محطات الكهرباء ذات الدورة المركبة وتوربينات الغاز.. نقلة نوعية في إيران

تستهدف 4 محطات في المرحلة الأولى

هبة مصطفى

2022-12-27

0 3٬191

تستعد إيران لنقلة نوعية بالتخطيط لتثبيت سعة جديدة من محطات الكهرباء ذات الدورة المركبة بالتنسيق بين الحكومة والقطاع الخاص، في إطار الاتجاه لمواصلة الاعتماد على الغاز الطبيعي بقوة.

وبحسب المسؤول في الشركة القابضة لمحطات الطاقة الحرارية بالبلاد علي رضا نصر الله، فإن المرحلة الأولى من تنفيذ تلك الخطة تستهدف بناء 4 محطات من طراز "الفئة إف"، وفق ما نقل عنه الموقع الإلكتروني لقناة برس تي في (Press TV) الإيرانية الناطقة باللغة الإنجليزية.

وعلى الصعيد الدولي، تسعى طهران لدعم روسيا الخاضعة لعقوبات دولية في الآونة الحالية، إثر غزوها أوكرانيا قبل 10 أشهر، وتخطط لتزويدها بتورببنات غازية، وفق ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة.

تفاصيل خطط الكهرباء

تتجه إيران لتثبيت سعة توليد جديدة تصل إلى 10 آلاف ميغاواط (10 غيغاواط) خلال الآونة المقبلة، بالتعاون مع القطاع الخاص.

ووفق المسؤول في الشركة القابضة لمحطات الطاقة الحرارية في البلاد علي رضا نصر الله، فإن الدولة ستتولى بناء سعة تصل إلى 5 آلاف ميغاواط (5 غيغاواط) عبر محطات الكهرباء ذات الدورة المركبة من طراز "الفئة إف".

وتُخطط طهران لتثبيت تلك السعة عبر 8 مناطق موزعة بأنحاء البلاد، وتستهدف بناء 4 محطات كهرباء في المرحلة الأولى من برنامج التطوير.

ويُسهم القطاع الخاص في إيران -أيضًا- بمشروعات ذات سعة مماثلة تصل إلى 5 آلاف ميغاواط (5 غيغاواط) أخرى عبر محطات الكهرباء من الطراز إف أيضًا.

وتبذل الحكومة الإيرانية جهودًا لتعزيز قطاع الكهرباء بالمزيد من المحطات العاملة بالغاز الطبيعي، وبالفعل دخلت أولى المحطات المملوكة للدولة من الطراز إف حيز التشغيل.

توربينات الغاز في المحطات

تسمح محطات الكهرباء ذات الدورة المركبة من طراز "الفئة إف" بخفض استهلاك المياه، ما يعدّ تطورًا لكفاءة المحطات التي كانت تعتمد عليها طهران في وقت سابق من طراز "الفئة إي" المقدّرة بنحو 50%، بإنتاج يتراوح بين 160 ميغاواط و200 ميغاواط لتوربينات الغاز.

الطلب على الكهرباء في إيران يسجل مستوى تاريخيًا

ووفق خطط التطوير والاعتماد على توربينات غاز من طراز الفئة إف لتعزيز محطات الكهرباء ذات الدورة المركبة، فإن التوقعات تشير إلى ارتفاع كفاءة المحطات إلى 58%، بإسهام قدره 300 ميغاواط لكل توربين.

وتعكف مجموعة "مابنا" المعنية بأعمال الهندسة والتوريد والبناء والأكبر في إيران على تبنّي مشروع تطوير قطاع الكهرباء، الذي تعدّ المحطة الواقعة في هنغام جنوب البلاد أولى إنجازاته.

وتصل السعة الإجمالية للمحطة التي دخلت حيز التشغيل مؤخرًا 906 ميغاواط بكفاءة تُقدَّر بنحو 58%، وتضم توربينَي غاز من طراز الفئة إف ذي القدرة 307 ميغاواط.

وبجانب المحطة الواقعة جنوب إيران، تتواصل أعمال بناء المحطة الثانية المزودة بالتوربينات الغازية المطورة في قرية دوكوه تمهيدًا لتشغيلها خلال فصل الشتاء الجاري.

أمّا ثالث مشروعات محطات الكهرباء ذات الدورة المركبة، فيُتوقع دخول وحدة الغاز بها حيز التشغيل العام المقبل (2023)، وتُنفَّذ في مقاطعة بوناب شمال غرب البلاد، بجانب مشروع رابع في الأهواز.

قدرات إيرانية ودعم لروسيا

لاقت القدرات الإيرانية في صناعة توربينات الغاز إشادة وإقبالًا، وكانت محطات الكهرباء ذات الدورة المركبة التي تنفّذها "مابنا" محليًا وخارج حدود البلاد موضع ترحيب من الدول الواقعة تحت نطاق العقوبات الأميركية.

فمن جهة، أشاد رئيس فنزويلا نيكولاس مادورو بقدرات المجموعة خلال زيارته لها في يونيو/حزيران الماضي، ومن جهة أخرى تتجه طهران لتزويد روسيا بـ40 توربينًا لدعم صناعة الغاز المتأثرة بالعقوبات، حسبما اتفقت الدولتان في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

ونجحت مجموعة مابنا في بناء سعة تصل إلى 5 آلاف ميغاواط (5 غيغاواط) عبر محطات الطاقة الحرارية بالعالم، غير أنها فتحت آفاقًا جديدة لها بدخولها عالم تصنيع التوربينات المعتمدة على الهيدروجين وقودًا.

وكانت التغيرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة قد دفعا الطلب على الكهرباء في إيران لتسجيل أعلى مستوياته على الإطلاق، مطلع يوليو/تموز الماضي، بنحو 63 غيغاواط و318 ميغاواط.

الربط الكهربائي بين إيران وروسيا يشهد تحركات جادة لبدء تبادل الطاقة

ويبدو أن المخاوف من ذروة الطلب على التدفئة خلال فصل الشتاء -أيضًا- دفعت نحو اتخاذ طهران استعدادات لتعزيز القطاع بخطة تطوير محطات الكهرباء ذات الدورة المركبة وتوربينات الغاز من طراز الفئة إف.

اقرأ أيضًا..