تقارير الكهرباءتقارير الطاقة المتجددةرئيسيةطاقة متجددةكهرباء

رغم توافر الطاقة الكهرومائية.. أيسلندا تواجه عجزًا في توليد الكهرباء

أمل نبيل

على الرغم من مواردها الوفيرة من الطاقة الكهرومائية والطاقة الحرارية؛ واجهت أيسلندا عجزًا في توليد الكهرباء خلال موسم الشتاء، دفعتها للاعتماد على النفط في توفير الطاقة لبعض الصناعات المحلية وتدفئة المنازل.

وبسبب موقعها الجغرافي شمال المحيط الأطلسي، وبُعدها عن الساحل الإسكتلندي بنحو 850 كيلو مترًا (530 ميلًا)، تحتَّم على أيسلندا أن تكون مكتفية ذاتيًا في توليد الكهرباء.

وتتمتع أيسلندا بوفرة في مصادر الطاقة المتجددة، مكّنتها من تحقيق ثروات من صناعة صهر الألومنيوم -كثيفة الاستهلاك للطاقة- منذ نصف قرن، بعد قرون طويلة من الاعتماد على صيد الأسماك.

وتعدّ أيسلندا أكثر الدول الأوروبية إنتاجًا للكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة، بسبب مواردها الهائلة من الطاقة الحرارية، إذ تُنتَج 100% من كهرباء البلاد من مصادر متجددة.

وتتمتع أيسلندا بوفرة في الطاقة الكهرومائية والطاقة الحرارية، دفعتها للتفكير في تصدير الكهرباء للخارج.

وتسعى الدولة إلى خفض انبعاثات الكربون بنسبة 55% بحلول عام 2030، وتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2040.

أزمة في الكهرباء

خلال شتاء العام الجاري، وبسبب تزايد الطلب على الكهرباء من الصناعات كثيفة الاستهلاك ومعاناة البلاد من الجفاف المائي في فصل الصيف، اضطرت أيسلندا إلى تقليص استخدام الكهرباء في بعض الصناعات، من بينها مصانع مسحوق السمك ومحطات التدفئة في بعض المناطق النائية.

وعلى الرغم من تخفيف القيود على استهلاك الكهرباء، مع عودة هطول الأمطار في البلاد، تسعى أيسلندا إلى زيادة إنتاجها من الطاقة.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة الطاقة الوطنية الأيسلندية، هوردور أرنارسون: "إن الحاجة إلى زيادة سعة توليد الكهرباء أصبحت مُلحّة للغاية"، مضيفًا أن توليد 300 ميغاواط من الكهرباء يحتاج إلى 4 سنوات على الأقلّ، بحسب وكالة بلومبرغ الأميركية.

رغم توافر الطاقة الكهرومائية..أيسلندا تواجه عجزًا في توليد الكهرباء
محطة لتوليد الكهرباء في أيسلندا

وتبيع أيسلندا -أكبر منتِج للطاقة في العالم مقارنة بحجم سكانها- ما يقرب من 80% من الكهرباء المولدة في البلاد إلى الصناعات الثقيلة، وخاصة صناعة مصاهر الألومنيوم.

وخلال الشهور التي شهدت عجزًا في إنتاج الكهرباء بالبلاد، استمرت أيسلندا في توفير الكهرباء لمصاهر الألومنيوم، بسبب التزامها بعقود طويلة الأجل مع الشركات، في المقابل، اضطرت مصانع مسحوق السمك في شرق البلاد لتوليد الطاقة بالنفط، بسبب العجز في الكهرباءـ كما استُخدِم النفط في تدفئة بعض المنازل، الأمر الذي أثار غضب أنصار حماية البيئة.

إلغاء مشروعات خضراء

قالت المدير العامّ لجمعية لاند فيرند البيئية، أودور ماغنوسدوتير: "إنه ضرب من الجنون أن يضطر الناس إلى تدفئة منازلهم بالنفط، في حين يجري إمداد الشركات العالمية الكبرى بالكهرباء، الأمر الذي يوضح مدى الخلل في أولويات الحكومة الأيسلندية".

وأضافت أنه "لا يمكن أن نقبل الضغط من قبل ملوّثي البيئة للتضحية بالطبيعة الأيسلندية، في إشارة إلى خطط زيادة استخدام الأراضي بإنتاج الكهرباء، حتى من مصادر الطاقة المتجددة".

وقال المدير العامّ لاتحاد الصناعات الأيسلندية، سيغوردور هانيسون: إن "أزمة الطاقة تعني أيضًا ضياع الفرص لتنويع القطاعات الاقتصادية، إذ أُلغِيَت العديد من المشروعات الخضراء بسبب أزمة الكهرباء".

وأضاف أن إنتاج البطاريات والأغذية من الطحالب من بين الصناعات التي يمكن خلقها؛ حال تأمين إمدادات الكهرباء في الدولة الواقعة في شمال أوروبا.

وتعتمد أيسلندا على الطاقة الحرارية في توليد الكهرباء وتدفئة المنازل وحمامات السباحة، وزراعة الطعام في الصوبات، وإعادة تدوير البلاستيك، وإنتاج منتجات العناية بالبشرة.

وتُنتج الطاقة الحرارية 90% كهرباء التدفئة المركزية و30% من الكهرباء في أيسلندا، في حين تُنتَج النسبة المتبقية من الطاقة الكهرومائية، وتمتلك أيسلندا 6 محطات للطاقة الحرارية.

واتُّخِذَ القرار السياسي للتحول من الوقود الأحفوري إلى مصادر الطاقة المتجددة في توليد الكهرباء بأيسلندا، عندما واجهت البلاد أزمة في الوقود خلال سبعينات القرن الماضي.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق