الطاقة الحرارية الأرضية تقود كينيا نحو مركز عالمي في 2030 (تقرير)
ضاعفتها نيروبي بنحو 400% خلال 12 عامًا
نوار صبح
- كينيا تتمتع بقدرة من الطاقة الحرارية الأرضية قيد الإنشاء أكبر من أي دولة أخرى
- منشآت الطاقة الحرارية الأرضية تميل إلى التجمع على امتداد حدود الصفائح التكتونية الرئيسة
- كينيا عززت قدرة الطاقة الحرارية الأرضية بنسبة 375% في المدة من 2010 إلى 2022
- تطور الدول المجاورة مصادر الطاقة الحرارية الأرضية بتوجيه من الخبراء الكينيين
تُعد الطاقة الحرارية الأرضية في كينيا أحد الأهداف التي تطمح الحكومة إلى تطويرها ضمن تنمية مجال الطاقة الخضراء، وفي سبيل ذلك يجري التخطيط -حاليًا- لمضاعفة إجمالي إنتاج هذا النوع من الطاقة -تقريبًا- بحلول عام 2030.
وبَنَتْ شركة توليد الكهرباء الكينية العديد من المحطات في أولكاريا، وهي منطقة نشطة بالطاقة الحرارية الأرضية في وادي الصدع العظيم.
وتتمتع كينيا، التي تُصنَّف حاليًا ثامن أكبر مستعمل للطاقة الحرارية الأرضية، بقدرة قيد الإنشاء أكبر من أي دولة أخرى، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وعند الانتهاء من المشروعات الحالية، ستحتل كينيا المرتبة الرابعة في القائمة العالمية لمستعملي الطاقة الحرارية الأرضية بعد الولايات المتحدة وإندونيسيا والفلبين، وتهدف إلى توليد أكثر من نصف الكهرباء من مواقع الطاقة الحرارية الأرضية في كينيا، حسبما تظهر بيانات شركة غلوبال إنرجي مونيتور.
تجدر الإشارة إلى أن الطاقة الحرارية الأرضية لا تنتج انبعاثات في أثناء إنتاج الكهرباء، على غرار الأشكال الأخرى من مصادر الطاقة المتجددة.
وتتمتع الطاقة الحرارية الأرضية بميزة إضافية تتمثّل في كونها متاحة على مدار الساعة بكميات موثوقة، ما يتفوّق على الطبيعة المتقطعة للطاقة الشمسية وطاقة الرياح، ويجعلها مرغوبة لدى مستعملي الطاقة الصناعية وكذلك محطات توليد الكهرباء، حسبما أوردته وكالة رويترز (Reuters).
ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- أبرز منتجي الطاقة الحرارية الأرضية في العالم:
إتاحة فرص العمل
يتيح قطاع الطاقة الحرارية الأرضية وظائف مباشرة وغير مباشرة أكثر من مصادر الطاقة المتجددة الأخرى، إذ يوفر ما يُقدّر بـ34 وظيفة لكل ميغاواط مركَّبة، مقارنة بـ19 وظيفة في قطاع طاقة الرياح، و12 وظيفة لمنشآت الطاقة الشمسية الكهروضوئية، وفقًا لشركة الطاقة الإيطالية إيني.
وبالنسبة إلى الاقتصادات سريعة النمو في أفريقيا، إذ من المتوقع أن يصل عدد السكان إلى 1.7 مليار نسمة بحلول عام 2030، فإن الصناعات التي تتيح فرص العمل وتسرع التحول العالمي للطاقة من المرجح أن تحظى بمعاملة تفضيلية من الحكومات ودعم واسع النطاق من المجتمع.
وهذا بدوره قد يساعد قطاع الطاقة الحرارية الأرضية على الصمود في وجه مصادر الطاقة المنافسة في الأعوام المقبلة، حتى لو كان بناء بعضها أرخص ثمنًا لكل وحدة من سعة الكهرباء.
الطاقة الحرارية الأرضية في كينيا
تميل منشآت الطاقة الحرارية الأرضية إلى التجمع على امتداد حدود الصفائح التكتونية الرئيسة، وبالتالي فهي ليست خيارًا قابلًا للتطبيق في جميع المواقع، وفق معلومات اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وبالنسبة إلى المناطق التي توجد فيها حركة صفائح تكتونية نشطة، ويمكن استغلال حرارة الأرض في أعماق ضحلة نسبيًا، يمكن أن تكون مرافق الطاقة الحرارية الأرضية وسيلة فاعلة من حيث التكلفة لتوليد كهرباء نظيفة وفيرة.
وفي كينيا، يُعدّ الوادي المتصدع العظيم المصدر الرئيس للطاقة الحرارية الأرضية. ويقع الوادي على امتداد صدع شرق أفريقيا، وهو إحدى أكثر مناطق الصدع القاري نشاطًا في العالم، ويوفر للجيولوجيين سهولة نسبية في الوصول إلى الجيوب الحرارية الأرضية.
وقال المدير العام لشركة توليد الكهرباء الكينية، بيكيتسا مانجي: "في المتوسط، يحتاج المهندسون في جميع أنحاء العالم إلى حفر نحو 3 آلاف إلى 4 آلاف متر لحفر بئر بالطاقة الحرارية الأرضية، لكن بعض الآبار في كينيا يبلغ عمقها 900 متر فقط"، بحسب تقرير صادر عن صندوق النقد الدولي.
توسيع نطاق الوصول
شجّع الوصول السهل نسبيًا إلى مصادر الطاقة الحرارية الأرضية، كينيا، لتصبح رائدة عالمية في تطوير مواقع الطاقة الحرارية الأرضية.
وقد عزّزت البلاد قدرة الطاقة الحرارية الأرضية بنسبة 375% في المدة من 2010 إلى 2022، أكثر من أي منتج رئيس آخر للطاقة الحرارية الأرضية، وفقًا لبيانات مركز أبحاث إمبر.
في المقابل، طوّر المهندسون ومديرو المشروعات الكينيون خبرات رائدة عالميًا في قطاع الطاقة الحرارية الأرضية، وغالبًا ما يقودون تطوير مشروعات الطاقة الحرارية الأرضية، بدءًا من عمليات مسح المواقع وحتى تقييمات الأثر البيئي وتصميم المصانع في أماكن أخرى.
وقد سمح ذلك للدول المجاورة على سبيل المثال، إثيوبيا وجيبوتي -المتاخمة لصدع شرق أفريقيا- بالبدء في تطوير مصادر الطاقة الحرارية الأرضية بتوجيه من الخبراء الكينيين.
على صعيد آخر، فإن هذه المشروعات الجديدة لا تمثّل سوى جزء من إمكانات الطاقة الحرارية الأرضية في شرق أفريقيا، حسبما أوردته وكالة رويترز (Reuters).
وتتمتع منطقة شرق أفريقيا بالقدرة على توليد أكثر من 20 غيغاواط من الكهرباء من مواقع الطاقة الحرارية الأرضية، وهو أكثر من ضعف إجمالي القدرة الكهربائية المركَّبة الحالية في كينيا وإثيوبيا مجتمعتين، ووفقًا لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة.
وبالنسبة إلى شركات توليد الكهرباء في كينيا، فإن القدرة الإضافية للطاقة الحرارية الأرضية ستسمح لها بتعزيز إجمالي إمدادات الكهرباء دون اللجوء إلى رفع استعمال الوقود الأحفوري إلى ما يتجاوز المستويات الحالية التي تبلغ نحو 12%، وبالتالي الحفاظ على قطاع الكهرباء في البلاد بصفته أحد أنظف القطاعات في أفريقيا.
وبالنسبة إلى أفريقيا ككل، التي من المتوقع أن تشهد تسارعًا كبيرًا في النمو الاقتصادي حتى عام 2050، فإن بناء قدرة الطاقة الحرارية الأرضية في شرق أفريقيا بقيادة كينيا من شأنه أن يمكّن العديد من الاقتصادات من الاستفادة من كميات متزايدة من الكهرباء المحايدة كربونيًا.
ويشير هذا إلى أنه على الرغم من أن زخم تطوير الطاقة الحرارية الأرضية في كينيا يمثّل في الأساس قضية محلية في الوقت الحالي، فإن تأثير الزيادات الحادة في توليد الكهرباء النظيفة في جميع أنحاء شرق أفريقيا قد يكون له في الوقت المناسب تداعيات في سوق الطاقة العالمية.
اقرأ أيضًا..
- مشروعات طاقة الرياح تواجه معارضة من الأثرياء والبيض (دراسة)
- أنس الحجي: النفط والغاز يواجهان حربًا من دعاة تحول الطاقة.. بدعم إعلامي
- أسباب حظر تصدير الوقود الروسي وتداعياته على الأسواق (مقال)