تقارير النفطسلايدر الرئيسيةنفط

خبراء: السعودية ستمدد الخفض الطوعي لإنتاج النفط.. وتقليص حجمه في هذه الحالة

دينا قدري

تترقب أسواق النفط قرار المملكة العربية السعودية بشأن الخفض الطوعي لإنتاج النفط، سواء تمديده أو تغيير حجمه، مع تراجع أسعار النفط خلال شهر أغسطس/آب الجاري، وسط مخاوف من تراجع الطلب الصيني.

ومن المرجّح أن تمدّد المملكة خفضها الطوعي الإضافي لإنتاج النفط بمقدار مليون برميل يوميًا، إلى أكتوبر/تشرين الأول المقبل، ليصبح الشهر الرابع على التوالي الذي يشهد خفض الإنتاج.

فقد أعلنت المملكة تطبيق الخفض الطوعي الإضافي في يوليو/تموز الماضي، ثم مدّدته إلى شهري أغسطس/آب وسبتمبر/أيلول؛ مؤكدة أنها قد تمدد الخفض مجددًا، أو تزيد من حجمه وفق تغيرات السوق.

وأرجع الخبراء -في تصريحات إلى منصة الطاقة المتخصصة- توقعاتهم بشأن تمديد السعودية الخفض الطوعي لإنتاج النفط، إلى حالة عدم اليقين الحالية بشأن الإمدادات، ومع انتظار المملكة لخفض المخزونات العالمية بشكل أكبر.

تمديد الخفض الطوعي لإنتاج النفط السعودي

أوضح محلل السلع في بنك يو بي إس في سويسرا جيوفاني ستانوفو أنه من المرجّح أن تمدد السعودية الخفض الطوعي لإنتاج النفط.

وقال -في تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة المتخصصة-، إنه من المرجّح أن تقلل المملكة حجم خفض الإنتاج الطوعي فقط عندما تعتقد أن سوق النفط مستقرة بما يكفي لتبرير ذلك، أي عندما تكون مخزونات النفط العالمية أقلّ من الآن.

وأضاف ستانوفو: "عدم اليقين بشأن الاقتصادين الصيني والأوروبي، بالإضافة إلى تشديد قرارات بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، قد تكون عوامل أخرى تدعم التمديد".

ويوضح الجدول التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- توقعات الطلب على النفط في 2024:

توقعات الطلب على النفط في 2024

من جانبه، أشار كبير مستشاري السياسة الخارجية والجغرافيا السياسية للطاقة، أومود شوكري، إلى أن المملكة العربية السعودية ستمدد خفض الإنتاج بمقدار مليون برميل يوميًا حتى أكتوبر/تشرين الأول؛ بهدف تعزيز أسعار الطاقة.

وقال: "بدأ الخفض في يوليو/تموز، بشكل منفصل عن اتفاق أوبك+ لتمديد تخفيضات الإنتاج.. كان المحللون يتوقعون التمديد.. وقد تواصل السعودية الخفض الطوعي لشهر آخر".

وتابع: "لم تشر التقارير إلى تغيير حجم المليون برميل يوميًا.. ويشير التزام الحكومة السعودية باستقرار السوق إلى إمكان تمديد الخفض، أو زيادة حجمه، إذا لزم الأمر".

ورجّح محلل أسواق النفط بالشرق الأوسط في منصة آرغوس ميديا المتخصصة في الطاقة نادر إیتیّم -أيضًا- تمديد الخفض الطوعي لإنتاج النفط السعودي لشهر آخر، في تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة.

وقال: "أعتقد أن هناك فرصة بنسبة 75% لمواصلة الخفض بمقدار مليون برميل يوميًا كما هو في شهر أكتوبر/تشرين الأول على الأقلّ.. لكنني أرى أن هناك فرصة بنسبة 25% لتقليل حجم الخفض، ربما إلى 700 ألف برميل يوميًا، بهدف الإلغاء التدريجي للخفض بحلول نهاية العام".

عوامل أخرى لتمديد الخفض الطوعي لإنتاج النفط

في سياقٍ متصل، قال المحلل لدى شركة إنرجي أسبكتس الاستشارية، ريتشارد برونز: "نعتقد أن السعودية ستمدد الخفض بالكامل حتى أكتوبر/تشرين الأول على الأقلّ".

وأضاف أن "المملكة تتبنى نهجًا حذرًا بعد الضعف الذي شهدته أسواق النفط خلال النصف الأول من العام، وترغب في رؤية المخزونات العالمية تنخفض بشكل كبير قبل أن تبدأ في تقليص التخفيضات الطوعية الإضافية"، بتصريحات نقلتها وكالة رويترز، واطّلعت عليها منصة الطاقة.

وارتفعت أسعار خام برنت في يوليو/تموز 14% عن الشهر السابق، وهي أكبر زيادة شهرية منذ يناير/كانون الثاني 2022، وتتجه الأسعار في أغسطس/آب للانخفاض بنحو 3% عن الشهر السابق، في ظل المخاوف بشأن الطلب الصيني.

وقال تجّار ومحللون، إن الصين تعتمد -أيضًا- على المخزونات القياسية التي تراكمت في وقت سابق من العام الجاري (2023)، إذ دفع ارتفاع أسعار النفط شركات التكرير الصينية إلى تقليص المشتريات، وفق ما نقلته وكالة رويترز.

وشدد المحلل في شركة الوساطة "بي في إم أويل" جون إيفانز، والمحلل في المصرف الدنماركي "ساكسو بنك" أولي هانسن، على أن الاستئناف المحتمل لإنتاج النفط من إقليم كردستان العراق قد يدفع الرياض إلى حجب الإمدادات الإضافية عن السوق في الوقت الحالي.

فقد أجرى العراق وتركيا محادثات هذا الأسبوع لاستئناف صادرات بنحو 450 ألف برميل يوميًا من شمال العراق، كانت تركيا أوقفتها في أواخر مارس/آذار، لكن لم يُتوصَّل إلى اتفاق بعد.

وقال هانسن: "خفض الإنتاج أمر سهل، لكنّ إضافته مرة أخرى قصة مختلفة، خاصةً إذا لم تكن التوقعات الأساسية قوية بما يكفي لدعمه".

خفض إنتاج تحالف أوبك+

كان تحالف أوبك+ قد اتفق على تثبيت اتفاقية خفض إنتاج النفط في العام الجاري (2023)، مع تعديل شهر الأساس -الذي تُحسب من خلاله الحصص سواء بالخفض أو الزيادة- خلال عام 2024، باجتماعه الأخير في 4 يونيو/حزيران الماضي.

وأعلن التحالف -في بيان صحفي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة- تعديل إجمالي مستويات إنتاج إلى 40.46 مليون برميل يوميًا، بدءًا من 1 يناير/كانون الثاني حتى 31 ديسمبر/كانون الأول 2024.

بالإضافة إلى ذلك، أعلنت المملكة العربية السعودية و8 دول أخرى في أوبك+ أن خفضها الطوعي الإضافي الذي بدأت تنفيذه في مايو/أيار 2023، سيمتد حتى نهاية عام 2024، بدلًا من نهاية العام الجاري.

 

وفي بيانٍ منفصل، أعلنت المملكة تنفيذ خفض طوعي إضافي لإنتاج النفط، بمقدار مليون برميل يوميًا، بدءًا من شهر يوليو/تموز لمدّة شهر قابلة للتمديد، قبل أن يتم لاحقًا التمديد حتى سبتمبر/أيلول المقبل.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق