التغير المناخيتقارير التغير المناخيرئيسية

تغير المناخ في أفريقيا يطارد التمويل وقناعات قادة الدول (تقرير)

ما تزال قضية ينكرها بعضهم

حياة حسين

رغم أن قضية تغير المناخ في أفريقيا باتت واقعًا يظهر في صورة كوارث طبيعية تهدد الحياة وسبل العيش، فإن هذه القضية ما تزال تثير الجدل حول ما إذا كانت حقيقية بين قادة الدول، إضافة إلى المخاوف بشأن تمويل التعافي.

وتعاني أفريقيا من ارتفاع معدلات الجفاف وزيادة الفيضانات ومنسوب البحار، كما يحدث في دولة مثل غينيا، وفق مقال لباحثة مدرسة البنية التحتية في جامعة تورونتو أستريد هاس، نشره موقع "ذا كونفريسشن".

وأشارت الباحثة إلى أن الأعاصير باتت أكثر عددًا وقوة بوصفها أحد تبعات تغير المناخ في أفريقيا، مثل إعصار فريدي الذي ضرب مالاوي وموزمبيق ومدغشقر الشهر الجاري، مخلفًا أكثر من 1000 قتيل.

ومن آثار تغير المناخ في أفريقيا -أيضًا- نقص إمدادات المياه، وكانت كيب تاون في جنوب أفريقيا أبرز مثال على جفاف مصادر المياه، نتيجةً لتراجع تساقط الأمطار، وذلك منذ عام 2018، وفق الباحثة، في المقال، الذي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وأوضحت الكاتبة أن الجفاف الأسوأ في 300 عام، والذي بدأ في أفريقيا منذ عام 2015، يهدد بمزيد من نضوب مصادر المياه في القارة.

وتابعت قائلة، إن على المسؤولين وعُمَد المدن أن يغيّروا طريقة نقاشهم لمسألة تغير المناخ في أفريقيا، بحيث يركّزون على تحديد المسؤول عن تمويل ترميم التدهور الناجم عن الكوارث الطبيعية التي تزيد حدّتها يومًا بعد يوم.

مصادر غازات الاحتباس الحراري

أشار تقرير حديث للبنك الدولي إلى أن 70% من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري تنطلق من المدن في أنحاء العالم، إلّا أن الوضع يختلف في المدن ذات الدخل المنخفض، والتي يقع معظمها في أفريقيا، إذ لا تزيد انبعاثاتها عن 0.2%.

وتساءلت الباحثة في معهد البنية التحتية في جامعة تورونتو أستريد هاس، في مقالها المنشور في "ذا كونفيرسشن"، عن المسؤول عن تمويل التعافي من كوارث تغير المناخ في أفريقيا.

وأجابت قائلة: "من خلال بحثي ومناقشاتي مع عُمَد ورؤساء المدن الأفريقية، فإن هناك إجماعًا على ضرورة أن تموّل الدول المتقدمة، والتي حققت نموها على حساب البيئة، عمليات التعافي من كوارث تغير المناخ في أفريقيا".

كما حثّت الباحثة قادة أفريقيا على التعامل بحرص وإدارة التمويلات التي تستقبلها من الدول المتقدمة لعلاج آثار تغير المناخ؛ كي تستثمرها بصورة صحيحة، تفيد شعوبها.

وتسعى دول العالم إلى الحفاظ على درجة الحرارة عند 1.5 درجة مئوية فقط زيادة عن مستواها قبل الثورة الصناعية، وفق التزامات اتفاقية باريس للمناخ.

وفي قمة المناخ كوب 27، التي انعقدت في مدينة شرم الشيخ المصرية العام المنصرم، أعلنت الدول تدشين صندوق الخسائر والأضرار، الذي يستهدف تعافي الدول من أضرار تغير المناخ، لكن لم يتضح أيّ من معالم هذا الصندوق حتى الآن.

قمة المناخ كوب 27
شعار قمة المناخ كوب 27 في مصر

حاجة عاجلة

تحتاج المدن والقرى إلى تمويل للتعافي من آثار تغير المناخ في أفريقيا بصورة عاجلة، إلّا أنه حتى الآن لا يوجد ما يكفي، سواء من الخارج متمثلًا بالدول الغنية التي لم تلتزم بأيّ من تعهداتها المناخية، أو من الداخل بسبب الفقر، إضافة إلى عدم وضوح الرؤية بشأن منافع هذا الاتجاه.

وترى الباحثة في جامعة تورونتو أن تحرُّك مدن أفريقيا نحو تحقيق الحياد الكربوني له منافع هائلة.

وأشارت إلى دراسة حديثة، أجرتها على 35 مدينة في كل من إثيوبيا وكينيا وجنوب أفريقيا، أظهرت أن البلدان الثلاثة ستجني 1.1 تريليون دولار من المنافع بحلول عام 2050، وهي تعادل 250% من قيمة ناتجها المحلي حاليًا، وذلك إذا حققت الحياد الكربوني.

كما ستحصل إثيوبيا على دخل سنوي بقيمة 90 مليار دولار، وكينيا على 52 مليار دولار، وجنوب أفريقيا على 190 مليار دولار.

ورغم أن الدراسة وجدت أن البلدان الثلاثة ستخسر كثيرًا من الوظائف في قطاع الوقود الأحفوري، والصناعات كثيفة الاستهلاك له، فإنها أكدت توفير مئات الآلاف من الوظائف الجديدة.

وأوضحت الدراسة أنه لتحوُّل المدن الـ35 في الدول الثلاث إلى الاقتصاد الأخضر، تحتاج إلى استثمارات في البنية التحتية تبلغ 280 مليار دولار بدءًا من الآن حتى عام 2050.

بينما لم تستقبل الدول الثلاث سوى تمويلات بقيمة 4.7 مليار دولار، تمثّل 1.7% فقط من احتياجاتها.

وتقترح الباحثة إسهام القطاع الخاص في تمويل التحول إلى الاقتصاد الأخضر وعلاج تغير المناخ في أفريقيا، خاصة أنه يسهم بمقدار النصف في الانبعاثات، في حين إنه لا يسهم إلّا بـ14% من التمويل.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق