تكلفة الطاقة الشمسية في بنغلاديش قد تصبح الأرخص بحلول عام 2025 (تقرير)
وحدة أبحاث الطاقة - رجب عز الدين
- بنغلاديش تعتمد على الوقود الأحفوري في توليد الكهرباء بنسبة 97%
- الغاز الطبيعي يستحوذ على 50% من التوليد والنفط يمثّل 33%
- سعة الطاقة الشمسية في بنغلاديش لا تتجاوز 1 غيغاواط حتى الآن
- التكلفة الحالية للطاقة الشمسية أقلّ من الفحم وأعلى من الغاز قليلًا
- طاقة الشمس والرياح ستكون الأرخص في بنغلاديش بحلول 2035
تتزايد الرهانات على انخفاض تكلفة الطاقة الشمسية في بنغلاديش خلال السنوات المقبلة، ما قد يسهم في خفض اعتمادها على الوقود الأحفوري بقطاع توليد الكهرباء بصورة كبيرة.
وتوقّع تقرير حديث -حصلت وحدة أبحاث الطاقة على نسخة منه- أن تكون مصادر الطاقة المتجددة، وخاصة الطاقة الشمسية، الخيار الأرخص لدولة بنغلاديش في توليد الكهرباء بحلول 2025.
ويقدّر التقرير، الصادر عن منصة بلومبرغ نيو إنرجي فايننس "BloombergNEF"، التكلفة المستوية للكهرباء -صافي تكلفة إنتاج وحدة واحدة من الكهرباء على مدار عمر المنشأة- من الطاقة الشمسية في بنغلاديش من مشروع جديد -حاليًا- بما يتراوح بين 97 و135 دولارًا لكل ميغاواط/ساعة.
في المقابل، تُقدَّر تكلفة إنتاج الكهرباء من المحطات العاملة بتوربينات غازية ذات دورة مركبة بما يتراوح بين 88 و116 دولارًا في الوقت الحالي، بينما تتراوح التكلفة في محطات الفحم بين 110 دولارات و150 دولارًا لكل ميغاواط/ساعة.
توقعات تكلفة الطاقة الشمسية والرياح
تشير البيانات إلى أن تكلفة الطاقة الشمسية في بنغلاديش -حاليًا- تقلّ عن الفحم، وتزيد قليلًا على الغاز، لكن انخفاض تكاليف تقنياتها وتطوراتها في العالم قد يجعلها أرخص بحلول 2025.
كما يُتوقع أن تحقق مشروعات الطاقة الشمسية المقترنة بأنظمة تخزين البطاريات سعرًا منخفضًا للكهرباء، مقارنة بجميع محطات الوقود الأحفوري الجديدة بحلول عام 2030، حسب التقرير.
كما ستصبح الكهرباء المولدة من طاقة الرياح البرية المقترنة بالبطاريات أرخص من تكلفة الوقود الأحفوري في بنغلاديش بحلول 2035.
لهذا السبب، نصحت بلومبرغ نيو إنرجي بنغلاديش بالتخلّي عن خطط التوسع في محطات توليد الكهرباء العاملة بالغاز الطبيعي أو النفط والفحم، والتركيز على زيادة قدرتها في قطاع الطاقة المتجددة.
الوقود الأحفوري يمثّل 97% من الكهرباء
يشهد قطاع الطاقة الشمسية في بنغلاديش نموًا ضعيفًا منذ عام 2015، وما يزال إسهامه محدودًا للغاية في مزيج التوليد الوطني، مع عدم تجاوز السعة التراكمية 1 غيغاواط حتى 2022.
وتعتمد بنغلاديش -حاليًا- على الوقود الأحفوري في توليد 97% من احتياجات الكهرباء، موزعة على الغاز الطبيعي بنسبة 50%، ثم النفط بنسبة 33%، بينما يستحوذ الفحم على 12%.
وبلغ إنتاج الكهرباء في بنغلاديش ذات الـ170 مليون نسمة قرابة 23.2 غيغاواط في عام 2022، بحسب بيانات تفصيلية رصدتها وحدة أبحاث الطاقة.
وتخطط البلاد لإضافة 5.2 غيغاواط من محطات توليد جديدة تعمل بالغاز الطبيعي خلال السنوات الـ3 المقبلة، كما تستهدف إضافة 4.5 غيغاواط عبر الفحم، وهو ما قد يكون مخاطرة ذات تكاليف عالية تضرّ بأمن الطاقة في البلاد.
وأدى اعتماد بنغلاديش الكبير على محطات التوليد العاملة بالوقود الأحفوري إلى تهديد أمن الطاقة في البلاد خلال العام الماضي، مع ارتفاع أسعار الغاز العالمية أضعافًا مضاعفة، وكذلك النفط والفحم، على خلفية الغزو الروسي لأوكرانيا.
واستهلكت واردات الطاقة جزءًا كبيرًا من احتياطيات البلاد من العملات الأجنبية، ما اضطر الحكومة إلى التوقف عن واردات الغاز المسال وزيادة استيراد زيت الوقود الأرخص نسبيًا، بحسب ما ترصده وحدة أبحاث الطاقة بصورة دورية.
مزايا الطاقة المتجددة
تعتقد بلومبرغ نيو إنرجي فايننس أن زيادة اعتماد بنغلاديش على الوقود الأحفوري تهدد بمخاطر عالية، سواء من حيث التكلفة أو تأمين الإمدادات أو زيادة التلوث المحلي.
ويمكن لبناء محطات طاقة الرياح والطاقة الشمسية في بنغلاديش أن يحقق مزايا عديدة على مستوى التكاليف وأمن الطاقة وتجنّب مخاطر اضطرابات إمدادات الوقود العالمية، إلى جانب المزايا البيئية في خفض الانبعاثات، بحسب المؤلِّفة المشاركة في التقرير كارولين تشوا.
وترجّح كارولين استمرار منافسة الطاقة الشمسية في بنغلاديش وطاقة الرياح لمصادر الوقود الأحفوري خلال السنوات المقبلة، حتى لو انخفضت أسعاره عالميًا.
كما من المتوقع أن يؤدي التوسع في مصادر الطاقة المتجددة إلى خفض واردات الغاز الطبيعي المسال والفحم والكهرباء، ما سيخفّف الضغط على مصادر النقد الأجنبي في البلاد.
وتمثّل واردات الكهرباء من الدول المجاورة 9% من إجمالي إمدادات الكهرباء في البلاد، إذ استوردت بنغلاديش 8.2 تيراواط/ساعة من الكهرباء في عام 2022، بزيادة 58% عن عام 2018.
افتراضات تحول المحطات للهيدروجين مكلفة
تخطط بنغلاديش -رغم ذلك- للتوسع في بناء مزيد من محطات الكهرباء العاملة بحرق الوقود الأحفوري، على افتراض أن هذه المحطات تستطيع تلبية احتياجات البلاد الحالية، ويمكنها أن تعمل بوقود أنظف في المستقبل، مثل الهيدروجين أو الأمونيا، خاصة بعد عام 2030.
ورغم أن هذا الافتراض قد يكون مقبولًا، فإن تكلفة تحديث محطات الطاقة الحرارية وإعادة تهيئة بنيتها لتتلاءم مع الهيدروجين أو الأمونيا، سيجعلها غير اقتصادية مقارنة بمصادر الطاقة المتجددة، بحسب تقديرات بلومبرغ نيو إنرجي فايننس.
وتستند هذه التقديرات إلى أن محطات الطاقة الشمسية الجديدة على نطاق المرافق ستكون أرخص، حتى من تكلفة محطات الوقود الأحفوري -الحالية- أوائل 2030، كما سيحدث الأمر نفسه مع طاقة الرياح البرية بحلول أوائل 2040.
إضافة إلى ذلك، فإن بناء المزيد من محطات الطاقة الحرارية على افتراض تحديثها للهيدروجين والأمونيا يحمل مخاطرة مالية كبيرة بالنسبة للبلاد، مع احتمال تحولها لأصول عالقة، بحسب المؤلف المشار في التقرير إيشو كيكوما.
وأعلنت بنغلاديش في مؤتمر المناخ كوب 26 عام 2021 أهدافًا طموحة لزيادة حصة الطاقة المتجددة في مزيج التوليد الوطني إلى 30% بحلول عام 2030، وما لا يقلّ عن 40% بحلول عام 2041.
ولم تتجاوز سعة الطاقة الشمسية في بنغلاديش 1 غيغاواط حتى الآن، ما يستلزم تسريع نشرها بصورة كبيرة جدًا إلى جانب طاقة الرياح، حتى يمكن تحقيق هذه الأهداف الطموحة في مواعيدها المعلنة عام 2021.
كما تحتاج البلاد إلى التوسع في تقنيات الطاقة المتجددة الأخرى منخفضة الكربون مثل الطاقة النووية، إلى جانب تقنيات حرق الفحم مع الأمونيا، ومزج الغاز الطبيعي مع الهيدروجين، إضافة إلى تبنّي تقنيات احتجاز الكربون وتخزينه على مستوى البلاد.
موضوعات متعلقة..
- الطاقة الشمسية في بنغلاديش بديلًا للديزل في أنظمة الري.. لأول مرة
- محطات الطاقة الشمسية في بنغلاديش تتلقى تمويلًا من "التنمية الآسيوي"
- المحطات الشمسية العائمة في بنغلاديش تتفوّق على نظيرتها المركبة على اليابسة (تحليل)
اقرأ أيضًا..
- قادة صناعة النفط الأميركية يهاجمون سياسات بايدن: ترفع الأسعار
- أداء قطاع الغاز في مصر مع تحقيق اكتشافات جديدة خلال 12 شهرًا (إنفوغرافيك)
- وزير الطاقة اللبناني لـ"الطاقة": الربط الكهربائي العربي يتطلب استثمارات ضخمة