لمواجهة انقطاع الكهرباء في مصر.. أيهما أفضل: مولدات الديزل أم الطاقة الشمسية؟
داليا الهمشري
تمثّل تقنيات الطاقة الشمسية أفضل الحلول الفردية لمواجهة أزمة انقطاع الكهرباء في مصر، نظرًا إلى سهولة الحصول عليها والجدوى الاقتصادية لاستعمالها، بجانب دورها في مواجهة التغيرات المناخية.
ويشكّل انقطاع الكهرباء في مصر مشكلة كبرى للمواطنين، في ظل تراجع إنتاج الغاز ونقص عملة الدولار الأميركي اللازمة لاستيراد المازوت.
وأثبتت الأزمة التي تعانيها البلاد أن المشروعات القومية في قطاع الطاقة المتجددة لم تكن على المستوى المطلوب لمواكبة الأزمة، وتعويض العجز الناتج عن نقص الغاز.
أنواع المولدات
أدت مولدات توليد الكهرباء دورًا كبيرًا خلال العقود الماضية في توفيرها، ولا سيما في المناطق الصحراوية والبعيدة عن الشبكة، كما شاع استعمالها في المصانع والمشروعات التجارية حال انقطاع التيار الكهربائي.
ولكن هذه المولّدات أصبحت تشغل حيزًا أكبر من الاهتمام هذه الأيام في ظل أزمة انقطاع الكهرباء في مصر، التي دفعت المواطنين إلى الاستعانة بها على النطاق المنزلي والمشروعات التجارية الصغيرة.
وهناك عدة أنواع من المولدات هي:
مولدات الغاز الطبيعي: تعتمد على الغاز الطبيعي مصدرًا للوقود، وتتسم بسهولة الاستعمال، وتُعد أقل مولدات الوقود الأحفوري خطرًا على البيئة.
مولدات الديزل: تعمل بالديزل، وتتميّز بطول عمرها الافتراضي، وتستهلك كمية أقل من الوقود.
مولدات البنزين: تُعد من أكثر المولدات شيوعًا، لسهولة الحصول على البنزين، إلا أنها تسبب ضجيجًا عاليًا، كما أن عمرها الافتراضي أقل.
مولدات الطاقة الشمسية: تتكوّن من الألواح الشمسية والعاكس والبطارية وشاحن البطارية، وتعتمد على امتصاص الألواح للإشعاع الشمسي وتحويله إلى كهرباء تُخزن في البطاريات المُدمجة في المُولد.
الاستعمالات المنزلية
قال المتخصص في إحدى شركات الطاقة الشمسية المهندس عاطف جاب الله، إنه يمكن استعمال المولدات الشمسية لمواجهة أزمة انقطاع الكهرباء في مصر.
وأضاف جاب الله -خلال تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة المتخصصة- أنه يمكن الاستعانة بأحد أنواع المولدات الشمسية الصغيرة في الوحدات السكنية للاستعمالات المنزلية مثل تشغيل الإضاءة وشاشات التلفاز والمراوح وشحن أجهزة الحاسوب المحمول والهواتف الجوالة، شريطة ألا تتعدى الأحمال قدرة المحول البالغة 300 واط.
وأوضح أن المولّد يتكوّن من محول يمكن تشغيله مباشرة من ألواح الطاقة الشمسية أو من الكهرباء المُخزنة في البطارية، ويمكن تركيب بطارية أو بطاريتين على التوازي بقدرة 12 أمبيرًا.
ويمكن -بحسب جاب الله- استعمال هذا النوع من المولدات في الأماكن الصحراوية والبعيدة عن شبكة الكهرباء أو حال انقطاع التيار الكهربائي ورحلات الصيد والسفاري.
المواصفات
أوضح المتخصص في إحدى شركات الطاقة الشمسية المهندس عاطف جاب الله، أن المولدات الشمسية -التي عادًة ما تكون صينية الصنع- تحتوي على محول (إنفرتر) لتحويل التيار المستمر DC إلى تيار متردد AC، لتشغيل الأجهزة المنزلية التي تعمل بتيار 220 فولتًا.
كما يمكن شحن البطارية التي بداخله من خلال التيار الكهربائي AC أو من خلال الألواح الشمسية، حسبما ذكر جاب الله في تصريحاته إلى منصة الطاقة المتخصصة.
وأشار إلى أن المولد الشمسي يتكوّن من محول سعته 300 واط، يُركب عليه لوح شمسي بقدرة 100 واط، وبطارية 55 أمبيرًا، وتبلغ الكهرباء المتولدة عنها ما يتراوح ما بين 220 و240 فولتًا و50 هيرتز.
ويوجد بالجانب الخلفي للمحول مدخلان للألواح الشمسية: موجب وسالب، ومدخل للبطاريات بقدرة 12 دي سي DC، ومروحة خلفية، وعلى أحد الجانبين هناك مؤشر لحساب سعة شحن البطارية، وشاحن لها.
كما لفت جاب الله إلى وجود مداخل لشحن المصابيح وشواحن أجهزة الهواتف الجوالة وأجهزة الحاسب المحمولة، وزر للتشغيل والإيقاف بجانب زر آخر لشحن البطارية سواء من خلال الألواح الشمسية أو كهرباء الشبكة.
وحول أسعار مولدات الطاقة الشمسية، أفاد جاب الله بأنها تتراوح ما بين 3 آلاف و17 ألف جنيه مصري (97.09 و550.24 دولارًا أميركيًا)، مشيرًا إلى أن النوع المناسب للاستعمالات المنزلية بقدرة 300 واط يصل سعره إلى 4000 جنيه مصري (129.44 دولارًا أميركيًا).
(الدولار الأميركي = 30.90 جنيهًا مصريًا)
عيوب مولدات الديزل
سلط المهندس عاطف جاب الله الضوء على أن مولدات الطاقة الشمسية تتفوّق على مولدات الديزل على المدى الطويل، مشيرًا إلى أنه في البداية تكون تكلفة شراء مولدات الديزل منخفضة، إلا أنها ترتفع باستهلاك الوقود على مدار العمر التشغيلي.
وأبرز أن مولدات الديزل -كذلك- تتطلب صيانة دورية لتزييت بعض الأجزاء، وتبديل الأجزاء المتحركة، بجانب صعوبة نقل هذه المولدات لإجراء عمليات الصيانة.
وعلى الجانب البيئي، حذّر جاب الله من خطورة الانبعاثات الكربونية المُلوثة الصادرة عن تشغيل مولدات الديزل والمخلفات الناتجة عنها، بالإضافة إلى ما يترتب على تشغيلها من ضجيج وإزعاج.
إلا أنه نوه بكفاءة هذه المولدات؛ كونها تُنتج كمية ثابتة من الكهرباء طول عمرها الافتراضي الذي يتراوح ما بين 8 و10 أعوام.
وحول الجدوى الاقتصادية، أوضح جاب الله أن السعر لكل كيلوواط/ساعة يزيد بازدياد أسعار الوقود عالميًا، كما يُضاف إلى سعر الوقود تكلفة نقله إلى موقع المولدات التي تستغرق وقتًا طويلًا في بعض الأحيان.
وتبدأ أسعار مولدات الديزل من 6 آلاف جنيه مصري، وتتعدى 50 ألفًا في بعض الأحيان.
موضوعات متعلقة..
- كيف تحل مشكلة انقطاع الكهرباء في مصر بلوح شمسي واحد؟
- هل تسهم مكيفات الطاقة الشمسية بحل أزمة انقطاع الكهرباء في مصر؟
- انقطاع الكهرباء في مصر.. ما حقيقة مساهمات الطاقة المتجددة وهل فشلت؟
اقرأ أيضًا..
- عقد لزيادة إنتاج النفط والغاز في مصر من خلال بي بي
- سلطنة عمان توقع أول صفقة غاز مسال مع شركة ألمانية
- أكبر محطة طاقة شمسية في الأردن.. مشروع ضخم بتقنية مميزة (صور)
- أكبر الدول المستهلكة للنفط عالميًا.. السعودية في القائمة (إنفوغرافيك)
الأفضل محاكمة المتورطين حتي ترجع الحقوق الي الشعب
شركة ألستوم الفرنسية «مقبرة» محطات الكهرباء فى مصر.. شمال القاهرة توقفت عن العمل.. والنوبارية تحطمت ريش توربيناتها.. والكريمات خرجت من الخدمة بعد 17 يوما.. والتبين انفجرت بعد شهر
ثارت تساؤلات كثيرة حول دور وزارة الكهرباء فى السنوات القليلة الماضية فى أزمة الكهرباء التى تمر بها مصر من جهة إثارة الشكوك والاتهامات حول ضلوع عدد من أرفع مسؤوليها فى التورط فى تقاضى رشوة من شركة ألستوم الفرنسية للطاقة من أجل تأمين ترسية عقود تصميم وإنشاء وصيانة محطات طاقة وكهرباء فى مصر على هذه الشركة التى تعرضت كل مشروعاتها الكهربائية فى مصر لكوارث فنية خصمت من قدرة مصر على توليد الطاقة الكهربية.
وكانت وزارة العدل الأمريكية قد أعلنت عن فرض غرامة على الشركة بلغت 772 مليون دولار؛ لتسوية اتهامات برشاوى لمسؤولين محليين للفوز بعقود مشروعات فى عدة دول منها مصر ، وأقرت الشركة بذلك وقالت فى بيان لها «نحن نادمون بشدة» على ما حدث.
والمتتبع لنشاط الشركة التى تعمل فى مصر منذ 30 عاما يستطيع الوصول إلى نتيجة منطقية واضحة فى معظم أعمال الشركة وتعاونها مع وزارة الكهرباء والطاقة، فعدد كبير من محطات الكهرباء التى عملت بها ألستوم وقعت به مشكلات فنية خطيرة إما احتراق أو تدمير أو خروج عن العمل وهو ما يضع عددا من علامات الاستفهام المتعددة عن علاقة الشركة بالمسؤولين فى وزارة الكهرباء المصرية ومن يسهل لهم الحصول على تلك المشروعات ؟
عدد كبير من محطات توليد الكهرباء التى قامت شركة ألستوم، بتوريد توربيناتها التى تعانى من مشكلات فنية تدخل فى أساس التصميم، حسبما قالت مصادرنا فى وزارة الكهرباء، وأوضحت المصادر أن محطة شمال القاهرة، التى توقفت عن العمل بسبب حدوث اهتزازات شديدة فى المحطة أثناء التشغيل أدى إلى تحطيم «رومان بلى» الخاص بالتوربينة، وقدرت تكاليف إصلاحها بـ33 مليون جنيه، وكذلك محطة النوبارية، شهدت تحطيم ريشة التوربينة الخاصة بالضغط المنخفض نتيجة الاهتزازات وعيوب فى المكثف، مما أدى إلى تحطيم مواسير المكثف وتوقفت عن العمل أيضا، وتم إصلاحها خلال فترة الضمان، بالإضافة إلى توقف محطة الكريمات عن العمل بسبب عيوب فنية أيضا حيث تحطمت التوربينة بعد 17 يوما من بدء تجارب التشغيل فى عام 2010، وأيضا توربينة طلخا واجهت مشاكل فنية، إذ تعرضت للتدمير خلال التحضير للتشغيل وتوقفت أكثر من عامين للإصلاح، بالإضافة إلى انفجار توربينات محطة التبين التى تعرضت لانفجار الهيدروجين بالمولد بعد شهر واحد من التشغيل التجريبي 2012 بعد انتهاء الضمان، فضلا على تغيير التصميم فى محطة السويس الحرارية.
ويعتبر انفجار توربينات محطة التبين واحدة من أسوأ كوارث ألستوم فى القاهرة حيث حملت المستندات ألستوم مسؤولية الانفجار.
واعترفت الشركة فى خطابها الرسمى المرسل لرئيس شركة القاهرة لإنتاج الكهرباء المهندس أحمد أمام وزير الكهرباء السابق أنها اكتشفت حدوث شروخ فى ريشة المرحلة الأخيرة لتوربينات الضغط المنخفض الموردة بمعرفتها، وذلك أثناء إجرائها عددا من الاختبارات القياسية العادية على التوربينات الموردة منها.
وبعد الانفجار مباشرة أرسلت الشركة عددا من مهندسيها لمحطات الكهرباء لتغيير الريش المعيبة المماثلة لريشة توربينات المحطة خوفا من اتهامها بتحمل أسباب الانفجار، بعدها شرع مهندسو «ألستوم» فى تشغيل الوحدة الثانية لمحطة التبين التى توقفت بسبب الانفجار لأكثر من 3 أشهر، وقاموا بإجراء تعديل على ريش المرحلة الأخيرة للتوربينات لتفادى عيوب الصناعة التى اكتشفتها الشركة كما جاء بخطابها.
وتحملت شركة القاهرة لإنتاج الكهرباء تكاليف تغيير الكابلات المحترقة، فيما تقاضت «ألستوم» نحو 36 مليون جنيه تحت حساب الإصلاح رغم مسؤوليتها عن الحادث.
ورغم ذلك كله ففى مارس 2014، حصلت الشركة على عقد صيانة وتجديد محطة كهرباء سمالوط بالمنيا، بتكلفة 52 مليون دولار، وفى نوفمبر الماضى، فازت ألستوم بعقد توريد وتركيب بقيمة 194 مليون جنيه، لوحدة توليد بمحطة محولات كهرباء جنوب حلوان جهد 500 كيلو فولت.
السؤال الأهم بعد كل هذه الادانات لرشاوى ألستوم بكهرباء مصر لماذا لم يقدم المتورطين في رشاوي ألستوم بكهرباء مصر الي المحاكمة وعزلهم من مناصبهم واستبدالهم بوطنيين مخلصين وإنشاء دوائر خاصة لمحاسبتهم قضائيا