مسؤول: النفط والغاز في الهند مستمران رغم الجهود المناخية
أحمد أيوب
لا يزال استعمال النفط والغاز في الهند -وكذلك الفحم- يحتل مساحة كبيرة للنقاش، ولا سيما أن البلد الآسيوي يعول على الهيدروكربونات كثيرًا في جهوده التنموية، وكذا خلال المرحلة الانتقالية لبلوغ مستويات الحياد الكربوني.
وتعتزم حكومة نيودلهي مواصلة مقاومة مساعي الدول المتقدمة لتحديد موعد نهائي للخفض التدريجي للوقود الأحفوري، وتدفع في المقابل الدول المتقدمة لتصبح "سالبة للكربون" بدلًا من محايدة للكربون بحلول عام 2050، بحسب ما نشرته وكالة رويترز، يوم 14 أكتوبر/تشرين الأول 2023، نقلًا عن مصادر هندية حكومية.
وترفض حكومة نيودلهي تحديد موعد محدد للتخلص من استعمال النفط والغاز في الهند؛ نظرًا إلى الحاجة الشديدة إليهما خلال الأعوام المقبلة، بحسب ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
الهند ومصادر الوقود التقليدية
يُعَد النفط والغاز في الهند بالإضافة إلى الفحم أهم مصادر الطاقة؛ فعلى الرغم من الالتزام العالمي نحو الخفض التدريجي لاستعمال هذه الأنواع من الوقود؛ فإن نيودلهي لا تزال تستفيد منها في توليد نصف احتياجاتها من الكهرباء.
في الوقت نفسه، تلتزم الهند بتشغيل نصف قدراتها من الكهرباء المركّبة بمصادر الوقود غير التقليدية، وتستهدف خفض نسبة الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري إلى الناتج المحلي الإجمالي إلى 45% عن مستواها في عام 2005، وذلك بحلول عام 2030.
وفي هذا السياق، تجدر الإشارة إلى أنه خلال شهر سبتمبر/أيلول الماضي، انعقدت قمة دول مجموعة الـ20 في نيودلهي، وخلالها توافقت الدول الأعضاء على الخفض التدريجي لاستعمال الفحم في توليد الكهرباء، لكنها لم تصل إلى تحديد جدول زمني محدد.
وتقاوم نيودلهي دعوات الالتزام بموعد نهائي للتخلص التدريجي من استعمالها للفحم والنفط والغاز في الهند.
وقال مسؤول هندي: "ليس من الممكن للهند أن تلتزم بجدول زمني لإنهاء الفحم. سيكون الفحم الدعامة الأساسية للبلاد في المستقبل القريب حتى لو أصبحت تقنيات التخزين قابلة للتطبيق".
وفي المقابل، ترغب نيودلهي في دفع الدول المتقدمة لتصبح "سالبة للكربون"؛ أي متناقصة الكربون، بدلًا من "محايدة للكربون" بحلول عام 2050.
وترى الهند أن ذلك سيتيح لاقتصادات الأسواق الناشئة مزيدًا من الوقت لاستعمال الوقود الأحفوري لتلبية احتياجات التنمية.
عرض المقترح خلال "كوب 28"
تعتزم الهند تقديم المقترح الخاص بأن تصبح الدول المتقدمة سالبة الكربون بحلول عام 2050 خلال قمة المناخ كوب 28، المُقرر انعقادها في دبي نهاية العام الجاري (2023).
وقال أحد المسؤولين الحكوميين: "يجب أن تصبح الدول الغنية سالبة الكربون بحلول عام 2050 لتمكين العالم من تحقيق الحياد الكربوني العالمي بحلول ذلك العام مع السماح للدول النامية باستعمال الموارد الطبيعية المتاحة للاستمرار في تحقيق مستهدفاتها من النمو".
تجدر الإشارة إلى أن الدول المتقدمة؛ بما في ذلك الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا واليابان، تستهدف بلوغ مستويات الحياد الكربوني بحلول عام 2050.
والتزمت الصين بمستهدفات الحياد الكربوني بحلول عام 2060، بينما التزمت نيودلهي بالتخلص من استعمال النفط والغاز في الهند، للوصول إلى مستهدفات الحياد الكربوني، بحلول عام 2070.
موضوعات متعلقة..
- لماذا تتردد شركات النفط والغاز العالمية في دخول الهند؟ (تقرير)
- وزير النفط الهندي: سنشتري النفط من أي مصدر يعرضه بأقل الأسعار
- مجموعة العشرين تختلف حول خفض مستويات استعمال النفط الخام
اقرأ أيضًا..
- أنس الحجي: الغاز الإسرائيلي في ورطة.. وهذا موقف مصر
- هل يقتنص الغاز الجزائري حصة صادرات أذربيجان إلى أوروبا؟
- واردات الهند النفطية تترقب نتائج حرب غزة.. ودور مهم للسعودية
