اليورو، بعدما أثبت الاقتصاد قدرته على الصمود في نهاية عام 2022.

دور تركيا

في الوقت نفسه، لا ينبغي الاستهانة بدور البلدان الوسيطة المحتملة، وقدرتها على تخفيف تداعيات حظر الاتحاد الأوروبي وسقف الأسعار.

ويمكن لتركيا -على سبيل المثال- استيراد كميات ضخمة من الديزل الروسي لتغذية سوقها المحلية، وبعد ذلك، يمكنها بيع إنتاج مصافيها من الديزل "غير الروسي" إلى الاتحاد الأوروبي بتكلفة باهظة.

ويعتقد رئيس قسم التكرير والتسويق في أوروبا ورابطة الدول المستقلة بوكالة "إس آند بي غلوبال كوميدتي إنسايتس"، هيدي غراتي، أنه كلما ارتفع الطلب وزاد تراجع إنتاج الديزل الروسي زادت الأمور تعقيدًا واحتمال تفاقم الأوضاع.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق