رئيسيةأخبار التغير المناخيالتغير المناخي

تحول الطاقة يتصدر مناقشات "أديبك 2023".. وتوترات بشأن النفط

دينا قدري

سيكون تحول الطاقة هو محور اهتمام معرض ومؤتمر أديبك 2023، الذي تنطلق فعالياته غدًا الإثنين 2 أكتوبر/تشرين الأول (2023) في أبوظبي.

وسيجتمع الوزراء ورؤساء الأعمال في أبوظبي لحضور مؤتمر أديبك، وهو تجمع سنوي كانت فيه استثمارات النفط وإنتاجه وأسواقه من الموضوعات المهيمنة في تاريخ المنتدى الطويل.

إلّا إنه هذا العام، لن يكون النفط على رأس جدول الأعمال الخاص بأكبر مؤتمر للطاقة في الشرق الأوسط، ومن المرجّح أن يكون المناخ في صدارة المشهد، وفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن وكالة بلومبرغ.

لن يكون المؤتمر أول حدث نفطي يُرَكَّز فيه على تحول الطاقة؛ ففي مؤتمر النفط العالمي الذي عُقد في كالغاري الشهر الماضي، أعرب رئيسا شركتي أرامكو السعودية وإكسون موبيل عن دعمهما للتحول، الذي يستمر فيه النفط بأداء دور رئيس لعقود مقبلة.

دور النفط في تحول الطاقة

ينعقد المؤتمر -الذي يحمل شعار "إزالة الكربون أسرع معًا"، والذي تستضيفه شركة أدنوك- قبل شهرين فقط من انعقاد قمة المناخ كوب 28، وهو الحدث المناخي الرائد للأمم المتحدة، والذي سيُعقد أيضًا في دولة الإمارات العربية المتحدة.

أدنوك الإماراتية

والدور الذي تؤديه البلاد بوصفها مضيفًا يجبرها على تحقيق توازن صعب، يتمثل في متابعة نموها النفطي الطموح مع حشد الدول حول خطط عالمية شاملة لخفض الانبعاثات.

ومن المرجح أن تتكرر هذه التوترات في هذا المؤتمر؛ إذ سيحضر الآلاف من مندوبي النفط مع ارتفاع أسعار النفط نحو 100 دولار للبرميل، وخفض إمدادات أوبك، وارتفاع الطلب إلى مستويات قياسية، وانتشار المخاوف من التضخم في جميع أنحاء العالم.

إلّا إن كل هذا يحدث في ظل التحول في مجال الطاقة ودور صناعة النفط فيه، بحسب ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وقال المدير الأول لاقتصادات السوق في بنك الإمارات دبي الوطني في دبي، إد بيل، إن المنتجين الآن "يريدون أن يكونوا جزءًا من مناقشة تحول الطاقة".

ومع ذلك، "سيؤكدون الحاجة إلى إمدادات موثوقة، وأن مصادر الطاقة المتجددة لا يمكنها القيام بالمهمة بمفردها"، وفق تصريحات بيل.

خفض الانبعاثات دون خفض الإنتاج

كان التدافع على الطاقة وسط الحرب الروسية في أوكرانيا، سببًا في تشجيع شركات الوقود الأحفوري.

وفي حين إن ظهور هذه الشركات في مؤتمرات المناخ الأخيرة يُظهر أنها أكثر ارتياحًا من أيّ وقت مضى في الحديث عن التحول، فإن أفكارها للحدّ من الانبعاثات -وأبرزها احتجاز الكربون وتخزينه- لا تنطوي بالضرورة على خفض الإنتاج.

وهناك مخاوف من أن مثل هؤلاء المسؤولين التنفيذيين يختطفون بشكل فعّال التجمعات المناخية لدفع خطّتهم الخاصة.

وكانت هناك انتقادات واسعة النطاق لتعيين رئيس شركة بترول أبوظبي الوطنية أدنوك، سلطان الجابر، رئيسًا لمؤتمر كوب 28؛ إذ تستثمر أدنوك المليارات لزيادة الطاقة الإنتاجية للنفط، على الرغم من إصرار الجابر على أنه "يركّز بشكل مكثف" على خفض الانبعاثات.

كانت صناعة النفط في قلب النقاش حول تحول الطاقة، واتّسعت الانقسامات بين الشركات ونشطاء البيئة في الأشهر الأخيرة.

فقد قلّصت شركات الوقود الأحفوري طموحاتها فيما يتعلق بمصادر الطاقة المتجددة، وقالت، إنها تخصص حصة أكبر من الإنفاق للنفط والغاز.

وسيستمع المستثمرون والناشطون في مجال المناخ عن كثب عندما يُستجوب الرؤساء التنفيذيون لشركتي شل (Shell) وتوتال إنرجي (TotalEnergies)، من بين كبار المسؤولين التنفيذيين الآخرين، في أديبك حول خططهم للحياد الكربوني.

مؤتمر أديبك 2023
جانب من فعاليات سابقة لمؤتمر أديبك - الصورة من الموقع الرسمي للمؤتمر

معرض ومؤتمر أديبك 2023

من المتوقع أن يستقطب مؤتمر أديبك 2023 أكثر من 160 ألف زائر من 164 دولة في أكبر دورة على الإطلاق، في المدّة من 2 أكتوبر/تشرين الأول حتى 5 أكتوبر/تشرين الأول.

ومن المقرر أن يستعرض العديد من الشركات الابتكارات والتقنيات التي تدعم مسيرة الطاقة باتجاه الحياد الكربوني، بما فيها الالتقاط المباشر للهواء والتقاط الكربون واستعماله وتخزينه، والأنظمة الخضراء للتحليل الكهربائي للهيدروجين، وفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

بالإضافة إلى ذلك، ستطرح الشركات تقنياتها في استعمال الطاقة المتجددة لإنتاج الكهرباء، والذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء في قطاع التصنيع.

ويتيح معرض أديبك 2023 الفرصة لزوّاره للتواصل مع أكثر من 2200 شركة عالمية في 16 قاعة عرض و30 جناحًا دوليًا، ليصبح المنصة المثالية لتعزيز نمو قطاع الأعمال، من خلال توفير فرص استثنائية لتأسيس الشراكات العابرة للقطاعات وعقد الصفقات.

ويتضمن المؤتمر 4 مناطق متخصصة تهدف لتسهيل التعاون بين القطاعات والشراكات التي يمكنها تحقيق تغييرات جذرية، وهي مسرّع الحدّ من الانبعاثات الكربونية، ومنطقة الأنشطة البحرية واللوجستية، ومنطقة الرقمنة بقطاع الطاقة، ومعرض ومؤتمر الصناعات التحويلية والتصنيع.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق