أخبار السياراتالنشرة الاسبوعيةرئيسيةسيارات

السيارات الهجينة في أفريقيا.. المغرب ومصر بوابة لشركات التصنيع الأوروبية

مي مجدي

من كيب تاون إلى القاهرة، تسعى الحكومات والشركات لإيجاد نظام بيئي مواتٍ للسيارات الكهربائية والسيارات الهجينة في المنطقة.

فعلى الصعيد العالمي -خاصة أوروبا وأميركا- يبدو مستقبل السيارات الكهربائية واعدًا، أمّا مستقبل النقل الكهربائي في أفريقيا فيبدو حلمًا بعيد المنال.

فوفقًا لشركة "فيوتشر ماركت إنسايتس" لأبحاث السوق العالمية والاستشارات، من المتوقع أن تنمو سوق السيارات الهجينة التي تجمع بين المحركات الكهربائية ومحركات البنزين والديزل، بنسبة تزيد عن 20.4%، بحلول عام 2026.

وترى أن المركبات الكهربائية والسيارات الهجينة ضرورية لتحقيق الحياد المناخي، وتحسين ظروف المعيشة في المدن عن طريق خفض تلوث الهواء والضوضاء.

لكن امتلاك سيارة، خاصة في أغلب البلدان الأفريقية، ضئيل جدًا، ويوفر القطاع الخاص وغير الرسمي الأشكال الحالية للتنقل بين المدن والنقل العامّ، التي يتعذر الوصول إليها.

بالإضافة إلى ذلك، فإن أغلب السيارات الخاصة من البنزين والديزل مستعملة ومستوردة من أوروبا أو أميركا الشمالية.

ويأمل مصنّعو السيارات الكهربائية في أفريقيا اغتنام هذه الفرصة النادرة لإنتاج سيارات كهربائية وهجينة فاعلة من حيث التكلفة، والتي ستضع حجر الأساس لسوق السيارات الكهربائية في جميع أنحاء أفريقيا على المدى الطويل.

جنوب أفريقيا

على غرار التحول السريع نحو المركبات عديمة الانبعاثات على مستوى العالم، تسهم جنوب أفريقيا بدرجة كبيرة فيما يخصّ تصنيع المركبات الكهربائية.

سيارات تويوتا الكهربائية
سيارات تويوتا الكهربائية- الصورة من موقع مودرن فيوتشر تك

فعلى الرغم من المسعى المليء بالتحديات في ظل معاناة البلاد مع مشكلة نقص الكهرباء الحالية، هناك بارقة أمل تتمثل في تشجيع السياسات الحكومية الداعمة للمصنّعين المحليين على تلبية الطلب الإقليمي والعالمي.

كما تعطي حكومة جنوب أفريقيا الأولوية للانتقال إلى إنتاج السيارات الكهربائية بالكامل.

ففي عام 2021، أصدرت وزارة التجارة والصناعة مسودة لسياسيات تهدف إلى دفع البلاد لتتصدّر السباق العالمي في التحول إلى تكنولوجيا النقل الكهربائي، حسبما ذكر موقع "إي إس آي أفريكا".

وستوفر السياسات إطارًا اقتصاديًا وتنظيميًا موائمًا، فضلاً عن مناخ عمل مناسب، لتصبح جنوب أفريقيا رائدة عالميًا في صناعة المركبات الكهربائية.

كما تهدف إلى تحفيز إنشاء وتطوير منشآت التصنيع في البلاد؛ لدعم صناعة المركبات الجديدة ومكوناتها، إلى جانب مساعدة الدولة في الانتقال إلى استخدام تقنيات الوقود النظيف.

ولا يوجد لتوضيح تجربة نجاح جنوب أفريقيا أفضل من الحديث عن خط تصنيع السيارات الهجينة الجديد من شركة تويوتا اليابانية.

فقد افتتحت عملاق صناعة السيارات خط تويوتا كورولا كروس الهجينة في ديربان، ثالث أكبر المدن في جنوب أفريقيا، ومن المتوقع أن تقوم بشحن السيارة الهجينة إلى نحو 40 دولة أفريقية، وتدرّ عائدات بقيمة مليار دولار للبلاد.

بالإضافة إلى ذلك، وفّر خط التصنيع الجديد قرابة 100 ألف وظيفة صديقة للبيئة، وتخطط تويوتا لزيادة الإنتاج من السيارات الكهربائية في جنوب أفريقيا، إذا بدأت السياسات السابقة حيز التنفيذ.

شرق أفريقيا

يندرج شرق أفريقيا في صلب التحول الهائل الذي تشهده القارّة نحو النقل الكهربائي، إذ تتصدر كينيا ورواندا زمام المبادرة.

شحن السيارات الكهربائية بالطاقة الشمسية في كينيا
سيارات نوبيا رايد الكهربائية في كينيا

ووفقًا لجمعية التنقل الكهربائي والتنمية في أفريقيا (إيه إي إن دي إيه)، تشجع رواندا على النقل الكهربائي من خلال مجموعة من السياسات، تشمل خفض تعرفة الكهرباء المفروضة على المركبات الكهربائية، وعدم فرض ضريبة القيمة المضافة على قطع الغيار المستهلكة، إلى جانب الإعفاء من ضرائب التصدير والاستيراد، واستغلال الأراضي لتطوير محطات الشحن دون إيجار.

أمّا كينيا، فتشجع تبنّي السيارات الكهربائية، وحددت هدفًا لتصبح 5% من جميع السيارات المسجلة حديثًا كهربائية بحلول عام 2025، كما استثمر نحو 64% من المشاركين في السوق بالنقل الكهربائي المجمع محليًا.

وهناك توقعات تشير إلى ارتفاع الطلب على الدراجات الكهربائية ذات العجلتين وذات العجلات الـ3؛ لأنها أرخص مقارنةً بالمركبات ذات الـ4 عجلات.

ووفقًا لتحليل أبحاث فيوتشر ماركت إنسايتس، سينمو معدل النمو السنوي لمبيعات الدراجات النارية (السكوتر) الكهربائية العالمية بأكثر من 9% خلال العقد المقبل.

شمال أفريقيا

في شمال أفريقيا، برز المغرب ومصر كونهما بوابة لشركات تصنيع السيارات الكهربائية الأوروبية لتحقيق مزايا رائدة في سوق السيارات الكهربائية الأفريقية.

وفي عام 2021، أعلنت شركة صناعة السيارات الألمانية أوبل عن بدء تصنيع المركبات الكهربائية في القنيطرة بالمغرب.

وبوصفه بوابة إلى أفريقيا، سيوفر المغرب لمصنعي السيارات الكهربائية في أوروبا قاعدة صناعية قريبة، ومركزًا لتصدير المركبات الكهربائية بتكلفة منخفضة إلى منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، التي تشهد نموًا سريعًا.

وفي أكتوبر/تشرين الأول، بنى المغرب أول محطة شحن فائقة السرعة بأفريقيا في طنجة، إلى جانب 4 محطات بالقرب من منتجع في طنجة، كما عززت عملاق صناعة السيارات الكهربائية تيسلا وجودها في المغرب، من خلال 12 جهاز شحن فائق السرعة.

بالإضافة إلى ذلك، جذب الكوبالت المغربي اهتمامًا عالميًا، وبدأ المغرب تطوير أول مصنع لإنتاج الكوبالت المعاد تدويره في مراكش.

السيارات الكهربائية في المغرب

في حين تعمل مصر على إستراتيجيتها الوطنية لتصبح أكبر مصنع للسيارات الكهربائية في شمال أفريقيا، كما أنها تستعد لتصبح المركز الرئيس المقبل لتصنيع المركبات الكهربائية في المنطقة.

وخلال العام الماضي، عقدت وزارة قطاع الأعمال العامّ اجتماعات مع شركات عدّة للبحث عن بديل لشركة دونغ غينغ الصينية لإعادة تأهيل مصنع شركة "النصر" المملوكة للدولة، لبدء إنتاج المركبات الكهربائية وبناء 3 آلاف محطة شحن في جميع أنحاء الجمهورية.

وخلال الشهر الجاري، وقّعت شركة النصر عقد تقديم استشارات مع شركة "إف إي في" الألمانية لإدارة مشروع إنتاج السيارات الكهربائية.

تسخير المعوقات

يجب على مصنّعي السيارات الكهربائية في أفريقيا تسريع الانتقال لإنتاج السيارات الكهربائية؛ للبقاء في صدارة سوق تصدير السيارات وتفادي مشكلات البطالة في المصانع.

كما ينبغي تعاون المصنّعين المحليين مع الشركاء الأوروبيين لتعزيز إنتاج المركبات الكهربائية، والحصول على ميزة رائدة في سوق السيارات المتنامية في البلدان الأفريقية.

علاوة على ذلك، يستثمر المصنّعون المحليون في تطوير بطاريات السيارات الكهربائية وقطع الغيار؛ لتلبية الاحتياجات والظروف المحلية.

ويتطلعون إلى إنتاج السيارات الهجينة الموصولة بالكهرباء؛ كونها بديلاً مجديًا اقتصاديًا للمركبات التجارية الثقيلة التي تغطي مسافات طويلة.

وعلى الرغم من الإمكانات الهائلة للنقل الكهربائي في أفريقيا، فإن تبنّي المركبات الكهربائية سيكون تدريجيًا بسبب الافتقار إلى البنية التحتية اللازمة للشحن، والتكلفة العالية لحيازتها.

كما أن افتقار الوعي سيمثل أحد العوائق الرئيسة التي تعرقل اعتماد المركبات الكهربائية، إذ يعتقد الغالبية العظمى من المواطنين أنها باهظة التكلفة، وقيادتها معقدة، وتتطلب استخدامًا مفرطًا في الكهرباء لتشغيلها.

ولحلّ هذه المشكلات، تطلق الحكومات الإقليمية برامج لتوفير إمدادات مستقرة من الكهرباء وبنية تحتية للشحن.

كما تبذل الحكومات جهودًا مضنية للحدّ من القلق الذي يثني المستهلكين عن تبنّي السيارات الكهربائية.

بالإضافة إلى ذلك، يخطط كبار مصنّعي السيارات الكهربائية لبناء البنية التحتية اللازمة للمركبات الكهربائية؛ من خلال تحسين إمكان الحصول على الكهرباء وموثوقيتها.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق