التغير المناخيتقارير التغير المناخيرئيسية

أهداف احتجاز الكربون وتخزينه في اليابان تحظى بدعم ماليزي

يمثّل احتجاز الكربون وتخزينه في اليابان أبرز السبل لخفض انبعاثات الوقود الأحفوري المسببة للاحتباس الحراري، وصولًا لهدف الحياد الكربوني بحلول عام 2050.

وتعاني اليابان -سادس أكبر مطلق للانبعاثات عالميًا- فقر الموارد الطبيعية، كما أن اعتمادها على النفط والغاز ضخم، ولذلك فاحتجاز الكربون فرصة لتقليل الانبعاثات، كما يوفر وقتًا كافيًا لتطوير مصادر طاقة نظيفة أخرى.

وفي هذا الصدد، اتفقت الحكومة اليابانية وشركة النفط الماليزية المملوكة للدولة "بتروناس" (Petronas) على بحث سبل تصدير ثاني أكسيد الكربون من اليابان لتخزينه في ماليزيا، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

كما يقول مدير مكتب سياسة احتجاز الكربون وتخزينه في وزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة اليابانية، نوريهيكو سايكي، إن محادثات مماثلة قد تُجرى مع دول آسيوية أخرى.

تفاصيل الاتفاق

وقّعت المنظمة اليابانية للمعادن وأمن الطاقة المملوكة للدولة وبتروناس مذكرة تفاهم بشأن احتجاز الكربون وتخزينه، بهدف تصدير ثاني أكسيد الكربون المطلق في اليابان إلى ماليزيا لتخزينه هناك.

ومن المحتمل دخول المذكرة حيث التنفيذ في مطلع عام 2028، بحسب تقرير نشرته وكالة رويترز.

وخلال مؤتمر صحفي للشبكة الآسيوية لاحتجاز الكربون وتخزينه في هيروشيما غربي اليابان، قال مدير مكتب سياسة احتجاز الكربون وتخزينه في وزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة اليابانية، نوريهيكو سايكي: "لم نحدد أهدافًا عددية بشأن حجم ثاني أكسيد الكربون المنقول".

كما أشار إلى الحاجة لوضع أطر عمل تنظيمية لتمكين الشركات الخاصة من اتخاذ قرار الاستثمار في مشروعات احتجاز الكربون وتخزينه في اليابان.

شعار شركة بتروناس الماليزية
شعار شركة بتروناس الماليزية - أرشيفية

إستراتيجية احتجاز الكربون وتخزينه في اليابان

بنهاية يناير/كانون الثاني من هذا العام (2023)، وضعت اليابان خريطة طريق طويلة الأمد لزيادة سعات احتجاز الكربون إلى ما يتراوح بين 6 و12 مليون طن كربون سنويًا بحلول عام 2030، بحسب تقرير نشرته وكالة رويترز.

وتقول طوكيو، إن تكنولوجيا احتجاز الكربون وتخزينه التي تزيل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي وتخزنه تحت الأرض، مكون أساس في طريق الوصول إلى هدف الحياد الكربوني.

وبحسب وزارة الصناعة اليابانية، فمن المحتمل تخزين ما يتراوح بين 120 و240 ملون طن سنويًا من ثاني أكسيد الكربون بحلول عام 2050، وخفض تكاليف العزل بصورة كبيرة.

وطالبت وثيقة موقعة من خبراء الطاقة بوضع أطر عمل تشريعية، للسماح للشركات بإطلاق مشروعات واسعة النطاق لاحتجاز الكربون وتخزينه في اليابان بدءًا من عام 2030.

500 مشروع عالمي

شارك في فعاليات مؤتمر الشبكة الآسيوية لاحتجاز الكربون وتخزينه، المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول.

وقال بيرول -في تصريحات عبر الفيديو- إن هناك أكثر من 500 مشروع عالمي في مجال احتجاز الكربون وتخزينه في دول مثل الصين وإندونيسيا واليابان وكوريا الجنوبية، إلا أن هناك حاجة للقيام بمزيد من العمل.

وأضاف: "حتى لو رأت كل تلك المشروعات ضوء النهار، فستشكل فقط نحو ثلث ما نريد رؤيته".

ويتفق مع تصريحات بيرول، تقرير سابق لوكالة الطاقة الدولية الذي يقول إن تلبية هدف الحياد الكربوني بحلول منتصف القرن الحالي (2050) تتطلب زيادة سعة احتجاز الكربون وتخزينه إلى 1.7 مليار طن بحلول عام 2030.

ومن الإجمالي، يجب زيادة السعة إلى 1.150 مليار طن سنويًا من أجل تحول الوقود في قطاعي الصناعة والكهرباء (379 مليون طن في الصناعة و775 مليون طن في الكهرباء)، وفق بيانات منتدى الطاقة الدولي.

كما تكشف دراسة أعدها معهد اقتصادات الطاقة والتحليل المالي، عن أن أكثر من 70% من مشروعات احتجاز الكربون عالميًا تُستعمل لتحسين استخراج النفط، وهو ما قد ينطوي على إطلاق المزيد من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري.

يوضح الرسم البياني التالي -أعدته منصة الطاقة المتخصصة- مشروعات احتجاز الكربون وتخزينه عالميًا:

احتجاز الكربون وتخزينه في اليابان

انتقادات لاذعة

نال التعاون بين اليابان وأستراليا في مجال احتجاز الكربون وتخزينه انتقادات من محلل شؤون الطاقة، تيم دايز، بسبب ارتفاع التكلفة وعدم تحقيقه النتائج المرجوة منه، بحسب تقرير نشرته منصة "إنرجي تراكز" (energytracker).

ويقول دايز، إن البلدين يعدّان احتجاز الكربون وتخزينه سبيلًا للحدّ من انبعاثات الاحتباس الحراري، إلا أنه ثبُت أنه ليس إلّا مبررًا لاستمرار استعمال مصادر الوقود الأحفوري وتطويرها.

وباستعمال تقنية احتجاز الكربون وتخزينه، يُنتج البلَدان الهيدروجين الأزرق الذي يسمّيانه "نظيفًا"، لكنه ينُتج من الغاز الطبيعي الأحفوري وينطوي على انبعاثات.

وشبه المحلل في تقريره استعمال تقنيات احتجاز الكربون وتخزينه من قِبل الشركات اليابانية في أستراليا بـ"الغسل الأخضر" للنفط، الذي يدعم مشروعات الوقود الأحفوري القائمة، وإقامة أخرى جديدة.

كما قال، إن المشروعات تستغرق وقتًا طويلًا للبناء، كما يتطلب تطويرها مبالغ طائلة، ولذلك فإن الاستثمار فيها "أمر محفوف بالمخاطر".

ولذلك، فإذا فشلت مشروعات احتجاز الكربون وتخزينه في تحقيق النتائج المرجوة منها، فقد تنتهي الاستثمارات اليابانية بأستراليا في صورة "أصول عالقة".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق