تقارير الطاقة المتجددةتقارير الكهرباءرئيسيةطاقة متجددةكهرباء

الطاقة الحرارية الأرضية فرصة تحتاج إلى تعاون أكبر لجني ثمارها

مع إمكان البناء على خبرات النفط والغاز

أحمد أيوب

طالب مهتمون بالطاقة الحرارية الأرضية بمنح هذه الصناعة فرصة أكبر، وتعزيز التعاون المشترك بين أصحاب المصلحة، مُعدّين أن ذلك يسهم في توسيع مزيج الطاقة العالمي.

وقال معنيّون بالصناعة، إن هذه الرؤية يمكن أن تتحقق بالاستفادة من الخبرات المتراكمة في صناعة النفط والغاز، إذ يسعون إلى جذب الاهتمام نحوها من قبل المستثمرين، على غرار ما حدث في استثمارات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وفقًا لما نقله موقع إنرجي فويس.

وأكدت مجموعة من المعنيين والمتخصصين أهمية التعاون المتبادل بين الجهات التي تطرح هذه المشروعات والشركات المنفذة؛ من أجل دفع مشروعات الطاقة الحرارية إلى آفاق أرحب تسمح بمزيد من التطور لهذه الصناعة، بحسب المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة.

تجدر الإشارة إلى أن أغلب محطات توليد الكهرباء من الطاقة الحرارية الأرضية تعمل بتقنية البخار الجاف أو البخار السريع، وتعدّ تقنية البخار السريع الأكثر شيوعًا في المحطات الحالية.

وتستعمل هذه التقنية سوائل حرارية ذات ضغط عالٍ ودرجة حرارة عالية لتوليد الكهرباء عن طريق تبخيرها عند ضغط منخفض، ثم فصل البخار عن السائل لتشغيل توربينات المولد الكهربائي.

فرصة ضائعة

يرى مدير تطوير الطاقة الحرارية الأرضية لدى شركة "إكسبرو" الأميركية لخدمات الطاقة، باتريك هانسن، أن هناك تاريخًا طويلًا من الحديث عن هذا المصدر المهم للطاقة، لكنه لا يُترجم إلى خطوات تنفيذية.

الطاقة الحرارية الأرضية
محطة طاقة حرارية - الصورة من NBC News

وقال: "رأينا أصداء متكررة لأهمية الطاقة النظيفة المتولدة من طاقة الشمس وطاقة الرياح وجماعات الضغط المؤيدة لمشروعاتها، وكذلك آليات تنفيذ هذه المشروعات من قبل صانعي القرار والحوافز المتعلقة بهذه النوعية من الاستثمار في الطاقة".

وأضاف أنه يجب استغلال هذه الفرصة الضائعة، فالطاقة الحرارية الجوفية لا تواجه تحديات الانقطاع وعدم الاستمرار، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، على الرغم من كونها مُكلفة للغاية، ويحتاج عائد الاستثمار بها إلى وقت أطول، لكن بمجرد الانتهاء من تشغيلها بنجاح فإنها تكون جاهزة للانطلاق والاعتماد عليها بشكل كبير.

ويتمثل التحدي الأهم بالنسبة لمشروعات الطاقة الحرارية الجوفية -بالنسبة لهانسن- في تأمين قدر كبير من الاهتمام بهذه النوعية من الطاقة، كما حدث تاريخيًا مع مصادر الطاقة الأخرى.

وفي هذا الإطار، أكد هانسن ضرورة جذب اهتمام العاملين في صناعة النفط والغاز، لما يمثّله ذلك من فرصة حقيقية، "فجذب انتباه منتجي الهيدروكربونات يوسّع فرص النجاح لهذه الصناعة، ويمنحنا مقعدًا أكبر على الطاولة، فالطاقة الحرارية الجوفية يمكنها المنافسة بشكل حقيقي"، حسب قوله.

خبرات النفط والغاز

تعتمد الطاقة الحرارية الأرضية بنسبة كبيرة على خبرات يمكن استعارتها من صناعة النفط والغاز، وينطبق ذلك على متطلبات عملية توليد وبيع الكهرباء.

وفي هذا الصدد، سلّط مدير تطوير الأعمال لدى مورد الكهرباء الأميركي "كرايتريون إنرجي بارتنرز"، نيك سيستاري، الضوء على طبيعة الخبرات والقدرات التي يمكن نقلها من صناعة الهيدروكربونات إلى صناعة الطاقة الحرارية الجوفية.

وقال سيستاري، الذي عمل على مدار حياته في مجال استخراج النفط والغاز: "هناك اختلافات في كيفية إنجاز المشروعات في كلتا الصناعتين، لكن الخبرات والمهارات تقريبًا متشابهة، ويمكن نقلها".

وفي هذا السياق، أوضح بارتريك هانسن أن هذه القواسم المشتركة بين الصناعتين هي التي دفعت شركة إكسبرو إلى تبنّي خطط للعمل في مجال الطاقة الحرارية الجوفية، مضيفًا أنه توجد حلول لدى خطوط الإنتاج الخاصة بالشركة، يمكن مباشرة -دون إدخال أيّة تعديلات- أن تُطبَّق وتضيف قيمة لصناعة الطاقة الحرارية.

التعاون لدعم الطاقة الحرارية

أكد المتحدثان أهمية التعاون من أجل دعم مشروعات الطاقة الحرارية الأرضية، إذ أوضح باتريك هانسن أن هناك تطورات جديدة "ستسمح بتطوير واستكشاف أنظمة الطاقة الحرارية الجوفية نظريًا في أيّ مكان".

وتختلف الطاقة الحرارية الأرضية عن مصادر الطاقة الأخرى بكونها توجد في أماكن إقليمية بعينها؛ منها، على سبيل المثال، منطقة حزام النار في آسيا والمحيط الهادئ.

وقال نيك سيستاري، إن العالم سيحتاج المزيد من الطاقة، وعلينا أن نجد هذه الطاقة بطريقة ما، لافتًا إلى أن الغاز يجب أن يختفي.

ويوضح التصميم التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- تقنية توليد الكهرباء عبر محطات الطاقة الحرارية الجوفية:

الطاقة الحرارية الأرضية

وأوضح أنه لدعم هذه الصناعة يجب أن يكون هناك تعاون مثمر، فالجهات التي تطرح هذه النوعية من المشروعات ترغب في شركة واحدة تقدّم حلولًا متكاملة لها، وهذا غير واقعي، إذ لا توجد شركة بمفردها يمكنها القيام بذلك بما في ذلك أعمال الاستكشاف أو الإسناد.

وقال، إنه لكي تستمر الصناعة في المضي قدمًا، يجب أن تكون الشركات مستعدة وقادرة على تقديم هذه العطاءات المتكاملة، مما يعني ضرورة التعاون، ثم التعاون.

وتابع: "يجب أن نكون قادرين على إجراء محادثة ودّية ومثمرة من أجل تحسين أوضاع الصناعة".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق