التغير المناخيتقارير التغير المناخيرئيسية

قمة تغير المناخ في أفريقيا.. مطالب بنقاش عاجل لدعم أجهزة التنبؤ بالطقس

قد يكون حال التنبؤ بالطقس أفضل في المغرب وكينيا وجنوب أفريقيا

حياة حسين

تنطلق اليوم الإثنين 4 سبتمبر/أيلول قمة تبحث تغير المناخ في أفريقيا، وذلك في العاصمة الكينية نيروبي، مع فعالية أسبوع المناخ، وهما من الفعاليات التمهيدية لقمّة المناخ كوب 28، التي تنعقد في الإمارات خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

ورغم كثرة الحديث عن تغير المناخ، وآثاره الحادة في القارة السمراء، فإن الوضع لم يتغير، فأفريقيا أقلّ مساهمة في أزمة تغير المناخ، والأكثر تأثرًا بآثارها المدمرة، في ظل ضعف إمكانات دولها.

وتفتقر أفريقيا إلى بعض معدّات مقاومة آثار تغير المناخ، التي باتت بدائية بالنسبة لكثير من دول العالم، وعلى رأسها معدّات التنبؤ بالطقس، حسبما ذكر موقع "بوليتيكو"، الأحد 3 سبتمبر/أيلول 2023.

التنبؤ بالطقس

يمتلك معظم سكان العالم معدّات تمكّنهم من التنبؤ بالطقس يوميًا، في حين يعاني 1.3 مليار نسمة في أفريقيا من شحّ هذه الإمكانات، ما قد يزيد المخاطر التي ترفع التكلفة وتودي بحياة السكان.

وفي القمة التي تنطلق اليوم الإثنين في العاصمة الكينية، فإن مسألة تمكين أفريقيا من أجهزة التنبؤ بالطقس يجب أن تكون عاجلة الطرح للنقاش، خاصةً أنها تمسّ كل القطاعات بدءًا بالطاقة وحتى الزراعة.

ورغم أن مساحة أفريقيا تفوق كلًا من الصين والهند وأميركا، فإن القارة السمراء لا تمتلك سوى 37 رادارًا للتنبؤ بالطقس، وهي تعتمد على بيانات الأقمار الصناعية لتحديد حالة الطقس، وفي المقابل لدى أوروبا 345 رادارًا، وأميركا 291 رادارًا.

يقول الباحث في مركز دراسة المخاطر الوجودية بجامعة كامبريدج، آساف تزاكور Asaf Tzachor: إن "القارة عمومًا تقع في نقطة عمياء بشأن المخاطر المناخية".

وفي أغسطس/آب الماضي، حذّر الباحث بتعليق في "جورنال ناتشر" من أن تغير المناخ في أفريقيا سيكلّف القارة 50 مليار دولار سنويًا بحلول عام 2050، في وقت سيتضاعف فيه عدد سكانها.

وأضاف الباحث وزملاؤه في التعليق: "إن عدم القدرة على تتبّع حالة الطقس والتنبؤ به على نطاق واسع يؤثّر في خيارات التنمية بالقارة، إذ لا جدوى من الاستثمار في المزارع الصغيرة –على سبيل المثال- إذا كان سيجرفها فيضان ما ببساطة".

وتُعدّ ظاهرتا الفيضانات والجفاف الناجمتين عن تغير المناخ في أفريقيا الأكثر شيوعًا خلال السنوات الأخيرة.

حال المغرب أفضل

قد يكون حال التنبؤ بالطقس في كينيا وجنوب أفريقيا والمغرب أفضل من شقيقاتها الأفريقيات.

وخصصت كينيا نحو 12 مليون دولار في 2023 لخدمات الأرصاد الجوية، وفق بيانات حكومية، في حين بلغت ميزانية خدمة الأرصاد الجوية الوطنية الأميركية 1.3 مليار دولار.

وفي عام 2019، قالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية: "إنه على الرغم من أن أفريقيا تغطي خُمس إجمالي مساحة اليابسة في العالم، فإن لديها شبكة مراقبة برّية هي الأقلّ تطورًا بين كل القارات، وهي في حالة متدهورة".

وانخفض عدد عمليات الرصد للغلاف الجوي في القارة بنسبة 50% خلال 5 سنوات من 2015 وحتى 2020، بسبب قلة التمويل المتاح، وفق المنظمة العالمية، والتي وصفتها بالخطيرة بصورة خاصة.

وقال تقرير المنظمة، إن أقلّ من 20% من دول أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى تقدّم خدمات موثوقة في مجال الطقس، لأن محطات الأرصاد الجوية متباعدة جدًا، ولا يمكن قراءة بياناتها على المستوى المحلي، بسبب اختلاف التضاريس والارتفاعات.

الجفاف يقتل الحيوانات في أفريقيا
الجفاف يقتل الحيوانات في أفريقيا - الصورة من أفريكان إيلمنتس

مجموعات متطرفة

وفق المدير المشارك للمرصد المائي للأرصاد الجوية عبر أفريقيا -وهو المشروع الذي ساعد بإنشاء نحو 650 محطة محلية منخفضة التكلفة لمراقبة الطقس بالتعاون مع المدارس والكيانات الأخرى في 20 دولة أفريقية- فان دي جيسين، فإن تلك المحطات تواجه مشكلات عدّة، بما فيها تهديدات المجموعات المتطرفة، والتي تصعب إجراءات الصيانة في مناطق مثل بحيرة تشاد.

وأكد جيسين أن هذه المحطات لا يمكن أن تكون بديلًا لمحطات الطقس الوطنية التي تقيمها الحكومات.

ومن الأمثلة على خطورة تغير المناخ وكوارثه الطبيعية على حياة السكان وممتلكاتهم، إعصار إيداي الذي ضرب وسط موزمبيق في عام 2019، إذ لم يتلقَّ السكان سوى تحذيرات حكومية محدودة من اقتراب الإعصار، ما أدى إلى مقتل أكثر من 1000 شخص.

ويُعدّ هذا الإعصار الكارثة الأكثر تكلفة في أفريقيا، إذ بلغت خسائره 1.9 مليار دولار، في المدة بين عامي 1970 إلى 2019، وفق بيانات المنظمة العالمية للأرصاد الجوية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق