التغير المناخيتقارير التغير المناخيرئيسية

4 طرق لمواجهة تداعيات تغير المناخ على قطاع الصحة في أفريقيا

أسماء السعداوي

تضرب تداعيات تغير المناخ أركان أفريقيا، غير مبالية بأنها القارة الأقلّ تسببًا في إطلاق الانبعاثات المسؤولة عن ظاهرة الاحتباس الحراري، كما أنها تعاني -رغم غناها بالموارد- من الفقر وتأخّر التنمية.

من الأمطار الغزيرة في جنوب أفريقيا، إلى الفيضانات في نيجيريا والأعاصير في موزمبيق ومالاوي وزيمبابوي ومدغشقر، والجفاف في كينيا، لم يسلم الأفارقة من تبعات تغير المناخ الذي لم يفرّق بين أحد عندما بلغت غازات الدفيئة مداها.

ولا تزيد انبعاثات القارة السمراء عن 4%، ومع ذلك هي الأكثر تضررًا من تداعيات تغير المناخ الذي يمثّل تهديدًا خاصًا لاستمرار النمو الاقتصادي، وسبل كسب العيش للسكان، بحسب الأمم المتحدة.

على نحو خاص، فرضت تداعيات تغير المناخ ضغوطًا على القطاع الصحي الذي لم يكن بمنأى عن الأحداث، إذ تسبَّب في آلاف الوفيات والإصابات وحالات سوء التغذية والأمراض المعدية وغيرها، بحسب تقرير نشرته مجلة "ذا كونفرزيشن" (the conversation)، واطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

كما انقطعت إمدادات الكهرباء والاتصالات وسلاسل الإمداد، وتضررت القوى العاملة بقطاع الصحة، وهو ما أثّر سلبًا في تقديم خدمات الرعاية الصحية الأساسية.

تدريب الأطقم الطبية

قدّم التقرير سُبلًا عملية لإرساء قواعد نظام صحي أكثر مرونة في التعامل مع تفاقم تداعيات تغير المناخ، اعتمادًا على الأطر التشغيلية التي حددتها منظمة الصحة العالمية.

ودعا أولًا لإقامة المزيد من الأنشطة التدريبية للعاملين بالقطاع الصحي، لافتًا إلى أن معظم الدول في أفريقيا لا توفر التدريب الكافي المتعلق بمواجهة الآثار الصحية والاجتماعية للتغيرات الحاصلة في ظواهر المناخ.

وينبغي أن يركّز هذا النوع الجديد من التدريب على سبل تكيّف مقدّمي الخدمات الصحية في مجالات مثل التغذية وفيروس نقص المناعة البشرية والملاريا والسل والأمومة، مع آثار تغير المناخ.

كما يجب أن يوفر رؤى معمقة بشأن الاستعداد داخل المنشآت، لحالات الطوارئ وظروف الطقس القاسية.

ولا يُعدّ تدريب الأطقم الصحية الجديدة كافيًا بمفرده؛ إذ ينبغي استمرار تحسين قدراتهم والتدريب خلال الخدمة.

وكانت هناك تحركات إيجابية في هذا الصدد، فقد نشرت رابطة المرشدين التربويين بمجال الصحة في جنوب أفريقيا تقريرًا دعت فيه إلى دمج استدامة صحة الكوكب والبيئة بمناهج التعليم الصحي في أفريقيا.

كما أطلقت المنظمة العالمية لأطباء الأسرة برنامجًا للتدريب عبر الإنترنت حول صحة الكوكب.

تداعيات تغير المناخ على الصحة

تقول المجلة في توصياتها، إن نظام الرعاية الصحية الأساسية ينبغي أن يوجّه جهوده بالكامل للمجتمع بأسره، وليس لمن يستعملون مرفقًا صحيًا بعينه.

وعادةً ما يركّز النظام الموجّه نحو المجتمع على معالجة عوامل اجتماعية لاعتلال الصحة، مثل تطور مرحلة الطفولة المبكرة أو التعليم.

كما دعا التقرير إلى مراعاة العوامل المؤثرة في البيئة والمناخ داخل المنظومة الصحية الأفريقية.

وعلى سبيل المثال، يُعدّ تلوث الهواء الناتج عن محطات توليد الكهرباء العاملة بالفحم أحد المسببات الرئيسة لأمراض القلب الإقفارية والسكتة الدماغية والربو والانسداد الرئوي المزمن وسرطان الرئة.

كما تؤدي إقامة مستوطنات عشوائية في السهول الفيضية أو عدم وجود أشجار في الأحياء الحضرية، إلى زيادة فرص التعرض للفيضانات وارتفاع درجات الحرارة.

وتتسبب الفيضانات في تشريد البشر وإحداث إصابات وأمراض، مثل الكوليرا، كما تؤدي درجات الحرارة المرتفعة إلى الجفاف والإنهاك الحراري والموت بسبب ضربات الشمس.

الجفاف في السودان وأفريقيا أبرز علامات تغير المناخ
الجفاف في السودان - الصورة من موقع مفوضية اللاجئين

متابعة التغيرات البيئية

عادة لا تهتم الأنظمة الصحية بمتابعة مؤشرات تغير المناخ، بقدر اهتمامها بجمع البيانات التقليدية المرتبطة بالخدمات الصحية واحتياجات السكان الطبية.

ويمكن للمنشآت ومقدّمي خدمات الرعاية الصحية الأساسية تحديد أحداث مناخية يُحتمل حدوثها وتؤثّر في عملها، وعلى سبيل المثال: ارتفاع درجات الحرارة والجفاف والعواصف والأعاصير وارتفاع مستوى سطح البحر.

كما أن عليهم تحديد التغيرات المحتملة المرتبطة بالأمراض الناجمة عن أحداث الطقس القاسية، مثل زيادة أعداد المهاجرين بسبب المناخ والأمراض المرتبطة بارتفاع الحرارة والمياه والصحة العقلية وسوء التغذية.

بناء مرونة مناخية

في مواجهة تداعيات تغير المناخ، ينبغي أن تواصل مرافق الرعاية الصحية الأساسية تقديم خدماتها رغم الأعاصير والحرارة المرتفعة.

ومن أجل ذلك، ينبغي أن يُدعم العاملون بالقطاع الصحي بالبنية الأساسية والإضاءة والمياه والتدفئة والتبريد وإمدادات الكهرباء، بالإضافة إلى المعدّات والأدوية والإمدادات الأخرى والاتصالات.

ويمكن لنظام الطاقة الهجين تحسين المرونة، وتخفيف البصمة الكربونية للقطاع الصحي في أفريقيا، وتقليل معدلات انقطاع الكهرباء.

كما لفت التقرير إلى إمكان مساهمة التصميمات الهندسية للمرافق الصحية في مواجهة تداعيات تغير المناخ، والاستجابة لحالات الطوارئ ومواصلة تقديم الخدمات الأساسية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق