تقارير الكهرباءالتقاريرتقارير دوريةرئيسيةكهرباءوحدة أبحاث الطاقة

محطات كهرباء سيمنس.. قصة أكبر استثمار في برنامج الطروحات المصري

وحدة أبحاث الطاقة - أحمد عمار

اقرأ في هذا المقال

  • محطة العاصمة الإدارية تعمل بنظام تبريد الهواء عبر 12 مروحة عملاقة
  • محطة كهرباء بني سويف ضمن برنامج الطروحات الحكومية
  • محطة البرلس توفر 7.5% من احتياجات مصر من الكهرباء
  • محطات كهرباء سيمنس تعزز القدرة الكهربائية في مصر بنحو 14.4 غيغاواط

تُعد محطات كهرباء سيمنس الألمانية التي تحتضنها مصر ضمن الأبرز في منطقة الشرق الأوسط، وتُسهم بنحو 14.4 غيغاواط في القدرة الكهربائية المحلية، ما جعلها ضمن برنامج الطروحات الحكومية لزيادة موارد البلاد الدولارية.

ومنذ عام 2014، نفّذت مصر خطة لزيادة إنتاجها من الكهرباء لمواجهة الارتفاع الكبير في الاستهلاك، تضمّن أبرز بنودها إنشاء محطات جديدة، وتنفيذ برامج صيانة المحطات القائمة ورفع كفاءتها، لتنجح البلاد في إضافة أكثر من 28 غيغاواط في 4 سنوات فقط، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

ورغم نجاح الحكومة في القضاء على انقطاعات الكهرباء التي واجهتها البلاد قبل 2014 بفضل تلك الخطة، فإن المشكلة عادت إلى الواجهة مرة أخرى في صيف 2023، ليتفاقم قطع التيار لأكثر من 6 ساعات على أوقات متفرقة في بعض المناطق، قبل أن تهدأ وتيرة الانقطاعات.

وجاء ذلك نتيجة ارتفاع درجات الحرارة بصورة كبيرة ونقص الغاز اللازم لتوليد التيار، إذ يُعد قطاع الكهرباء في مصر الأكثر استهلاكًا لذلك الوقود الأحفوري بنسبة تصل إلى 60%.

ومع سعي الحكومة المصرية إلى طرح محطة كهرباء بني سويف أمام القطاع الخاص ضمن برنامج الطروحات الحكومية، بهدف تمكين القطاع الخاص وزيادة موارد البلاد الدولارية، تستعرض وحدة أبحاث الطاقة أبرز المعلومات عن محطات كهرباء سيمنس الـ3، التي تعمل بالغاز الطبيعي.

بداية قصة محطات كهرباء سيمنس

عام 2015، وفي أثناء انعقاد المؤتمر الاقتصادي في شرم الشيخ، وقّعت وزارة الكهرباء المصرية اتفاقية شراكة مع شركة سمينس الألمانية، تضمنت بناء 3 محطات دورة مركبة عملاقة تعتمد على الغاز الطبيعي.

وتضمّن الاتفاق إنشاء المحطات في كل من العاصمة الإدارية الجديدة، وبني سويف، والبرلس في كفر الشيخ، بقدرة إجمالية تصل إلى 14.4 غيغاواط، وبتكلفة استثمارية تصل إلى 6 مليارات يورو (6.48 مليار دولار).

وضم التحالف المسؤول عن بناء محطات كهرباء سيمنس الغازية شركتين محليتين: أوراسكوم والسويدي إلكتريك، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة من تقرير تفصيلي لوزارة الكهرباء المصرية.

ومن أجل تمويل بناء المحطات التي تنفذها سيمنس الألمانية، وقّعت وزارة الكهرباء المصرية في نوفمبر/تشرين الثاني 2015 عقود تمويل مع 3 بنوك بقيمة تصل إلى 4.1 مليار يورو (4.43 مليار دولار).

وتضمّنت تلك البنوك التي تموّل محطات كهرباء سيمنس كلًا من بنك التعمير الألماني، ودويتشه بنك، واتش إس بي سي (HSBC).

وفي 24 يوليو/تموز 2018، افتتح الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي محطات كهرباء سيمنس الغازية العملاقة التي مثلت وقت التعاقد نحو 45% من القدرات المركبة في مصر.

محطة العاصمة الإدارية الأولى من نوعها

شهد عام 2016 بدء شركة سيمنس الألمانية إنشاء محطة كهرباء العاصمة الإدارية بتكلفة استثمارية بلغت 2.01 مليار يورو (2.17 مليار دولار)، وبقدرة إنتاجية تصل إلى 4.8 غيغاواط.

وتقع أولى محطات كهرباء سيمنس، البالغة مساحتها 175 فدانًا، على طريق العين السخنة وعلى بُعد 42 كيلومترًا من القطامية، وتصفُها الحكومة المصرية بأنها أكبر محطة تعمل بنظام تبريد الهواء في أفريقيا والشرق الأوسط.

محطة كهرباء العاصمة الإدارية إحدى محطات كهرباء سيمنس
محطة كهرباء العاصمة الإدارية - الصورة من وزارة الكهرباء

ومع موقعها في منطقة جبلية بعيدًا عن مصادر المياه، تُعد محطة العاصمة الإدارية الأولى من نوعها في مصر والشرق الأوسط فيما يتعلق بنظام التبريد الهوائي الذي يستعمل 12 مروحة عملاقة لأول مرة، على عكس محطتي البرلس وبني سويف اللتين تعملان بنظام التبريد المائي.

وتتكون محطه كهرباء العاصمة الإدارية من 4 وحدات توليد قدرة كل منها 1200 ميغاواط، وتتكون كل وحدة من توربينين يعملان بالغاز الطبيعي، بالإضافة إلى توربين بخاري يعمل بالعادم الناتج من التوربينات الغازية لتوفير الوقود، فضلًا عن وجود غلايتين لاستعادة الطاقة المفقودة.

وتضم إحدى أبرز محطات كهرباء سيمنس 8 وحدات غازية بطراز إتش كلاس (H-class) يُعد الأحدث من بين الوحدات الغازية عالميًا، بكفاءة توليد تصل إلى 65%، وهو المعدل الأعلى عالميًا.

وربطت الحكومة محطة كهرباء العاصمة الإدارية بالشبكة تدريجيًا بين أعوام 2016 و2017 و2018، ليبدأ تشغيلها بصورة كاملة تجاريًا في يونيو/حزيران عام 2018.

محطة بني سويف نقلة نوعية

في يونيو/حزيران 2016، بدأت أعمال تجهيز موقع محطة كهرباء بني سويف التي تطل مباشرةً من الجانب الغربي لها على نهر النيل.

وتقع بالقرب من قرية غياضة الشرقية بمركز بيا في جنوب محافظة بني سويف على طريق القاهرة-أسيوط الشرقي، وعلى بعد 110 كيلومترات من جنوب القاهرة.

وتبلغ التكلفة الاستثمارية لمحطة بني سويف الواقعة على مساحة 110 أفدنة نحو ملياري يورو (2.16 مليار دولار)، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

محطة كهرباء بني سويف
محطة كهرباء بني سويف - الصورة من وزارة الكهرباء

وتعمل المحطة بالدورة المركبة، وتعتمد على الغاز الطبيعي في تشغيلها بقدرة إجمالية تصل إلى 4.8 غيغاواط، لتكون واحدة من محطات كهرباء سيمنس العملاقة.

ومحطة بني سويف عبارة عن 12 توربينًا، منها 8 من النوع الغازي، و4 من النوع البخاري بقدرة 400 ميغاواط لكل توربين، بكفاءة توليد تصل إلى 60%.

ومن مميزاتها أنها تعمل بنظام التبريد المغلق الذي يمثل اتجاهًا جديدًا تشهده مصر، وهو عبارة عن نظام يبرّد البخار المتكاثف من التوربين البخاري لدرجة حرارة المياه العادية، ومن ثم العمل على إعادة دورته مرة أخرى للغلاية، ويعني ذلك أنه يكتفي ذاتيًا بالتبريد.

واستغرق تنفيذ مشروع المحطة بصورة كاملة نحو 3 أعوام، إذ ربطتها الحكومة على الشبكة تدريجيًا حتى الوصول للربط الكامل بالشبكة القومية للكهرباء في عام 2018 وعلى جهد 500 كيلو فولت.

ونقلت عدة تقارير إعلامية عن وثيقة حكومية، سعي مصر إلى طرح 70% من محطة بني سويف للكهرباء التي نفذتها سيمنس أمام القطاع الخاص، تمثل الجزء الأكبر من الطروحات الحكومية المقرر أن تنتهي بحلول يونيو/حزيران 2024.

ومن المتوقع أن تحقق الحكومة من طرح المحطة حصيلة دولارية ما بين 1.4 و1.86 مليار دولار، وفق ما نقلته شبكة سي إن إن الأميركية.

وخاطبت مصر الدائنين المتمثلين في البنوك الألمانية المقرضة لمصر من أجل الحصول على موافقة بشأن عملية الطرح، إذ تضمنت عقود التمويل شرطًا بعدم التصرف المالي في محطات كهرباء سيمنس الغازية إلا بعد موافقتها أو سداد القروض.

محطة البرلس

على الطريق الدولي الساحلي وساحل البحر المتوسط، تقع محطة البرلس في محافظة كفر الشيخ بطاقة إنتاجية تصل إلى 4.8 غيغاواط، وبكفاءة توليد تتجاوز 60%.

وتُعد البرلس -بحسب بيانات الحكومة المصرية- من أكبر محطات الدورة المركبة لإنتاج الكهرباء على مستوى العالم، لتسهم في توفير 7.5% من احتياجات مصر من الكهرباء.

محطة كهرباء البرلس إحدى محطات كهرباء سيمنس الغازية
محطة كهرباء البرلس - الصورة من وزارة الكهرباء

وتقدر التكلفة الاستثمارية لمحطة البرلس الواقعة على مساحة 250 فدانًا نحو ملياري يورو (2.16 مليار دولار)، بالإضافة إلى 2.07 مليار جنيه (67.257 مليون دولار).

وتتكون محطة البرلس من 4 وحدات توليد، كل وحدة تتضمّن توربنيين يعملان بالغاز بقدرة 400 ميغاواط لكل منهما، بالإضافة إلى توربين بخاري بقدرة 400 ميغاواط، وغلايتين لاستعادة الطاقة المفقودة.

وانتهت الحكومة من ربط جميع وحدات محطة البرلس بالشبكة القومية للكهرباء في مايو/أيار 2018، لتسهم محطات كهرباء سيمنس الـ3 في زيادة قدرة الشبكة الكهربائية بمصر.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. الخصخصة سياسات تدمير الوطن الذي مرر حياة العباد (الأجهزة الرقابية درع الاهمال وسيف الفاسدين)
    كل الذين يحبون أوطانهم مفروض ألا يأكلوا ألسنتهم إن كانوا فعلا محبين، منتمين، يوجعهم ألم الوطن، ويحزنهم خسرانه، ولا يغيب علينا أن الاشارة إلى الخطأ هي خير وسيلة لعلاجه، وان الاعتراف بالخطأ هو خير وسيلة لاصلاحه، وان الخطأ الفادح المستدام هو أكلشيه (كله تمام) التي نسمعها من المسئولين في قطاعات الكهرباء المختلفة في مصر،كلما أطلوا علينا طلتهم البهية في التلفزيون، لا يهمهم الوطن، الاهم ما يصل النافذين من خيرات في وظائفهم ومناصبهم، ولم يكتف المتربحون من عقود وقد انتفخت أرصدتهم، الى الآن ينهبون، يكشف عن ذلك ما نتابعه في الصحف من (بلاوي) النهب التي لم يسلم منها كبراء، ووجهاء، ووزراء، ومسؤولون، أصر كل منهم على تقاسم كعكة الوطن دون ترك حتى الفتات، حتى أفقروا الوطن، وضيعوه! فما حدث في فضيحة رشاوي ألستوم بكهرباء مصر ليس ببعيد وقد اشارنا إليها مرارا وتكرارا لان جميع من المتورطين في رشاوي ألستوم بكهرباء مصر لم يتم تقديمهم الي المحاكمة أو حتي وعزلهم من مناصبهم واستبدالهم بوطنيين بعد مرور 10 سنوات علي إدانة ألستوم دوليا..السؤال، كيف التصدي لفاسدين شفطوا خيرات الوطن الطيب بالسلطة ونفوذها بينما تعيش الأكثرية على حافة الحياة ليس معها إلا أوجاع فاقتها، وفقرها؟ كيف يتنفس الوطن المتعب وبعض الحرامية ما زالوا على كراسيهم الهزازة، يختبئون ببجاحة خلف شعارات الشرف الذي هو منهم براء؟ والى متى سيظل الناس يسمعون مسؤولا يقول في مؤتمره (لا يوجد لدينا فساد وسأضرب بيد من حديد على أيدي الفاسدين) ثم بعد أيام تظهر فضائح وملفات فساد عديدة هم متورطين بها، الى متى يعيش الناس الصدمة بين الأقوال والأفعال؟ من يريد وطنا متعافيا فليقل كيف السبيل لبلوغ المراد، وقطع يد الفساد التي مررت حياة العباد!
    الى متى يرتكب كثيرون إثما لا يعاقب عليه القانون بطريقة (الفهلوة) وعمل ما لا نتقن، وادعاء العلم فيما لا نفهم، والاستهتار، والاستسهال، واللامبالاة حتى يعم الخراب؟ الى متى يوضع الرجل غير المناسب بالواسطة، والمحسوبية، والفلوس مكان رجل مناسب يحوذ كل مؤهلات المنصب ولا يعين فيه؟ الى متى يوكل الامر لمن يفتقد الرؤية، والخطة، والقرار مجاملة لفلان أو علان بينما هناك عقول تستطيع الابتكار، والانجاز بفهم ووعي؟ من أراد وطنا متكافئا فليعدل الموازين.
    فقد اثار تقرير نشرته وكالة بلومبيرغ يكشف نية شركتين أجنبيتين شراء محطة كهرباء بني سويف - إحدى أكبر محطات الكهرباء في مصر - جدلاً واسعاً بين رواد منصات التواصل الاجتماعي، وبحسب وكالة بلومبيرغ، فإن شركتي "أكتيس Actis" البريطانية و"إدرا باور هولدنقز - Edra Power Holdings" الماليزية، أبديتا اهتماماً متجدداً بشراء محطة كهرباء "سيمنز" في بني سويف، في صفقة قد تبلغ قيمتها حوالي ملياري دولار.
    وتقدمت الشركتان عام 2019 بصفقة لشراء الملكية الكاملة وتشغيل المنشأة التي تقع في بني سويف جنوبي العاصمة القاهرة، لكنها لم تتحق حينها، وأنشأت الحكومة المصرية محطة بني سويف "سيمينز" عام 2018 بتكلفة مليارين و500 ألف يورو، ويبلغ إجمالي القدرة الكهربائية للمحطة نحو 4800 ميجاوات، غياب التعليق الرسمي لم يصدر أي تعليق من الحكومة المصرية حول الأنباء المتداولة بشأن طرح محطة كهرباء بني سويف للبيع أو أن الشركتين تقدّمتا بشكل رسمي لشراء المحطة، ونتساءل عن الجدوى من بيع محطة بني سويف، موضحاً: "إحنا من بلد، الحكومة فيها تريد بناء محطة كهرباء تعتمد على الرياح بتكلفة تصل 5 مليارات دولار، في وقت بتبيع فيه أكبر محطة كهرباء في مصر في مدينة بني سويف بثلث ثمنها"، ومحطة بني سويف تقع على بعد 110 كيلومترات جنوبي العاصمة القاهرة، بالقرب من قرية غياضة الشرقية التابعة لمركز ببا جنوب محافظة بني سويف، استغرق إنشاؤها 3 سنوات من عام 2015 إلى 2018، وافتتحها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، تطل مباشرة من الجانب الغربي لها على نهر النيل، وتقع على مساحة 500 ألف متر مربع، تتكون المحطة من 12 توربينة، منها 8 توربينات من النوع الغازي و4 توربينات من النوع البخاري، وتبلغ قدرة التوربينة الواحدة 400 ميجاوات.
    في حين خاطبت الحكومة المصرية البنوك الألمانية المقرضة لمحطات كهرباء سيمنز للحصول على الموافقات اللازمة لطرح حصص من المحطات الثلاث البالغة قدرتها 14.4 جيجاوات أمام المستثمرين، وفق ما نقله موقع اقتصاد الشرق عن ثلاثة مسؤولين حكوميين لم يسمهم. أدرجت الحكومة محطة توليد الكهرباء التي أنشأتها شركة سيمنز في بني سويف ضمن برنامج الطروحات الحكومية في وقت سابق من العام، لكن بموجب عقود التمويل التي وقعتها الحكومة مع البنوك، لا يمكن إتمام البيع دون الحصول على موافقة الجهات المحمولة... بالتأكيد سيقولون ان البيع سيكون لصالح مصر وسيضاعف الاستثمار ونحن نذكركم بما حدث في صفقة بيع شركة النصر للغلايات(المراجل البخارية) هي إحدى الصفقات الصارخة التي تحوي كم هائل من الفساد وهي عنوان صارخ علي التفريط في شركة تنتج انتاجا حيويا فهي الشركة التي أنشئت لإنتاج أوعية الضغط من طن واحد الي 12طنا، وبسعات تصل الي 1300طن بخار في الساعة ومراجل توليد كهرباء واوعية غازات سائلة ووحدات تنقية مياه الشرب وتحلية مياه البحر، فالشركة أنشئت لتزويد المستشفيات والمصانع محطات الطاقة النووية بالمراجل والأوعية،وكانت الشركة تتبع الشركة القابضة للصناعات الهندسية، وعلي الرغم ان شركة كانت تحقق ارباحا منذ انشائها 1991م،إلا أن إدارتها ومن تعاون معها كانو مستهدفين في النهايه لبيعها، فمن غير المعقول واللامعقول واللا منطقي ان تتم عمليات توسع استثمارية لشركة مقرر بيعها الا لهدف اغراقها في الديون حتي تظهر ان تخسر، ولابد ان نتذكر ايضا حوادث انفجارات الغلايات قبل خصخصة الشركة بشهور وقيل وقتها ان الانفجارات حدثت بسبب عيوب في التصنيع؟ اليس هذا السبب مثير للتساؤل والاهتمام كيف لشركة انتجت انتاجا جمال وطابق للمواصفات ولعشرات السنين ان تنتج فجأة وقبل البيع بعدة شهور انتاجا غير مطابق للمواصفات الا اذا كان هناك اهمال متعمد في مراحل الإنتاج المختلفة في منتج بهذه الأهمية الخطورة ولا يحتمل الخطأ أو أو عبثا مهما كان طفيفا، ولم تقف المؤامرة الموجعه علي بيع ماكينات المصنع خرده، بل هناك حلقة مغلقة احكمت علي الشركة وعلي حق مصر في جودها المهم فقد اسندت عملية التقييم الي بيت خبرة أمريكي وقدر الشركة بما يتراوح بين 16الي 24مليون دولار، وهو سعر يساوي اقل من ربع سعر الأرض المقامة عليها المصنع والتي كان يساوي وقتها 100 مليون دولار، وتم وقتها بيع الأصول الثابته بمبلغ 11 مليون دولار وبيع المخزون بمبلغ مليون دولار ليصبح ثمن الشركة كاملا 17 مليون دولار بيعت لصالح شركة أمريكية كندية، وتكتمل حلقة الفساد واهدار المال العام باعفاء الشركة الكندية الأميركية من الديون والضرائب المستحقة من شركة النصر الغلايات وبعد خصم هذه المستحقات من الثمن الإجمالي للشركة ليصبح المتبقي من ثمن الشركة 2.5مليون جنيه مصري اي اقل من ثمن شقة حديثة علي نيل القاهرة.... ولأن الفساد حلقات متواصلة بعد بيع الشركة تم إسناد عمليه انشاء محطة كهرباء الكريمات بقيمة 600مليون دولار الي شركة المراجل البخارية المصرية التي بيعت للشركة الأميركية الكندية، فهل هناك دليل أكثر من ذلك الفساد إهدار المال العام والتلاعب بمقدرات الشعب مستقبلهم، ومما يزيد امر الفساد وضوحا انه كانت هناك عروض من شركات إيطالية فرنسية ويابانية لكن المسؤلين اختاروا العرض الأسوأ، وأصبح إنتاج الغلايات العملاقة التي تعتمد عليها محطات إنتاج الكهرباء محطات الطاقة النووية في يد مالكها الأمريكي الكندي.
    ففى ظل الاستبداد يعتمد الفساد على قيادة سياسية هى التى تحمى أو تعاقب وأحيانا تمارس الحماية وأن قوة الفساد مستمدة من ضعف السياسيين حتى وإن بدوا مهيمنين على أذرع الإدارة والإعلام والأمن.
    وفي ختام كلامي نقول أن مكافحة الفساد فى مصر تتطلب وجود قوة لمحاسبة المخالفين لقرارات الدولة برلمان حقيقي وقوى يحاسب المفسدين فى مصر و الأحزاب المدنية التى يجب أن تقوم بملء الفراغ السياسي وتبعث الحيوية فى الجسد السياسي .
    حتى لا يستمر ثقب الفساد بالتوسع متخذاً طرقا وأساليب وأدوات عديدة لنهب موارد مصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق