رئيسيةأخبار منوعةمنوعات

أزمة سوق النحاس العالمية تشتد.. ومناجم زامبيا تتجه لـ"كارثة"

أسماء السعداوي

تترقب سوق النحاس العالمية شحًا جديدًا في إمدادات المعدن الذي يتزايد عليه الطلب في صناعات الطاقة النظيفة والسيارات الكهربائية، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وفي زامبيا -ثاني أكبر منتج للنحاس في أفريقيا- أعلن مرفق الكهرباء (ZESCO) حالة القوة القاهرة بشأن إمدادات الكهرباء إلى بعض المناجم.

وذكرت غرفة المناجم المحلية يوم الأربعاء (17 أبريل/نيسان) أن الشركة أرسلت إخطارات إلى العديد من الأعضاء بأنها غير قادرة على الوفاء بإمدادات الكهرباء.

يأتي ذلك في وقت حاسم بالنسبة لسوق خام النحاس شبه المعالج التي لم تشهد نقصًا في الإمدادات كما هو الحال الآن، وأدت تلك الضغوط إلى انخفاض إنتاج النحاس لأدنى مستوياته في ربع قرن، وارتفاع الأسعار أيضًا.

مناجم النحاس في زامبيا

يتعرض سكان زامبيا الواقعة في جنوب القارة الأفريقية إلى انقطاع التيار الكهربائي بصورة متكررة، بسبب الجفاف الناتج عن تغير المناخ.

وتعتمد زامبيا بنسبة 85% على الطاقة الكهرومائية في توليد الكهرباء، لكنها تشهد ارتفاعًا في درجات الحرارة، ونقصًا في معدلات هطول الأمطار.

منجم في زامبيا
منجم في زامبيا - الصورة من منصة "ماينينغ فور زامبيا" المحلية

وقال رئيس مرفق الكهرباء سابقًا، إنه يعتزم التوجه بطلب لشركات التعدين بخفض طلباتها بمقدار الخُمس.

لكن غرفة المناجم المحلية طالبت مرفق الكهرباء والحكومة بمنح الأولوية لحماية المناجم والمصاهر من الأضرار غير القابلة للإصلاح الناتجة عن قطع التيار، وإلّا فستكون الخسائر في الأصول الأساسية كارثية للصناعة وللاقتصاد.

وبحسب بيانات غرفة المناجم المحلية، انخفض إنتاج زامبيا من النحاس في عام 2023 المنصرم إلى 698 ألف طن، نزولًا من 763 ألف طن في 2022.

وتحتضن زامبيا على أراضيها مناجم ضخمة تديرها شركات فيرست كوانتوم (First Quantum) وباريك غولد كورب الكندية (Barrick Gold Corp) وشركة الموارد العالمية القابضة الإماراتية (IRH)، بحسب تقرير نشرته وكالة بلومبرغ.

زيادة الإنتاج

تتطلع زامبيا إلى مضاعفة إنتاج النحاس بأكثر من 4 مرات بحلول عام 2031، ويمثّل النحاس مصدرًا رئيسًا للنمو الاقتصادي، لكن مستويات الإنتاج تراجعت تدريجيًا، رغم خطة الحكومة لزيادة الإنتاج إلى 3 ملايين طن في غضون 10 سنوات.

وزير المالية في زامبيا
وزير المالية في زامبيا - الصورة من صفحته بمنصة إكس

وتوقّع وزير المالية سيتومبيكو موسوكوتوان زيادة إنتاج زامبيا من النحاس إلى نحو مليون طن بحلول عام 2026، بدعم من الاستثمارات.

وحظي القطاع بدفعة بعد استحواذ شركة الموارد العالمية القابضة على 51% من حصة مناجم موباني، وتجديد مناجم كونكولا للنحاس بعد حل نزاع حول الملكية مع شركة فيدانتا ريسورزيس الهندية ( Vedanta Resources)، وفق ما جاء في تقرير نشرته وكالة رويترز واطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

يقول الوزير: "كان عملاقا التعدين (منجما موباني وكونكولا) خارج المعادلة، والآن قد عادا"، كما توقّع أن تدعم الاستثمارات في منجم كانسانشي، التابع لشركة فيرست كوانتوم، إنتاج المعادن في زامبيا.

وتعهدت شركة باريك غولد في العام الماضي بإنفاق مليوني دولار لدفع الإنتاج في منجم لوموانا إلى 350 ألف طن بحلول 2028.

وبالمثل، تعهدت شركة الموارد العالمية باستثمار 1.1 مليار دولار لزيادة الإنتاج في مناجم موباني.

أزمة سوق النحاس العالمية

أُغلِق منجم كوبر بنما التابع لشركة فيرست كوانتوم بصورة مفاجئة، تلاه قرار عملاقة التعدين أنغلو أميركان (Anglo American) بخفض مستهدفات الإنتاج بمواقع عملياتها في تشيلي، أكبر منتج للنحاس في العالم.

وأدت الضغوط التي تشهدها سوق النحاس العالمية إلى ارتفاع الأسعار لأعلى مستوى منذ نحو عامين، بسبب شح الإمدادات.

وبالفعل، يتوقع كبير المحللين في شركة الاستشارات "سي آر يو غروب" (CRU Group) كرايغ لانغ ارتفاع أسعار النحاس بوصفه نتيجة مباشرة لنقص المواد الخام.

وارتفعت أسعار النحاس لتصل إلى أعلى مستوياتها منذ يونيو/حزيران 2022، كما ارتفعت العقود الآجلة في بورصة لندن للمعادن بأكثر من 11% خلال العام الجاري.

وقفز سعر طن النحاس بنسبة 2.7%، ليصل إلى 9 آلاف و590 دولارًا للطن، بعد صدور بيانات بارتفاع للواردات الصينية.

وارتفعت واردات الصين من النحاس المكرر خلال الربع الأول من العام بنسبة 6.9% على أساس سنوي، كما تعزز البلاد قدرات المصاهر المحلية.

وتقول محللة شؤون السلع الإستراتيجية في مصرف "آي إن جي" (ING Bank) إيوا مانثي، إن المستثمرين يراهنون على تعافي الصين وعودة الطلب لمستوياته السابقة، وفي مناطق أخرى يتحسن قطاع التصنيع، بالإضافة إلى محركات داعمة، مثل شح الإمدادات.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق