التقاريرتقارير دوريةتقارير منوعةرئيسيةعاجلمنوعاتوحدة أبحاث الطاقة

احتجاز الكربون وتخزينه قد يصبح عقبة أمام مكافحة تغير المناخ (تقرير)

وحدة أبحاث الطاقة - أحمد شوقي

تمثّل تقنية احتجاز الكربون وتخزينه أحد الحلول لخفض الانبعاثات، لكن الاعتماد المفرط عليها في مكافحة تغيّر المناخ يمكن أن يجعلها عقبة أمام الحياد الكربوني.

وتُستخدم أكثر من 70% من مشروعات التقاط الكربون عالميًا لتحسين استخراج النفط، ما يؤدي إلى المزيد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.

ويرى تقرير حديث صادر عن معهد اقتصاديات الطاقة والتحليل المالي أن عدد مشروعات احتجاز الكربون ذات الأداء الضعيف يفوق نظيرتها الناجحة على مستوى العالم، وبفارق كبير للغاية.

ومن هذا المنطلق، يوضح التقرير، الذي اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة، مدى جدوى مشروعات التقاط الكربون عالميًا في خفض الانبعاثات الضارة بالبيئة.

جدوى مشروعات احتجاز الكربون

وفق دراسة أجراها معهد اقتصاديات الطاقة لنحو 13 مشروعًا لاحتجاز الكربون، ما يمثّل 55% من إجمالي القدرة التشغيلية الحالية في العالم، فإن هناك حاجة ضرورية لتطوير التكنولوجيا والإطار التنظيمي.

وكان أداء 7 مشروعات من إجمالي الـ13 مشروعًا دون المستوى، وأظهر مشروعان فقط في قطاع معالجة الغاز في النرويج ما يمكن تسميته بالنجاح، وهو ما يرجع غالبًا إلى البيئة التنظيمية الفريدة في البلاد لشركات النفط والغاز.

ووجدت الدراسة أن مشروع شوت كريك (Shute Creek) لاحتجاز الكربون في الولايات المتحدة يعمل بأقلّ من قدرته بنحو 36% خلال مدّة تشغيله، كما كان مشروعا سد باونداري في كندا وغورغون قبالة سواحل أستراليا الغربية أقلّ بنحو 50% من قدرتهما على التقاط الكربون خلال أول 5 سنوات من التشغيل.

وعلى صعيد القطاعات، وجد معهد اقتصاديات الطاقة أن قطاع الكهرباء شهد أسوأ النتائج، مع عدم نجاح أيّ مشروع لالتقاط الكربون في هذا القطاع حتى الآن.

ومع تأكيد الدور المهم لتقنية احتجاز الكربون في القطاعات التي يصعب خفض الانبعاثات منها؛ مثل الأسمنت والأسمدة والصلب، فإن النتائج تشير إلى أداء ضعيف، بحسب التقرير الذي تابعت تفاصيله وحدة أبحاث الطاقة.

ويوضح الإنفوغرافيك التالي عدد مشروعات احتجاز الكربون وتخزينه عالميًا في أول 9 أشهر من عام 2021.

مشروعات احتجاز الكربون وتخزينه

التقاط الكربون ليس حلًا لأزمة المناخ

يعتمد العديد من الهيئات الدولية والحكومات الوطنية على احتجاز الكربون في قطاع الوقود الأحفوري للوصول إلى الحياد الكربوني، لكن يرى معهد اقتصاديات الطاقة أن هذه التقنية ليست حلًا لتحقيق الأهداف المناخية.

وترى وكالة الطاقة الدولية أن السعة السنوية لاحتجاز الكربون يجب أن تزيد إلى 1.6 مليار طن بحلول عام 2030، لتتماشى مع مسار الحياد الكربوني بحلول عام 2050.

وبلغت سعة المشروعات المخططة لالتقاط الكربون وتخزينه 905 ملايين طن سنويًا بنهاية الربع الثاني من العام الجاري (2022)، بحسب شركة الأبحاث وود ماكنزي.

وبحسب معهد اقتصاديات الطاقة، فإنه حتى في ظل الاستثمار الحكومي الهائل والسياسات التنظيمية المُشجعة، سيظلّ الوقود الأحفوري يطلق انبعاثات أكثر ما تلتقطه تقنية احتجار الكربون.

ويوضح التقرير أن غالبية الكربون المحتجز سيُستخدم في استخراج النفط، كما توضح الاتجاهات التاريخية، ما يعني زيادة الانبعاثات.

منشأة لاحتجاز الكربون وتخزينه
منشأة لاحتجاز الكربون وتخزينه - أرشيفية

وفضلًا عن ذلك، يُظهر التاريخ أن مشروعات التقاط الكربون وتخزينه تنطوي على مخاطر مالية وتكنولوجية كبيرة؛ إذ فشل ما يقرب من 90% من السعة المقترحة لهذه التقنية في قطاع الكهرباء خلال مرحلة التنفيذ، أو تعرضت للإغلاق مبكرًا.

ونتيجة لذلك، فإن هدف خفض الانبعاثات بنسبة 90% من خلال تقنية احتجاز الكربون بصفة عامة لا يمكن الوصول إليه من الناحية العملية.

كما أن العثور على مواقع تخزين مناسبة للكربون المحتجز يمثّل تحديًا كبيرًا، إذ يحتاج ثاني أكسيد الكربون المُخزن تحت الأرض إلى المراقبة لعدّة قرون؛ لضمان عدم عودته إلى الغلاف الجوي.

ما هو الحل؟

رغم أنه لا يجب الاعتماد على تقنية احتجاز الكربون وتخزينه بصفتها عنصرًا رئيسًا في خفض الانبعاثات، فإن هناك ضرورة لأخذها في الحسبان حال عدم وجود بدائل أخرى لتقليص الانبعاثات، عبر الإجراءات التالية:

أولًا، ضرورة تحديد مواقع تخزين آمنة للكربون المحتجز، ووضع خطة مراقبة طويلة المدى وآلية تعويض في حالة الفشل.

ثانيًا، منع استخدام مشروعات احتجاز الكربون وتخزينه بهدف تعزيز استخراج النفط، تجنبًا لزيادة الانبعاثات.

ثالثًا، يجب أن تكون شركات النفط والغاز الكبرى مسؤولة عن أيّ فشل أو تسرب، إلى جانب تكاليف مراقبة مشروعات احتجاز الكربون وتخزينه، وتحديدًا إذا حصلت على المساعدات والإعفاءات الضريبية.

رابعًا، يجب ألا تعتمد الحكومات على وجود تقنية التقاط الكربون لإعطاء الضوء الأخضر أو ​​إطالة عمر أيّ منشأة للوقود الأحفوري.

وفي النهاية، بينما يمكن إجراء المزيد من التطوير لاحتجاز الكربون وتخزينه في الصناعات التي يصعب فيها الحدّ من الانبعاثات مثل الأسمنت، بصفتها حلًا مؤقتًا لخفض الانبعاثات، فإن هذه التقنية ليست حلًا لمعالجة أزمة تغيّر المناخ.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق