التغير المناخي التقارير تقارير التغير المناخي رئيسية

تغير المناخ يتراجع في قائمة أولويات جنوب أفريقيا (دراسة)

بسبب الانشغال بمواجهة الفقر والمرض

أمل نبيل

2022-12-11

0 526

على الرغم من التأثيرات السلبية شديدة الخطورة لتغير المناخ في حياة البشر؛ فإن هذه القضية الحيوية لا تزال تحتل مرتبة متدنية في اهتمامات شعوب القارة الأفريقية الغارقة في مشكلات اقتصادية وصحية واجتماعية.

وتمثل التغيرات المناخية تهديدًا رئيسًا لإنتاج الغذاء، وتؤدي إلى تشريد الناس وزيادة المخاطر الصحية على مستوى العالم، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وتتطلب مواجهة تغير المناخ موارد هائلة؛ بما في ذلك ضخ الاستثمارات المالية لإزالة الكربون من الاقتصادات وإنتاج الغذاء على نحو مستدام، فضلًا عن ضرورة التعاون الدولي، وفقًا لدراسة نقلها موقع إي إس آي أفريكا (esi-africa).

ومع ذلك؛ فإن البلدان الأقل نموًا لديها أيضًا تحديات أخرى منافسة؛ ففي جنوب أفريقيا -على سبيل المثال- يحجب الفقر وعدم المساواة والعنف والوصول إلى التعليم والتوظيف، جهود مكافحة تغير المناخ.

تغير المناخ في جنوب أفريقيا

في عام 2022، بدأت حكومة جنوب أفريقيا التفكير في كيفية دمج التحديات البيئية في الميزانية الوطنية للبلاد، وهي خطوة مهمة نحو التعامل مع تغير المناخ بوصفه أولوية وطنية.

ومع ذلك في الوقت الحاضر، تولي الحكومة الأولوية الكبرى للإنفاق على التحديات الاجتماعية والاقتصادية التي تؤرّق شعبها.

وتتعرض كل 4 نساء جنوب أفريقيات في الفئة العمرية من 18 إلى 49 عامًا للعنف الأسري، ويبلغ معدل انتشار فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز) 13.5%، ومعدل البطالة الحالي هو الأعلى منذ سنوات عند 33.9%.

ويَعُد مواطنو جنوب أفريقيا هذه القضايا ملحّة وتتطلب اهتمامًا فوريًا.

ويشكل تغير المناخ خطرًا إضافيًا على المساعي الحالية والمستقبلية لحماية سبل العيش وتنمية الاقتصاد والوقاية من الأمراض وفقدان الأرواح.

وكشفت دراسة أجريت على 3173 مواطنًا من جنوب أفريقيا، عن موقفهم تجاه القضايا البيئية، مقارنة بالتحديات الاجتماعية والاقتصادية المتنافسة.

ولم تظهر القضايا البيئية في أهم 10 تحديات من قبل أغلب الخاضعين للدراسة، بينما أفاد 0.09% فقط بأن القضايا البيئية هي الأولوية الأهم في الدولة.

واحتلت البيئة المرتبة الـ17 بين أولويات الخاضعين للدراسة من مواطني جنوب أفريقيا، وكانت أعلى القضايا مرتبة هي البطالة وفيروس نقص المناعة البشرية والجريمة.

البطالة تتفوق على القضايا البيئية

كشف التحليل الإحصائي للدراسة عن أن 77.62% ممن شملهم البحث، يتبنون مواقف سلبية تجاه البيئة، و22.37% لديهم مواقف إيجابية.

كان مجتمع الدراسة من البالغين الذين تبلغ أعمارهم 16 عامًا فأكثر من كلا الجنسين ومن جميع الأجناس والمواقع الجغرافية.

وأكد 65% من المشاركين في الدراسة أن البطالة هي التحدي الأكبر الذي يواجه جنوب أفريقيا، بينما رأى 15% أن فيروس نقص المناعة البشرية -الإيدز-، هو أهم تحدٍّ يواجه البلاد، وأشار 11% إلى الجريمة والسلامة الأمنية.

فقط 0.09% من المجيبين ذكروا البيئة بوصفها أولوية قصوى لهم، وكانت هذه المجموعة جميعًا من الذكور.

كان من المتوقع أن تكون لدى الذكور وسكان الحضر مواقف سلبية تجاه القضايا البيئية أكثر من الإناث وسكان الريف.

كانت المجموعات التي كانت تميل إلى أن تكون سلبية بشأن البيئة: تتركز في الفئات العمرية الأكبر من 16-19 عامًا؛ إناث؛ سود البشرة؛ أقل تعليمًا؛ والعاطلين عن العمل.

الآثار المترتبة على جهود تغير المناخ

تشير نتائج الدراسة إلى أن المصالح الاقتصادية والاجتماعية والصحية المتنافسة، تلقي بظلالها حاليًا على المصالح البيئية في جنوب أفريقيا، لكن العديد من هذه القضايا سوف تتفاقم بسبب تغير المناخ في المستقبل؛ ما يضيف تحديًا آخر لآفاق التنمية في البلاد.

ويمكن للجهود المبذولة للحد من التحديات المتنافسة أن تخلق فرصة لمزيد من الوعي حول التغيير البيئي واهتمامات التنمية.

وأكدت الدراسة أهمية تطوير الإستراتيجيات التي تركز على إشراك الإناث وسكان الريف، من بين أمور أخرى، لإعلام ومساعدة الشعب الجنوب أفريقي للحد من انبعاثات الكربون وإنشاء تقنيات مستدامة.

وتحتاج جنوب أفريقيا إلى 90 تريليون دولار أميركي لرحلة التحول إلى الطاقة النظيفة، وفق تصريحات رئيس البلاد، سيريل رامافوزا، في قمة المناخ كوب 27 في نوفمبر/تشرين الثاني 2022.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا