بالأرقام..حجم سوق النفط الخام مقابل أكبر 10 أسواق عالمية للمعادن

ما زال حجم سوق النفط الخام كبيرًا للغاية، رغم الهجوم الذي يتعرض له هذا المصدر الحيوي من قِبل أنصار البيئة ونشطاء المناخ المعادين للوقود الأحفوري واستعماله في جميع أنشطة الحياة المعاصرة.

ويعتمد الاقتصاد العالمي على العديد من المعادن الضرورية، إلا أن حجم تداول أي منها ما زال بعيدًا عن الحجم الهائل لسوق النفط الخام عالميًا، وفقًا لتقديرات موقع فيجوال كابيتالست المتخصص.

ويمثّل حجم سوق النفط الخام عماد الاقتصاد العالمي المعاصر؛ لكون النفط مصدر الطاقة الأساسي للنقل البري والبحري والجوي عبر مشتقات الوقود المختلفة؛ بداية من البنزين والديزل حتى الكيروسين المستعمل في تشغيل الطائرات.

كما يدخل النفط في صورة مادة خام رئيسة لعدد من الصناعات الضرورية في الحياة المعاصرة، مثل البلاستيك والأسمدة ومستحضرات التجميل والأدوية وغيرها، وفقًا لما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

ورغم محاولات الابتعاد عن الوقود الأحفوري؛ فما زال حجم سوق النفط الخام له تأثيرات اقتصادية وجيوسياسية كبيرة مع سيطرة عدد قليل من البلدان على إنتاج النفط العالمي.

سوق النفط تعادل 2 تريليون دولار

أظهرت بيانات تحليلية حديثة ارتفاع حجم سوق النفط الخام إلى 2 تريليون دولار استنادًا إلى إنتاج عام 2022 مضروبًا في أحدث أسعار الخام حتى يونيو/حزيران 2023.

وبلغ حجم إنتاج العالم من النفط الخام خلال العام الماضي قرابة 80.75 مليون برميل يوميًا (بما في ذلك المكثفات)، ما يعادل 29.5 مليار برميل سنويًا (4 مليارات طن متري) تتجاوز قيمتها تريليوني دولار بالأسعار الحالية للخام.

كما أظهرت البيانات أن حجم أسواق أكبر 10 معادن عالمية مجتمعة لم يتجاوز 967 مليار دولار؛ أي أقل من نصف حجم سوق النفط الخام العالمية.

مستشار منصة الطاقة يصحح

إذا أضيف حجم جميع أسواق المعادن الأصغر إلى المعادلة، فسيظل حجم سوق النفط الخام هو الأكبر- أيضًا-، وفقًا لتحليل موقع فيجوال كابيتالست الذي وقع في خطأ منهجي عند حساب القيمة السوقية لتجارة النفط العالمية، وفقًا لتصحيح مستشار تحرير منصة الطاقة د.أنس الحجي.

قال خبير أسواق الطاقة الدولي د.أنس الحجي، إن القيمة السوقية التي احتسبها موقع فيجوال كابيتالست لا تختص بالنفط الخام فحسب، بل تشمل تجارة جميع السوائل النفطية، وهو خطأ شائع في التناول الإعلامي العام و لا ينتبه إليه إلا قليل من المتخصصين.

وبلغ حجم سوق الحديد الخام قرابة 283.4 مليار دولار مع إنتاج 2.6 مليار طن عام 2022 مضروبًا في الأسعار الحالية للمعدن حتى يونيو/حزيران 2023.

كما بلغ حجم سوق الذهب نحو 195.9 مليار دولار بحجم إنتاج 3.1 ألف طن مضروبًا في أسعار المعدن النفيس الحالية حتى يونيو/حزيران 2023.

أما سوق النحاس؛ فبلغ حجمها 183.3 مليار دولار بإنتاج 22 مليون طن، في حين سجّلت سوق الألومنيوم 152.6 مليار دولار بحجم إنتاج 69 مليون طن عام 2022.

كما سجلت سوق النيكل العالمية قرابة 68.8 مليار دولار بحجم إنتاج 3.3 مليون طن عام 2022، تليها سوق الزنك بنحو 30.9 مليار دولار، مع إنتاج بلغ 13 مليون طن.

بينما بلغ حجم سوق الفضة قرابة 19.9 مليار دولار بإنتاج 26 ألف طن خلال العام الماضي مضروبًا في أسعار المعدن حتى يونيو/حزيران 2023.

بينما سجّل حجم سوق معدن الموليبدنوم قرابة 12.9 مليار دولار، بإنتاج 250 ألف طن عام 2022، تليها سوق معدن البلاديوم بنحو 9.5 مليار دولار بحجم إنتاج 210 أطنان فقط عام 2022.

أما سوق معدن الرصاص فقد بلغ حجمها قرابة 9.2 مليار دولار، مع إنتاج 4.5 مليون طن خلال العام الماضي، مضروبًا في أسعار المعدن الحالية حتى يونيو/حزيران 2023.

النفط ما زال مهيمنًا

تعكس هذه الحقائق حجم سوق النفط الخام وحجم الاستهلاك العالمي الهائل للنفط في الحياة المعاصرة، وتفوّقه على جميع أسواق المعادن الرئيسة بصورة ملحوظة، وفقًا لما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

ويراهن العالم على زيادة استعمال المعادن في مصادر الطاقة المتجددة، ولا سيما المعادن الأرضية النادرة المستعملة في صناعة البطاريات والسيارات الكهربائية وتوربينات الرياح والألواح الشمسية وغيرها.

كما يراهن على المعادن النفيسة، مثل الذهب والفضة؛ كونها مخازن للقيمة يمكنها أن تؤدي دورًا مستقبليًا في حالة اضطراب أسواق النقد العالمية.

ورغم رهانات العالم على المعادن؛ فإن تحوله عن الوقود الأحفوري إلى غيره من مصادر الطاقة المتجددة ما زال محفوفًا بالمخاطر البيئية والإنسانية المترتبة على استخراج المعادن من البر والبحر، وفقًا لما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

موضوعات متعلقة..

• أهداف الخفض الطوعي السعودي.. وهل تتحرر سوق النفط من قبضة المضاربين؟ (صوت)
• كابسارك السعودي يحذر: سوق النفط العالمية تواجه 5 مخاطر محتملة
• أكبر الدول المنتجة لليثيوم في العالم 2022.. دولتان تستحوذان على 77% (إنفوغرافيك)

اقرأ أيضًا..

• أكبر احتياطيات الفوسفات عالميًا.. المغرب يفقد الصدارة (إنفوغرافيك)
• 6 أسباب دفعت السعودية لتمديد خفض إنتاج النفط مليون برميل يوميًا
• أكثر الدول العربية توليدًا للكهرباء من الطاقة الشمسية (إنفوغرافيك)