تقارير الكهرباءالتقاريرتقارير الطاقة المتجددةتقارير الغازتقارير النفطتقارير دوريةرئيسيةطاقة متجددةغازكهرباءنفطوحدة أبحاث الطاقة

خريطة تكلفة إنتاج الكهرباء من الطاقة المتجددة مقارنة بالوقود الأحفوري في 12 عامًا

طاقة الرياح البرية والطاقة الشمسية الأكثر انخفاضًا عام 2022

وحدة أبحاث الطاقة - رجب عز الدين

اقرأ في هذا المقال

  • انخفاض تكلفة الطاقة المتجددة مع زيادة أسعار الوقود الأحفوري
  • تكلفة إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية تنخفض 89% في 12 عامًا
  • تكلفة طاقة الرياح البرية والبحرية تنخفض 69% و59% على التوالي
  • تكلفة الطاقة الكهرومائية ترتفع 47% منذ 2010 حتى 2022
  • إنتاج الكهرباء من الطاقة الحرارية الأرضية يرتفع 6% في 12 عامًا
  • المقارنة بين تكاليف الطاقة المتجددة والأحفورية تتعرض لانتقادات منهجية

شهدت تكلفة إنتاج الكهرباء عبر مصادر الطاقة المتجددة سلسلة من الانخفاضات المتتالية خلال العقد الماضي، مع انتشار مشروعاتها حول العالم وتطور التقنيات المستعملة؛ ما أسهم في زيادة قدرتها التنافسية مع الوقود الأحفوري.

وبحسب تقرير حديث، حصلت وحدة أبحاث الطاقة على نسخة منه، انخفض المتوسط العالمي المرجح للتكلفة المستوية للكهرباء (LCOE) -القيمة الصافية لتكلفة إنتاج وحدة كهرباء على مدار عمر المنشأة- من مصادر الطاقة المتجددة، رغم ارتفاع تكاليف المواد والمعدّات بسبب تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية.

ويغطّي التقرير الصادر عن الوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا" متوسط تكلفة إنتاج الكهرباء من الطاقة المتجددة بأغلب فروعها، بداية من مشروعات الطاقة الشمسية على نطاق المرافق وطاقة الرياح البرية والبحرية، وحتى ومشروعات الطاقة الشمسية المركّزة والطاقة الحيوية، والطاقة الحرارية الأرضية.

طاقة الرياح البرية الأكثر انخفاضًا عام 2022

أظهرت بيانات التقرير انخفاض المتوسط المرجّح لسعر الكهرباء المولدة من مشروعات طاقة الرياح البرية بنسبة 5% من 0.035 دولارًا لكل كيلوواط/ساعة عام 2021، إلى 0.033 دولارًا لكل كيلوواط/ساعة عام 2022.

بينما ارتفع متوسط تكلفة إنتاج الكهرباء من طاقة الرياح البحرية بنسبة 2%، على أساس سنوي، لتصعد من 0.079 دولارًا لكل كيلوواط/ساعة عام 2021، إلى 0.081 دولارًا العام الماضي.

على الجانب الآخر، انخفض متوسط تكلفة إنتاج الكهرباء من مشروعات الطاقة الشمسية على نطاق المرافق بنسبة 3% على أساس سنوي، ليصل إلى 0.049 دولارًا لكل كيلوواط/ساعة في عام 2022.

وكانت الصين المحرك الرئيس لانخفاض متوسط تكلفة إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح البرية عالميًا خلال عام 2022، بينما شهدت الأسواق الأخرى تباينًا في النتائج المرصودة مع زيادة التكاليف في عدد من الأسواق الرئيسة، وفقًا لنتائج رصدتها وحدة أبحاث الطاقة من تقرير "آيرينا".

أسعار الوقود الأحفوري السبب الرئيس

رغم انخفاض تكلفة إنتاج الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة وزيادة قدرتها التنافسية خلال العامين الماضيين، فإن السبب الرئيس في ذلك ما زال منسوبًا إلى ارتفاع أسعار الوقود الأحفوري بصورة حادة خلال هذه المدة من التعافي الاقتصادي من جائحة كورونا، وتبعه الغزو الروسي لأوكرانيا.

ويرى التقرير أن المدة بين عامي 2021 و2022 شهدت واحدًا من أكبر التحسينات في القدرة التنافسية للطاقة المتجددة خلال العقدين الماضيين، بسبب ارتفاع أسعار الوقود الأحفوري.

وارتفعت أسعار النفط والغاز والفحم خلال العام الماضي بمعدلات قياسية غير مسبوقة بسبب الحرب الأوكرانية، لكنها سرعان ما بدأت في الانخفاض السريع منذ مطلع عام 2023 وحتى الآن؛ ما قد يهدد القدرة التنافسية لإنتاج الكهرباء من الطاقة المتجددة مجددًا.

وأسهمت أسعار الوقود الأحفوري المرتفعة في ارتفاع أسعار الكهرباء المولدة عبر حرق الغاز أو الفحم بصورة قياسية خلال العام الماضي، ما مثَّل فرصة لمصادر الطاقة المتجددة المعتمدة على مصادر مجانية في التوليد، رغم ارتفاع تكاليف المواد و المعدّات.

مقارنة تكاليف الطاقة

تعتقد وكالة آيرينا أن مصادر الطاقة المتجددة صارت أكثر جدوى من الوقود الأحفوري من الناحية الاقتصادية، إلى جانب الفوائد البيئية والمناخية، حتى دون دعم مالي، رغم النتائج المتفاوتة التي رصدتها على مستوى المناطق وتأثّرها بأسعار الوقود الأحفوري الاستثنائية خلال العام الماضي.

ويشير رصد الوكالة إلى أن تكلفة إنتاج الكهرباء المتجددة شهدت تحولات قياسية مقارنة بعام 2010، عندما كان يُنظر إليها بوصفها مشروعات ذات تكاليف باهظة مقارنة بتكلفة التوليد عبر مصادر الوقود الأحفوري المألوفة منذ عقود، إلّا أن الاستثمارات المتزايدة أدّت دورًا كبيرًا في خفض التكلفة.

ويوضح الرسم التالي -أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- طفرة الاستثمارات العالمية في الطاقة المتجددة منذ عام 2004 حتى عام 2022:

طفرة الاستثمارات العالمية في الطاقة المتجددة منذ عام 2004 وحتى عام 2022

وكان متوسط تكلفة إنتاج الكهرباء من طاقة الرياح البرية في عام 2010 أعلى بنسبة 95% من أقلّ تكلفة لحرق الوقود الأحفوري في أيّ منطقة حول العالم.

وفي عام 2022، تحوَّل المتوسط العالمي المرجّح لتكلفة التوليد من الرياح البرية بصورة قياسية، ليصبح أقلّ بنسبة 52% من أرخص الخيارات التي تعمل بحرق الوقود الأحفوري.

كما يظهر هذا التحول بوضوح في حالة الطاقة الشمسية التي كانت تكلفتها تزيد مقارنة بالوقود الأحفوري بنسبة 710% في عام 2010، ثم أصبحت أقلّ بنسبة 29% في عام 2022.

انتقادات مقارنة التكاليف

بصفة عامة، تواجه عمليات مقارنة تكاليف الطاقة المتجددة والوقود الأحفوري انتقادات عديدة من خبراء الطاقة لضعف تكافؤ الفرص بين القطاعين؛ ما يجعل المقارنة الحرة بينهما غير ممكنة.

وعادةً ما تُغفل التحليلات السائدة المعاملة التفضيلية التي تحظى بها مصادر الطاقة المتجددة -سواء في الإعفاءات الضريبية والجمركية أو في اتفاقيات الشراء طويلة الأجل المدعومة من الحكومات- لصالح مطوري المشروعات النظيفة.

كما تُغفل، في المقابل، الضرائب الباهظة والاستثنائية المفروضة على شركات الوقود الأحفوري، والتي تنقلها بصورة أو بأخرى للمستهلكين النهائيين؛ ما يؤدي إلى زيادات كبيرة في أسعار الكهرباء والوقود نتيجة لذلك.

ويمكن لهذه العوامل أن تؤثّر في النتائج، إذا حُوِّلَت إلى تكاليف تقديرية قبل المقارنة بين تكلفة إنتاج الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة والوقود الأحفوري.

وتشير هذه العوامل المهمّشة في المقارنات السائدة إلى اختلالات منهجية في عمليات حساب التكاليف بين مصادر الطاقة المتجددة والأحفورية، بحسب خبير أسواق الطاقة الدكتور أنس الحجي، الذي خصص حلقة من برنامج "أنسيات الطاقة" لتفنيد التحليلات السائدة في القطاعين.

خريطة التكلفة في القطاعات خلال 12 عامًا

انخفض المتوسط المرجّح لتكلفة إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية الموزعة بنسبة 89% خلال الـ12 عامًا الماضية من 0.445 دولارًا لكل كيلوواط/ساعة عام 2010، إلى 0.049 دولارًا لكل كيلوواط/ساعة عام 2022.

كما تراجع متوسط تكلفة إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية المركزة بنسبة 69% خلال المدة نفسها من 0.38 دولار لكل كيلوواط/ساعة عام 2010، إلى 0.118 دولارًا عام 2022.

ويوضح الرسم التالي -أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- حصة الطاقة المتجددة من استهلاك الكهرباء عالميًا خلال 10 أعوام:

جدول يوضح حصة الطاقة المتجددة من الاستهلاك العالمي

وانخفض المتوسط المرجّح لتكلفة إنتاج الكهرباء من طاقة الرياح البرية بنسبة 69% من 0.107 دولارًا عام 2010، إلى 0.033 دولارًا لكل كيلوواط/ساعة عام 2022.

وكذلك تراجع المتوسط بالنسبة لطاقة الرياح البحرية بنسبة 59% من 0.197 دولارًا لكل كيلوواط/ساعة عام 2010، إلى 0.081 دولارًا لكل كيلوواط/ساعة العام الماضي.

ارتفاع تكلفة الطاقة الحرارية والكهرومائية

شهدت تكلفة إنتاج الكهرباء من الطاقة الحرارية الأرضية زيادة بنسبة 6% خلال الـ12 عامًا الماضية لترتفع من 0.053 دولارًا عام 2010، إلى 0.056 دولارًا لكل كيلوواط/ساعة في عام 2022.

وتشير نتائج الطاقة الحرارية الأرضية إلى ضعف الاستثمار فيها بصورة ملحوظة مقارنة بمصادر الطاقة الشمسية وطاقة الرياح التي حظيت بالاهتمام الأكبر على مدار الـ12 عامًا الماضية، بحسب البيانات المقارنة التي رصدتها وحدة أبحاث الطاقة من تقرير وكالة "آيرينا".

كما شهدت تكلفة إنتاج الكهرباء من الطاقة الكهرومائية زيادة كبيرة بلغت 47% خلال المدة المشار إليها، لترتفع من 0.042 دولارًا لكل كيلوواط/ساعة عام 2010، إلى 0.061 دولارًا لكل كيلوواط/ساعة في عام 2022.

أمّا الطاقة الحيوية، فقد انخفضت تكلفة إنتاج الكهرباء منها بنسبة 25% من 0.082 دولارًا لكل كيلوواط/ساعة عام 2010، إلى 0.061 دولارًا لكل كيلوواط/ساعة في عام 2022.

وتشير البيانات الكلّية في تقرير "آيرينا " إلى أن مصادر الطاقة المتجددة المنتشرة في العالم منذ عام 2000 وحتى 2022، نجحت بخفض تكاليف الوقود في قطاع الكهرباء بقيمة 521 مليار دولار خلال العام الماضي.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. الخصخصة سياسات تدمير الوطن الذي مرر حياة العباد (الأجهزة الرقابية درع الاهمال وسيف الفاسدين)
    كل الذين يحبون أوطانهم مفروض ألا يأكلوا ألسنتهم إن كانوا فعلا محبين، منتمين، يوجعهم ألم الوطن، ويحزنهم خسرانه، ولا يغيب علينا أن الاشارة إلى الخطأ هي خير وسيلة لعلاجه، وان الاعتراف بالخطأ هو خير وسيلة لاصلاحه، وان الخطأ الفادح المستدام هو أكلشيه (كله تمام) التي نسمعها من المسئولين في قطاعات الكهرباء المختلفة في مصر،كلما أطلوا علينا طلتهم البهية في التلفزيون، لا يهمهم الوطن، الاهم ما يصل النافذين من خيرات في وظائفهم ومناصبهم، ولم يكتف المتربحون من عقود وقد انتفخت أرصدتهم، الى الآن ينهبون، يكشف عن ذلك ما نتابعه في الصحف من (بلاوي) النهب التي لم يسلم منها كبراء، ووجهاء، ووزراء، ومسؤولون، أصر كل منهم على تقاسم كعكة الوطن دون ترك حتى الفتات، حتى أفقروا الوطن، وضيعوه! فما حدث في فضيحة رشاوي ألستوم بكهرباء مصر ليس ببعيد وقد اشارنا إليها مرارا وتكرارا لان جميع من المتورطين في رشاوي ألستوم بكهرباء مصر لم يتم تقديمهم الي المحاكمة أو حتي وعزلهم من مناصبهم واستبدالهم بوطنيين بعد مرور 10 سنوات علي إدانة ألستوم دوليا..السؤال، كيف التصدي لفاسدين شفطوا خيرات الوطن الطيب بالسلطة ونفوذها بينما تعيش الأكثرية على حافة الحياة ليس معها إلا أوجاع فاقتها، وفقرها؟ كيف يتنفس الوطن المتعب وبعض الحرامية ما زالوا على كراسيهم الهزازة، يختبئون ببجاحة خلف شعارات الشرف الذي هو منهم براء؟ والى متى سيظل الناس يسمعون مسؤولا يقول في مؤتمره (لا يوجد لدينا فساد وسأضرب بيد من حديد على أيدي الفاسدين) ثم بعد أيام تظهر فضائح وملفات فساد عديدة هم متورطين بها، الى متى يعيش الناس الصدمة بين الأقوال والأفعال؟ من يريد وطنا متعافيا فليقل كيف السبيل لبلوغ المراد، وقطع يد الفساد التي مررت حياة العباد!
    الى متى يرتكب كثيرون إثما لا يعاقب عليه القانون بطريقة (الفهلوة) وعمل ما لا نتقن، وادعاء العلم فيما لا نفهم، والاستهتار، والاستسهال، واللامبالاة حتى يعم الخراب؟ الى متى يوضع الرجل غير المناسب بالواسطة، والمحسوبية، والفلوس مكان رجل مناسب يحوذ كل مؤهلات المنصب ولا يعين فيه؟ الى متى يوكل الامر لمن يفتقد الرؤية، والخطة، والقرار مجاملة لفلان أو علان بينما هناك عقول تستطيع الابتكار، والانجاز بفهم ووعي؟ من أراد وطنا متكافئا فليعدل الموازين.
    فقد اثار تقرير نشرته وكالة بلومبيرغ يكشف نية شركتين أجنبيتين شراء محطة كهرباء بني سويف - إحدى أكبر محطات الكهرباء في مصر - جدلاً واسعاً بين رواد منصات التواصل الاجتماعي، وبحسب وكالة بلومبيرغ، فإن شركتي "أكتيس Actis" البريطانية و"إدرا باور هولدنقز - Edra Power Holdings" الماليزية، أبديتا اهتماماً متجدداً بشراء محطة كهرباء "سيمنز" في بني سويف، في صفقة قد تبلغ قيمتها حوالي ملياري دولار.
    وتقدمت الشركتان عام 2019 بصفقة لشراء الملكية الكاملة وتشغيل المنشأة التي تقع في بني سويف جنوبي العاصمة القاهرة، لكنها لم تتحق حينها، وأنشأت الحكومة المصرية محطة بني سويف "سيمينز" عام 2018 بتكلفة مليارين و500 ألف يورو، ويبلغ إجمالي القدرة الكهربائية للمحطة نحو 4800 ميجاوات، غياب التعليق الرسمي لم يصدر أي تعليق من الحكومة المصرية حول الأنباء المتداولة بشأن طرح محطة كهرباء بني سويف للبيع أو أن الشركتين تقدّمتا بشكل رسمي لشراء المحطة، ونتساءل عن الجدوى من بيع محطة بني سويف، موضحاً: "إحنا من بلد، الحكومة فيها تريد بناء محطة كهرباء تعتمد على الرياح بتكلفة تصل 5 مليارات دولار، في وقت بتبيع فيه أكبر محطة كهرباء في مصر في مدينة بني سويف بثلث ثمنها"، ومحطة بني سويف تقع على بعد 110 كيلومترات جنوبي العاصمة القاهرة، بالقرب من قرية غياضة الشرقية التابعة لمركز ببا جنوب محافظة بني سويف، استغرق إنشاؤها 3 سنوات من عام 2015 إلى 2018، وافتتحها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، تطل مباشرة من الجانب الغربي لها على نهر النيل، وتقع على مساحة 500 ألف متر مربع، تتكون المحطة من 12 توربينة، منها 8 توربينات من النوع الغازي و4 توربينات من النوع البخاري، وتبلغ قدرة التوربينة الواحدة 400 ميجاوات.
    في حين خاطبت الحكومة المصرية البنوك الألمانية المقرضة لمحطات كهرباء سيمنز للحصول على الموافقات اللازمة لطرح حصص من المحطات الثلاث البالغة قدرتها 14.4 جيجاوات أمام المستثمرين، وفق ما نقله موقع اقتصاد الشرق عن ثلاثة مسؤولين حكوميين لم يسمهم. أدرجت الحكومة محطة توليد الكهرباء التي أنشأتها شركة سيمنز في بني سويف ضمن برنامج الطروحات الحكومية في وقت سابق من العام، لكن بموجب عقود التمويل التي وقعتها الحكومة مع البنوك، لا يمكن إتمام البيع دون الحصول على موافقة الجهات المحمولة... بالتأكيد سيقولون ان البيع سيكون لصالح مصر وسيضاعف الاستثمار ونحن نذكركم بما حدث في صفقة بيع شركة النصر للغلايات(المراجل البخارية) هي إحدى الصفقات الصارخة التي تحوي كم هائل من الفساد وهي عنوان صارخ علي التفريط في شركة تنتج انتاجا حيويا فهي الشركة التي أنشئت لإنتاج أوعية الضغط من طن واحد الي 12طنا، وبسعات تصل الي 1300طن بخار في الساعة ومراجل توليد كهرباء واوعية غازات سائلة ووحدات تنقية مياه الشرب وتحلية مياه البحر، فالشركة أنشئت لتزويد المستشفيات والمصانع محطات الطاقة النووية بالمراجل والأوعية،وكانت الشركة تتبع الشركة القابضة للصناعات الهندسية، وعلي الرغم ان شركة كانت تحقق ارباحا منذ انشائها 1991م،إلا أن إدارتها ومن تعاون معها كانو مستهدفين في النهايه لبيعها، فمن غير المعقول واللامعقول واللا منطقي ان تتم عمليات توسع استثمارية لشركة مقرر بيعها الا لهدف اغراقها في الديون حتي تظهر ان تخسر، ولابد ان نتذكر ايضا حوادث انفجارات الغلايات قبل خصخصة الشركة بشهور وقيل وقتها ان الانفجارات حدثت بسبب عيوب في التصنيع؟ اليس هذا السبب مثير للتساؤل والاهتمام كيف لشركة انتجت انتاجا جمال وطابق للمواصفات ولعشرات السنين ان تنتج فجأة وقبل البيع بعدة شهور انتاجا غير مطابق للمواصفات الا اذا كان هناك اهمال متعمد في مراحل الإنتاج المختلفة في منتج بهذه الأهمية الخطورة ولا يحتمل الخطأ أو أو عبثا مهما كان طفيفا، ولم تقف المؤامرة الموجعه علي بيع ماكينات المصنع خرده، بل هناك حلقة مغلقة احكمت علي الشركة وعلي حق مصر في جودها المهم فقد اسندت عملية التقييم الي بيت خبرة أمريكي وقدر الشركة بما يتراوح بين 16الي 24مليون دولار، وهو سعر يساوي اقل من ربع سعر الأرض المقامة عليها المصنع والتي كان يساوي وقتها 100 مليون دولار، وتم وقتها بيع الأصول الثابته بمبلغ 11 مليون دولار وبيع المخزون بمبلغ مليون دولار ليصبح ثمن الشركة كاملا 17 مليون دولار بيعت لصالح شركة أمريكية كندية، وتكتمل حلقة الفساد واهدار المال العام باعفاء الشركة الكندية الأميركية من الديون والضرائب المستحقة من شركة النصر الغلايات وبعد خصم هذه المستحقات من الثمن الإجمالي للشركة ليصبح المتبقي من ثمن الشركة 2.5مليون جنيه مصري اي اقل من ثمن شقة حديثة علي نيل القاهرة.... ولأن الفساد حلقات متواصلة بعد بيع الشركة تم إسناد عمليه انشاء محطة كهرباء الكريمات بقيمة 600مليون دولار الي شركة المراجل البخارية المصرية التي بيعت للشركة الأميركية الكندية، فهل هناك دليل أكثر من ذلك الفساد إهدار المال العام والتلاعب بمقدرات الشعب مستقبلهم، ومما يزيد امر الفساد وضوحا انه كانت هناك عروض من شركات إيطالية فرنسية ويابانية لكن المسؤلين اختاروا العرض الأسوأ، وأصبح إنتاج الغلايات العملاقة التي تعتمد عليها محطات إنتاج الكهرباء محطات الطاقة النووية في يد مالكها الأمريكي الكندي.
    ففى ظل الاستبداد يعتمد الفساد على قيادة سياسية هى التى تحمى أو تعاقب وأحيانا تمارس الحماية وأن قوة الفساد مستمدة من ضعف السياسيين حتى وإن بدوا مهيمنين على أذرع الإدارة والإعلام والأمن.
    وفي ختام كلامي نقول أن مكافحة الفساد فى مصر تتطلب وجود قوة لمحاسبة المخالفين لقرارات الدولة برلمان حقيقي وقوى يحاسب المفسدين فى مصر و الأحزاب المدنية التى يجب أن تقوم بملء الفراغ السياسي وتبعث الحيوية فى الجسد السياسي .
    حتى لا يستمر ثقب الفساد بالتوسع متخذاً طرقا وأساليب وأدوات عديدة لنهب موارد مصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق