التقاريرتقارير الطاقة المتجددةتقارير دوريةرئيسيةروسيا وأوكرانياطاقة متجددةعاجلوحدة أبحاث الطاقة

سعة الطاقة الحرارية الأرضية للتدفئة في أوروبا قد ترتفع 58%

بحلول عام 2030

وحدة أبحاث الطاقة - أحمد شوقي

دفع الغزو الروسي لأوكرانيا أوروبا للاهتمام بالطاقة الحرارية الأرضية لأغراض التدفئة، في مواجهة نقص إمدادات الغاز وارتفاع أسعاره، بعد عقود من التجاهل لهذا المصدر المتجدد؛ بسبب عقبات الحفر وغيرها.

ومن المتوقع أن يتجاوز إجمالي السعة الحرارية الأرضية المركبة في أوروبا 6.2 غيغاواط في عام 2030، بزيادة 58% عن الإجمالي البالغ حاليًا 3.9 غيغاواط، حسب تقرير صادر عن شركة أبحاث الطاقة ريستاد إنرجي، أمس الثلاثاء (27 سبتمبر/أيلول 2022).

ويأتي ذلك عبر إنفاق 7.4 مليار دولار، إذ تتدافع الحكومات لإيجاد بديل ميسور التكلفة للتدفئة التي تعمل بالغاز الطبيعي، مع تداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا، حسب التقرير الذي اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.

وتُعدّ الطاقة الحرارية الأرضية مصدرًا متجددًا وموثوقًا، كما أن هذه الطاقة الحرارية الأرضية مختزنة في صخور بباطن الأرض، واعتمادًا على خصائصها، فإنها تستخدم لأغراض التدفئة وكذلك لتوليد الكهرباء.

الطاقة الحرارية الأرضية في أوروبا

تاريخيًا، كانت بعض الدول بقيادة أيسلندا وفرنسا والمجر تستحوذ على سعة الطاقة الحرارية الأرضية المركبة لأغراض التدفئة في أوروبا، لكن منذ عام 2010، انضم المزيد من البلدان مثل ألمانيا وهولندا بخطط لتعزيز نمو السعة حتى عام 2030.

وفي السنوات الـ10 الماضية، تضاعفت القدرة المركبة في ألمانيا من 200 ميغاواط في عام 2012 إلى 400 ميغاواط حاليًا، حسبما نقلت وحدة أبحاث الطاقة عن ريستاد إنرجي.

وبحلول عام 2030، من المقرر أن تتضاعف سعة الطاقة الحرارية الأرضية في ألمانيا لتصل إلى 850 ميغاواط؛ إذ تخطط برلين لإنفاق أكثر من 1.5 مليار دولار بنهاية هذا العقد، في سبيل تعزيز أمن الطاقة بعد انخفاض تدفقات الغاز الروسي.

ويوضح الإنفوغرافيك التالي خطة اقترحتها وكالة الطاقة الدولية لتقليل اعتماد أوروبا على الغاز الروسي، وفق ما أعدّته وحدة أبحاث الطاقة:

الغاز الروسي

بينما من المتوقع أن تكون هولندا هي الدولة الوحيدة التي ستركّب المزيد من السعة بين عامي 2022 و2030، لتصل لأكثر من 1 غيغاواط بحلول نهاية العقد، مع إنفاق 1.1 مليار دولار، لتحقيق ذلك.

وتهدف الدول الأوروبية الرائدة تاريخيًا، مثل أيسلندا وفرنسا والمجر، لتعزيز سعة الطاقة الحرارية الأرضية للتدفئة، ولكن بمعدل أبطأ، في حين تتأخر المملكة المتحدة في هذا الصدد؛ إذ تركّز على استخدام هذا المصدر المتجدد في توليد الكهرباء.

وتخطط المجر لإنشاء أكبر نظام تدفئة حراري في أوروبا خارج دولة أيسلندا، يشمل 27 مضخة و16 محطة طاقة و250 كيلومترًا من خطوط الأنابيب التي ستوفر الكهرباء لـ27 ألف وحدة منزلية في مدينة سيغيد، من أجل الاستغناء عن الغاز الروسي.

تحديات كبيرة أمام التدفئة بالطاقة الحرارية الأرضية

رغم هذه الخطط الطموحة، ما زالت تكاليف التطوير المرتفعة، مقارنة بمصادر الطاقة الأخرى والمخاطر المحيطة بالظروف الجوفية ومعدلات نجاح الحفر مصدر قلق كبير أمام نمو سعة الطاقة الحرارية الأرضية.

وتُعدّ شبكة التدفئة أهم عنصر في تكلفة مشروعات تدفئة المناطق بالطاقة الحرارية الأرضية، لكن في الواقع يقع بناء هذه الشبكات عادة على الحكومات المحلية، ما جعل تكلفة الحفر المحرك الرئيس لتكاليف المشروع أمام الشركات.

وتتراوح أعماق الآبار من بضع مئات إلى بضعة آلاف من الأمتار، اعتمادًا على درجات الحرارة الجوفية في موقع المشروع، ويبلغ متوسط ​​طول الحفر للمشروعات الأوروبية ألفي متر، لكنها تجاوزت 5 آلاف متر في بعض المشروعات، مثل المشروعات القائمة في المملكة المتحدة وفنلندا.

وتميل حصة تكلفة الحفر في إجمالي تكاليف مشروع التدفئة بوساطة الطاقة الحرارية الأرضية إلى الانخفاض، مع زيادة حجم المشروع، ولكن عمق البئر ومعدلات نجاح الحفر عاملان مهمان آخران.

ويعتمد نجاح الحفر إلى حدّ كبير على الموقع المحدد للبئر ونضج الصناعة في البلد موطن المشروع، فعلى سبيل المثال، تتجاوز معدلات النجاح في ألمانيا والمجر 90%، لكن المعدلات المماثلة في هولندا تنخفض إلى 70%.

وبافتراض أن عمر المنشأة يصل إلى 35 عامًا، فإن التكلفة المستوية للتدفئة بواسطة الطاقة الحرارية الأرضية -القيمة الصافية لتكلفة إنتاج وحدة واحدة من الطاقة الحرارية الأرضية على مدى عمر المنشأة- المرجحة حسب السعة في أوروبا، باستثناء أيسلندا- تبلغ 39 دولارًا لكل ميغاواط/ساعة، لكنها تختلف حسب الدولة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق