طاقة متجددةتقارير الطاقة المتجددة

الطاقة الحرارية الأرضية في المملكة المتحدة تكفي لتدفئة المنازل لمدة 100 عام (تقرير)

نوار صبح

بعد أن وجد تقرير أعدّته جامعة دورهام البريطانية أن العديد من المناطق الغنية بالطاقة الحرارية الأرضية (الجوفية) تقع بالقرب من البلدان والمدن الأكثر احتياجًا للاستثمار، يُروج لشبكة من محطات الطاقة الحرارية الجوفية، كونها طريقة للمساعدة في تعزيز مصادر الطاقة المتجددة بالمملكة المتحدة.

ومن المحتمل أن تكون هذه المناطق جزءًا من خطة زيادة مصادر الطاقة المتجددة الغنية بـ3 أضعاف الطاقة غير المستغلة من الأرض في البلاد، وفقًا لدراسة أكاديمية بتكليف من الحكومة البريطانية، واطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

ووجد تقرير جامعة دورهام أن هذه المناطق تشمل "ردكار" و"كليفلاند" و"ميدلزبره" و"إيست ليندسي" و"هاتبول" و"نورثمبرلاند" و"باستلو"، التي تظهر جميعها في أعلى 10 مراتب من القائمة التي تستعملها الحكومة لتحديد مناطق السلطة المحلية التي تحتاج إلى تعزيز مصادر الطاقة.

وتشمل المناطق الأخرى المناسبة تمامًا لإنتاج الحرارة الأرضية والكهرباء، "نيوكاسل أبون تاين"، و"شمال شرق ديربيشاير"، و"إيست رايدنغ أوف يوركشاير"، و"نوتنغهام"، حسبما نشرته صحيفة الغارديان البريطانية (theguardian) في 2 يونيو/حزيران الجاري.

استغلال الطاقة الحرارية الأرضية

يتضمّن استغلال الطاقة الحرارية الأرضية حفر بئر إلى أعماق تتراوح بين ميلين و3 أميال (3.21 و4.82 كيلومترًا)، ليتدفق الماء البارد عند ضغوط منخفضة عبر الصخور الساخنة تحت سطح الأرض.

وتُعيد البئر الثانية الماء الدافئ إلى السطح، إذ يمكن الاستفادة منه في تدفئة المنازل والشركات أو توليد الكهرباء.

وقال عضو البرلمان البريطاني، المكلف بإعداد التقرير، كيران مولان، إن "التداخل القوي بين المناطق التي تحتاج إلى الاستثمار وأفضل مواقع الطاقة الحرارية الأرضية كان غير متوقع، ولكنه قد يوفّر سببًا آخر للحكومة للنظر مرة أخرى في دعم تكنولوجيا الطاقة المتجددة".

وأضاف أنه "على عكس طاقة الرياح أو الطاقة الشمسية، توفر هذه التقنية حملًا أساسيًا، فهي موجودة باستمرار".

وتابع مولان قائلًا: "إن خبرتنا في الحفر ببحر الشمال تعني أننا في وضع جيد للمضي قدمًا".

وتشمل الخطوات المبكرة للمملكة المتحدة في مجال الطاقة الحرارية الأرضية مشروعًا ببلدة سيهام في مقاطعة دورهام، حسب تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وسيستعمل المشروع المياه من أنفاق المناجم لتدفئة 1500 منزل جديد ومرتقب في مشروع عَدَن بمقاطعة كورنوول، الذي يولّد الحرارة لتدفئة غابات عدن المطيرة والمناطق الأحيائية المتوسطية، بالإضافة إلى المكاتب والمطابخ والدفيئات الزراعية.

ويوضح الرسم التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- عملية توليد الكهرباء من الطاقة الحرارية الأرضية:

عملية توليد الكهرباء من الطاقة الحرارية الأرضية

إمكانات المملكة المتحدة

من الناحية النظرية، تمتلك المملكة المتحدة ما يكفي من الطاقة الحرارية الأرضية المحصورة تحت الأرض لتدفئة كل المنازل لمدة 100 عام، حسبما نشرته صحيفة الغارديان البريطانية (theguardian) في 2 يونيو/حزيران الجاري.

حتى من خلال التقديرات المتحفظة التي تراعي الحدود التجارية واللوجستية الواقعية، يمكن أن تساعد الطاقة الحرارية الأرضية المملكة المتحدة على خفض وارداتها من الوقود الأحفوري والاعتماد فقط على بحر الشمال لتلبية احتياجاتها من الغاز.

وقال مولان: "يتعيّن علينا اللحاق بالركب، لأنه في جميع أنحاء أوروبا كان هناك تدخل حكومي أقوى بكثير لدعم صناعات الطاقة الحرارية الأرضية الوليدة في تلك البلدان".

وتُعدّ الطاقة الحرارية الأرضية العميقة وفيرة في أيسلندا بسبب طبيعتها الجيولوجية الفريدة، في حين البلدان في أوروبا الغربية تستعمل بصورة متزايدة الطاقة الحرارية الأرضية للمساعدة في إنتاج التدفئة الخضراء.

ويعتمد أكثر من 250 ألف منزل في باريس على التدفئة بالطاقة الحرارية الأرضية، وقد التزمت الحكومة الألمانية بإنفاق مليار يورو (1.08 مليار دولار) قبل عام 2035 لإنشاء 100 مشروع للطاقة الحرارية الأرضية.

وقال رئيس وزراء بريطانيا ريشي سوناك، إن التقرير سيساعد الحكومة على تحديد ما إذا كان هناك دور أكبر للطاقة الحرارية الأرضية العميقة في اقتصاد المملكة المتحدة.

وأوضح: "لقد أحرزنا تقدمًا سريعًا في التحول إلى الكهرباء المتجددة المحلية، وجعلنا أمن الطاقة أولوية رئيسة"، مشيرًا إلى أن "النجاح سيعتمد على استعمال كل ما لدينا من وسائل".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق