التقاريرتقارير دوريةتقارير منوعةسلايدر الرئيسيةمنوعاتوحدة أبحاث الطاقة

احتجاز الكربون وتخزينه.. أين يقف العالم من تحقيق السعة المطلوبة؟

حتى يمكن تحقيق الحياد الكربوني بحلول 2050

وحدة أبحاث الطاقة - أحمد شوقي

رغم التحذيرات من الاعتماد على احتجاز الكربون وتخزينه عنصرًا رئيسًا في مكافحة تغيّر المناخ، فإن هذه التقنية على الأقلّ ستؤدي دورًا مهمًا في القطاعات التي يصعب خفض انبعاثاتها، مثل الصناعات الثقيلة.

وحتى من أجل إنجاز هذا الدور فقط، فإن القدرة الحالية لتقنية التقاط الكربون وتخزينه عالميًا ما زالت تُشكّل جزءًا صغيرًا من المطلوب للاستفادة من إمكاناتها، بحسب تقرير حديث صادر عن منتدى الطاقة الدولي.

وارتفع عدد المشروعات المقترحة لاحتجاز الكربون وتخزينه لأكثر من 200 مشروع، العام الماضي (2021)، ما يعادل 3 أمثال المحطات قيد التشغيل حاليًا، بحسب ما نقلته وحدة أبحاث الطاقة عن تقرير لشركة أبحاث الطاقة، ريستاد إنرجي.

قدرة احتجاز الكربون وتخزينه

وفقًا لوكالة الطاقة الدولية، فإن تلبية هدف الحياد الكربوني بحلول منتصف القرن الحالي (2050) تعني ضرورة زيادة سعة احتجاز الكربون وتخزينه إلى 1.7 مليار طن بحلول عام 2030.

ومن هذا الإجمالي، يجب زيادة السعة إلى 1.150 مليار طن سنويًا من أجل تحول الوقود في قطاعي الصناعة والكهرباء (أو ما يعادل 379 مليون طن في قطاع الصناعة وحده و775 مليون طن في قطاع الكهرباء)، مقارنة مع 40 مليون طن فقط في الوقت الحالي، بحسب منتدى الطاقة الدولي.

وعلى الرغم من أن العالم بعيدًا عن الوصول للسعة المطلوبة، فإن المشروعات المقترحة لالتقاط الكربون ما زالت أقلّ بكثير مما هو مطلوب لتحقيق أهداف المناخ.

ليس هذا فحسب، بل توضح دراسة لمعهد اقتصاديات الطاقة والتحليل المالي أن أكثر من 70% من مشروعات احتجاز الكربون عالميًا تُستخدم لتحسين استخراج النفط، ما قد ينطوي على ذلك إطلاق المزيد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.

ويوضح الإنفوغرافيك التالي، الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة، عدد مشروعات احتجاز الكربون وتخزينه عالميًا في أول 9 أشهر من عام 2021.

مشروعات احتجاز الكربون وتخزينه في العالم

مشروعات احتجاز الكربون وتخزينه

في عام 2021، كان هناك 27 منشأة تعمل بكامل طاقتها في مجال التقاط وتخزين الكربون، مع استحواذ أميركا على ما يقرب من النصف، بحسب التقرير الذي اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.

ومن أكبر هذه المنشآت مصنع معالجة الغاز شوت كريك (Shute Creek) في الولايات المتحدة، مع طاقة تخزينية 7 ملايين طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا.

ورغم قلة عدد المنشآت العاملة حاليًا، فإن الارتفاع غير مسبوق في استثمارات احتجاز الكربون وتخزينه يدعو للتفاؤل مع إعلان خطط لبناء أكثر من 100 منشأة جديدة عام 2021.

ووفقًا لتقديرات المعهد العالمي لاحتجاز الكربون وتخزينه، وصلت قدرة المشروعات قيد التطوير إلى 111 مليون طن سنويًا في سبتمبر/أيلول 2021، بزيادة قدرها 48% على أساس سنوي.

وبلغت سعة المشروعات المخططة لالتقاط الكربون وتخزينه 905 ملايين طن سنويًا بنهاية الربع الثاني من العام الجاري، حسب شركة الأبحاث وود ماكنزي.

بينما تشير تقديرات منتدى الطاقة الدولي إلى ضرورة أن تصل سعة التقاط الكربون وتخزينه إلى 5.6 مليار طن سنويًا بحلول عام 2050، من أجل تحقيق أهداف اتفاقية باريس للمناخ.

ويستعرض الإنفوغرافيك التالي أبرز 3 منشآت لالتقاط الكربون واستخدامه في المنطقة العربية.

التقاط الكربون - المنطقة العربية

تحدي التريليون دولار

في إطار مواجهة التحديات، يرى المعهد العالمي لاحتجاز الكربون وتخزينه أن التعاون والمشاركة بين مصدّري الانبعاثات، الذين يشتركون في البنية التحتية للنقل والتخزين، يمكن أن يقلل التكلفة ويشجع الكيانات الأصغر على المشاركة لخفض الانبعاثات.

وفي الوقت نفسه، تستكشف المشروعات التجريبية مناهج أخرى في السعي لتحقيق الجدوى التجارية من التقاط الكربون، كما هي الحال في محطة دراكس في شمال يوركشاير بإنجلترا، التي تعمل على توليد الكهرباء من الكتلة الحيوية مع استخدام تقنية التقاط الكربون وتخزينه.

ويقدّر المعهد العالمي لاحتجاز الكربون وتخزينه أن زيادة قدرة التقاط الكربون تحتاج إلى استثمارات تتراوح بين 0.665 و1.280 تريليون دولار بحلول 2050، من أجل تحقيق الأهداف المناخية.

وسيتطلب تحقيق هذا الاستثمار حوافز قوية من قبل الحكومات، التي يجب أن تعمل على ضمان مصدر دخل موثوق لمشروعات التقاط الكربون مع تفويض الهيئات المالية المتخصصة لتوفير بديل لنموذج تمويل الشركات التقليدي.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق