التغير المناخيالتقاريرتقارير التغير المناخيتقارير النفطرئيسيةنفط

شركة شل: ائتمانات الكربون غير مفيدة لتخفيف الاحتباس الحراري (تقرير)

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • صندوق الكربون لدى شركة شل تَوقَّف عن وضع علامات الحياد الكربوني على أساس التعويض.
  • شل تتخلى عن استثمار نحو 100 مليون دولار سنويًا في خطط ائتمان الكربون
  • الدول الأفريقية لم تحصل على شيء مقابل أحواض الكربون التي تخدم العالم.
  • دولة الإمارات التزمت بشراء 450 مليون دولار من ائتمانات الكربون من أفريقيا.

ترى شركة شل، النفطية الأنغلو-هولندية الكبرى المدرجة على مؤشر فوتسي 100، أن ائتمانات الكربون غير مفيدة للتخفيف من تداعيات ظاهرة الاحتباس الحراري، وأن انسحابها من أسواق تعويضات الكربون مبنيٌّ على تلك المخاوف.

وتوقف صندوق الكربون كاربون تراست عن وضع توسيمات "الحياد الكربوني" على أساس التعويض، وفقًا لما نشرته صحيفة الغارديان البريطانية (theguardian) في 8 سبتمبر/أيلول الجاري.

وألغت شركة شل، أحد أبرز المؤيدين لتعويضات الكربون، أهدافها المتمثلة في استثمار ما يصل إلى 100 مليون دولار سنويًا في خطط ائتمان الكربون وشراء 120 مليونًا تعويضات طبيعية سنويًا بحلول عام 2030 بوصفا جزءًا من تخفيف أوسع لطموحاتها المناخية في يونيو/حزيران، بحسب ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

ويعني القرار، الذي نشرته لأول مرة وكالة بلومبرغ، انضمام شل إلى غوتشي وليون ونستله وغيرها من الشركات في التخلي عن التعويضات وسط مؤشرات متكررة على أن الأعداد الضخمة من ائتمانات الكربون غير مجدية للتخفيف من ظاهرة الاحتباس الحراري.

في وقت سابق من هذا العام، نشرت صحيفة الغارديان تحقيقًا وجد أن الأعداد الهائلة من تعويضات الكربون في الغابات المطيرة لا قيمة لها.

استمرار دعم ائتمانات الكربون

أعلنت شركة شل أنها لا تزال تدعم ائتمانات الكربون وأنها ترحّب بالجهود المبذولة لتحسين نوعيتها. وتأتي هذه الخطوة في الوقت الذي أوقف فيه صندوق الكربون "كاربون تراست"، إحدى خطط إصدار الشهادات البيئية الرائدة، توسيم علامات "الحياد الكربوني" على أساس التعويضات.

واعترف أحد مديري الصندوق بأن المستهلكين ربما تعرّضوا للتضليل عن غير قصد من خلال التوسيم بسبب سوء نوعية التعويضات.

وعلى الرغم من الأدلة العلمية المتزايدة التي تشير إلى أن العديد من التعويضات ليست لها أي قيمة بيئية؛ فإن أسوأق الكربون الطوعية غير المنظمة تلقى دعمًا قويًا في قمة المناخ الأفريقية التي انعقدت هذا الأسبوع في نيروبي.

وقال الرئيس الكيني وليام روتو، إن الدول الأفريقية لم تحصل على شيء مقابل أحواض الكربون التي تخدم العالم، وكشف النقاب عن لوائح تنظيمية جديدة لسوق الكربون في بلاده قبل القمة.

وقال المبعوث الأميركي للمناخ جون كيري، أمام المؤتمر، إن أفريقيا والجنوب العالمي سيستفيدان من سوق الكربون المتنامية.

وأضاف: "يجب دعم هذه السوق بالمليارات حتى تعمل بفاعلية. ولتحقيق ذلك، نحتاج إلى ضمان السلامة البيئية لهذه السوق".

وأكد أن "هذا أمر بالغ الأهمية، ليس فقط لحماية المناخ، وإنما لإنشاء سوق مزدهرة؛ لأن الناس لن يخاطروا بالانخراط في سوق لا تتمتع بالمعايير والمبادئ التوجيهية الصحيحة".

مبادرة أسواق الكربون الأفريقية

تهدف مبادرة أسواق الكربون الأفريقية، التي أُعلِنَت في قمة المناخ كوب 27 العام الماضي، إلى إنتاج 300 مليون ائتمان كربوني سنويًا بحلول عام 2030؛ ما يوفر إيرادات بقيمة 6 مليارات دولار، وأكثر من 12 ضعف ذلك بحلول عام 2050.

من نايحتها، التزمت دولة الإمارات العربية المتحدة، الدولة المضيفة، بشراء 450 مليون دولار من ائتمانات الكربون من أفريقيا، وسط تقارير تفيد بأن شركة إماراتية تبرم صفقات لمساحات كبيرة من الأراضي استعدادًا لتجارة الكربون من دولة إلى أخرى بموجب اتفاقية باريس للمناخ.

استيلاء نشطاء المناخ في بريطانيا على ناقلة وقود تابعة لشركة شل
استيلاء نشطاء المناخ في بريطانيا على ناقلة وقود تابعة لشركة شل - الصورة من صفحتهم على فيس بوك

موقف نشطاء حماية البيئة

وبرزت مخاوف كبيرة في العاصمة الكينية نيروبي لدى نشطاء حماية البيئة بشأن توسعة نطاق أسواق الكربون، وكانت هناك احتجاجات خارج القمة، وأثار العديد منهم تساؤلات بشأن ما إذا كانت هذه الاحتجاجات تساعد المجتمعات المحلية أو تدعم تخزن الكربون الذي تطالب به.

وقال مدير مركز أبحاث المناخ باور شيفت أفريكا، محمد أدو: "بدلًا من توفير تمويل حقيقي وعام لمصادر الطاقة المتجددة والتكيف في أفريقيا، تعهّدت الدول الغنية هذا الأسبوع بأموال لدعم أسواق الكربون، التي لم تنجح قط، لا في أفريقيا ولا في أي مكان آخر".

وأضاف "أنهم يهدرون الأموال التي ينبغي إنفاقها على حلول حقيقية"، وفقًا لما نشرته صحيفة الغارديان البريطانية (theguardian) في 8 سبتمبر/أيلول الجاري.

تجدر الإشارة إلى أن سوق الكربون الطوعية غير المنظمة، التي نمت إلى ملياري دولار في عام 2021، انخفضت منذ ذلك الحين إلى 500 مليون دولار هذا العام، وفقا لبنك باركليز.

وتشير التوقعات إلى أن السوق يمكن أن تصل إلى عشرات المليارات من الدولارات في السنوات المقبلة لتمويل التخفيف من تغير المناخ.

وأعلن بنك الاستثمار الأميركي مورغان ستانلي، هذا الأسبوع، أن السوق تواجه حسابًا بشأن المخاوف المتعلقة بالجودة، لكنه أوضح أن الوضع سيتحسن بفضل مخططات تحسين سلامة ائتمانات الكربون.

وفي حديثه لصحيفة الغارديان، قال مدير صندوق كاربون تراست، جون نيوتن، إن هناك تنظيمًا متزايدًا بشأن مطالبات الشركات بتغير المناخ في جميع أنحاء العالم؛ ما دفع المؤسسة إلى استبدال توسيماتها الحالية.

وأردف قائلًا: "يريد المستهلكون المزيد من الوضوح، وتفسيرات أفضل، وادعاءات أكثر وضوحًا، والمزيد من الأدلة. لقد بحثنا في أفضل الممارسات حول العالم لمساعدة عملائنا على التأكد من استعدادهم للوائح المستقبلية. هذا هو المحرك وراء إسقاط التوسيمات المحايدة كربونيًا".

وقال متحدث باسم شركة شل لصحيفة الغارديان البريطانية: "إن موقف شل بشأن ائتمانات الكربون، بما في ذلك الحلول القائمة على الطبيعة، لم يتغير"، مشيرًا إلى أن "ائتمانات الكربون تظل أداة قيمة وإضافية لإزالة الكربون في محفظتنا؛ بما في ذلك الحلول القائمة على الطبيعة".

وتابع قوله: "قد لا تعمل سوق الكربون بشكل مثالي في كل مكان حتى الآن، ولكن هناك مناقشات جارية بشأن طريقة تحسينه وهو ما نرحب به؛ وهذه هي الطريقة التي تتقدم بها الأسواق.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق