تقارير النفطسلايدر الرئيسيةنفط

بالأرقام.. توقف إنتاج النفط في الغابون يهدد دولة شرق أوسطية

أسماء السعداوي

يسود ترقب حذر الأسوق العالمية، خشية توقف إنتاج النفط في الغابون بعد الانقلاب العسكري الذي قلب حال البلاد الواقعة غرب وسط أفريقيا رأسًا على عقب.

وأطاح عدد من ضباط الجيش بالرئيس علي بونغو صباح يوم أمس الأربعاء 30 أغسطس/آب (2023)، بعد أيام معدودة على فوزه بمدة ولاية ثالثة، واستمراره على رأس السلطة لمدة 56 عامًا، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

ورغم محدودية إسهام الغابون في سوق النفط العالمية، فإن احتمال توقف إنتاج النفط هناك يضيف إلى التوترات في النيجر القريبة، إذ يُعد الانقلاب الأخير هو الثاني في 5 أسابيع الذي يضرب دولًا أفريقية منتجة للنفط، والـ8 في غرب أفريقيا خلال 3 سنوات، بحسب تقرير نشرته منصة "إس آند بي غلوبال" (spglobal).

ومن المحتمل أن تكون إسرائيل الخاسر الأكبر إذا توقف إنتاج الغابون من النفط، وستضطر تل أبيب إلى البحث عن مصادر بديلة مجددًا.

إمكانات النفط في الغابون

ما يزال الغموض يكتنف تأثير الانقلاب في إنتاج النفط لدى الغابون، ولذك يؤكد تجار وشركات في السوق أنه من المبكر للغاية توقع توقف الإمدادات.

وضخت الغابون نسبة قليلة من الإمدادات في سوق النفط العالمية، وبلغت 210 آلاف برميل يوميًا من النفط الخام خلال شهر يوليو/تموز المنصرم 2023، ارتفاعًا عن 206 آلاف برميل يوميًا في يونيو/حزيران السابق له.

ويُصنف أغلب إنتاج النفط في الغابون ضمن الخامات الخفيفة متوسطة الحلاوة، ويُطلق عليه "خام رابي"، كما يُقدر حجم احتياطيات النفط بملياري برميل من الخام.

ورغم تراجع الإنتاج عن ذروته في تسعينيات القرن الماضي إلى 210 آلاف برميل من النفط يوميًا حتى 30 أغسطس/آب 2023، تُعد الغابون الدولة الأفريقية الوحيدة التي تفي بحصتها الإنتاجية داخل منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك).

وبحسب منصة "إس آند بي غلوبال" -نقلًا عن مصدر بالصناعة- فمن المتوقع ألا يُوقف الحكام الجدد إنتاج النفط، مؤكدًا: "سيظل كما هو".

وأدت المخاوف بشأن توقف الإمدادات -إلى جانب عدم اليقين الاقتصادي عالميًا- إلى ارتفاع أسعار النفط في تعاملات اليوم الخميس 31 أغسطس/آب، إذ سجل خام برنت ارتفاعًا بنسبة 1.5% إلى 86.87 دولارًا، بحلول الساعة 03:00 مساء بتوقيت غرينتش (06:00 مساءً بتوقيت مكة المكرمة)، وذلك في أعلى مستوى له منذ أسبوعين.

يوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدته منصة الطاقة المتخصصة- إنتاج الغابون من النفط:

النفط في الغابون

واردات إسرائيل من نفط الغابون

تمثّل الغابون مصدرًا متزايد الأهمية بالنسبة إلى إسرائيل التي اتجهت إليها بعد توقف إمدادات نفط كردستان العراق في مارس/آذار 2023.

ويؤكد ذلك تقرير تحليلي أصدرته شركة "إنرجي أوتلوك أدفايزرز" (Energy Outlook Advisors)، الذي توقع أن تكون إسرائيل أكبر المتضررين من التوقف المحتمل لإنتاج النفط في الغابون من جراء الانقلاب، وفي المقابل سيكون حجم التأثير ضئيلًا في الأسواق العالمية.

واستوردت إسرائيل 59 ألف برميل يوميًا من الغابون في يوليو/تموز 2023.

ويقول محللون، إن إسرائيل، أحد أكبر مشتري النفط الغابوني، ستتأثر حال ارتباك الإمدادات، بعدما عوّلت على الغابون لسد الفجوة التي خلفتها أزمة توقف نفط كردستان العراق.

ويوضح الرسم البياني أدناه -الذي أعدته وحدة أبحاث الطاقة- وجهات صادرات النفط من الغابون:

النفط في الغابون

ردود الأفعال على الانقلاب

يقول كبير المسؤولين الماليين في شركة "بي دبليو إنرجي" (BW Energy) -التي تنتج حاليًا 27 ألفًا و500 برميل يوميًا من نفط الغابون- نوت سيثر: "نتابع الوضع من كثب.. تسير كل عملياتنا البحرية بصورة طبيعية".

من جانبها، قالت شركة "موريل آند بروم" الفرنسية (Maurel & Prom) التي تشتري شركة "أصالة إنرجي" (Assala Energy) المنتجة لـ40 ألفًا و700 برميل نفط يوميًا: "الوضع الحالي لا يؤثر في مواقع نشاطنا، وتجري عملياتنا بصورة طبيعية دون تأثير في سير الإنتاج".

كما قالت شركة "توللو أويل" (Tullow Oil) التي أنتجت 14 ألفًا و900 برميل نفط يوميًا في عام 2022 المنصرم، إن عملياتها "لم تتأثر بالنشاط السياسي الجاري، وإن الإنتاج يسير بصورة طبيعية".

في المقابل، كانت شركة التعدين الفرنسية "إيراميت" (Eramet) أولى المتضررين من انقلاب الغابون، إذ أعلنت تعليق عملياتها.

وبفضل الغابون، أصبحت الشركة الفرنسية أكبر منتج لخام المنغنيز اللازم لإنتاج الصلب.

وتراجعت أسهم الشركة بنحو 17% في بورصة باريس يوم الأربعاء 30 أغسطس/آب، بعد أنباء توقف العمليات.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق