يقع قطاع الطاقة في بنغلاديش بين شقَّي رحى، فمن ناحية، هناك انقطاع متكرر للتيار الكهربائي، ومن أخرى، يتزايد عبء تكلفة واردات الطاقة التي أسقطت البلد الأسيوية في فخ الديون.
وفي هذا الصدد، توقّع وزير الكهرباء والطاقة نصر الحميد حلّ أزمة الكهرباء على مدار العامين المقبلين، عبر إبرام 3 عقود جديدة لاستيراد الغاز المسال، بعدما وقّعت عقودًا مماثلة مع قطر وسلطنة عمان، بحسب تقرير نشرته صحيفة "ذا بيزنس ستاندرد" (tbsnews).
وتعتمد بنغلاديش على الغاز بنسبة 50% تقريبًا لتوليد الكهرباء، كما تدفع ما يتراوح بين 3-3.5 مليار دولار لاستيراد 4-4.5 مليون طن سنويًا من الغاز المسال، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
أزمة الكهرباء في بنغلاديش
يقول وزير الكهرباء والطاقة والثروة المعدنية في بنغلاديش، نصر الحميد، إن الحكومة تستهدف تقديم إمدادات كهرباء ثابتة دون انقطاع، وميسورة التكلفة للمواطنين.
وفي كلمته أمام إحدى الندوات، يوم السبت 5 أغسطس/آب 2023، قال نصر الحميد: "على مدار العامين المقبلين، سيتعين علينا الإسراع في إتمام خططنا كافة، وسيكون أمامنا تحديات ضخمة".
وبحسب تقديرات الوزير، ستتخلص بنغلاديش من أزمة إمدادات الغاز على مدار العامين المقبلين.
وأوضح: "سنجلب الغاز من منطقة بولا إلى دكا، وسنستبدل خطوطًا جديدة بخطوط أنابيب الغاز الضخمة تحت سطح الأرض"، مشيرًا إلى أن خط الأنابيب سيكلّف نحو 12 ألف كرور تاكا بنغلاديشية.
(تاكا بنغلاديشي = 0.0092 دولارًا أميركيًا)
الكرور هي وحدة في نظام الترقيم بجنوب آسيا، تعادل 10 ملايين
قطر وسلطنة عمان
في السياق ذاته، طمأن وكيل وزارة الطاقة والكهرباء، الدكتور خير الزمان ماجمدر، قطاع الصناعة بأنه لن يواجه أيّ أزمات غاز بدءًا من شهر يناير/كانون الثاني من عام 2026.
وأوضح: "أبرمنا عقودًا طويلة الأجل مع قطر وسلطنة عمان، وهناك جهود جارية لإبرام 3 اتفاقيات أخرى طويلة الأجل".
كما لفت إلى إبرام مزيدٍ من العقود لإقامة محطات لاستيراد الغاز المسال، لزيادة قدرات التخزين والتفريغ.
يُشار هنا أن بنغلاديش تستورد -حاليًا- ما بين 300 و400 مليون قدم مكعبة من الغاز المسال يوميًا (أقلّ من 4 ملايين طن يوميًا)، بموجب اتفاق مع قطر لمدة 15 عامًا، سينتهي في عام 2032، بالإضافة إلى صفقة استيراد مع سلطنة عمان مدّتها 10 سنوات، من المقرر أن تنتهي في عام 2029.
ووقّعت الدولة الواقعة في جنوب آسيا اتفاقًا لاستيراد 1.8 مليون طن سنويًا من الغاز المسال مع شركة "قطر للطاقة"، بدءًا من عام 2026.
كما أبرمت في يونيو/حزيران (2023) اتفاقية مع سلطنة عمان، لاستيراد ما بين 0.25-1.5 مليون طن من الغاز المسال سنويًا، وذلك لمدة 10 سنوات، بدءًا من عام 2026.
وتستورد بنغلاديش -ذات الـ171 مليون نسمة- الغاز حاليًا عبر منشأة موهيشخلي العائمة -أول منشأة متخصصة في استيراد الغاز المسال، وتديرها شركة بتروبنغالا (Petrobangla) الوطنية-، وعبر المحطة العائمة للتخزين وإعادة التغويز التابعة لشركة سميت غروب (Summit Group).
يوضح الإنفوغرافيك التالي -أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- صفقات الغاز المسال العماني إلى بنغلاديش:
3 مطالب لتأمين الإمدادات
قدّم المشاركون بالندوة 3 توصيات للمساهمة في جهود تجنّب شحّ إمدادات الكهرباء في بنغلاديش.
في البداية، قال خبير الطاقة البارز الدكتور بدر الإمام، إن مقدار ثُلثي إمكانات الغاز لم يُكتشف بعد، رغم أن البلاد تعاني من أزمة غاز حادّة.
وأكد أن أفضل الطرق لحلّ الأزمة الحالية هو زيادة التنقيب عن الغاز المحلي، لكنه أشار إلى أن التنقيب عن الغاز لا يحظى بالاهتمام الكافي.
يتفق معه رئيس غرفة دكا باتحاد غرف التجارة والصناعة في بنغلاديش، سمير ستار، بقوله، إنه ينبغي إطلاق المبادرات على الفور للتنقيب عن الغاز مع إيلائه الاهتمام الواجب.
من جانبه، أشار نائب رئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة في بنغلاديش، ديوان سلطان أحمد، إلى جهود هيئة تيتاس غاز (Titas Gas) المعنية بنقل الغاز الطبيعي وتوزيعه في بنغلاديش، لإزالة خطوط الغاز غير القانونية.
كما لفت رجل الأعمال عبد الحسنات إلى ضرورة تسريع وتيرة مشروعات الطاقة المتجددة، معربًا عن أسفه لبطء وتيرة التقديم لتطوير مشروعات الطاقة المتجددة داخل وزارة الطاقة، قائلًا: "بعض الملفات تظل على حالها لمدة تزيد عن 6 أشهر".
قروض لتسديد الديون
تواجه واردات بنغلاديش من الغاز تهديدًا خطيرًا يُنذر بتوقّفها، ولذلك طالب رئيس مجلس إدارة شركة النفط والغاز البنغلاديشية المملوكة للدولة "بتروبنغالا"، زنيندرا ناث ساركر، الحكومة بسرعة تسديد ديون مستحقة لمورّدي الغاز المسال، وشركات النفط العالمية ومحطات الكهرباء.
كما طالب قسم الكهرباء بوزارة الطاقة بمبلغ 5.921 مليار دولار، خلال العام المالي 2023-2024 الذي بدأ في يوليو/تموز 2023، لضمان عدم انقطاع التيار الكهربائي، حسب تقرير لمنصة "إس آند بي غلوبال"، اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
ردًا على ذلك، أعلنت الحكومة، على لسان وزير الطاقة نصر الحميد، دفع نحو 960 مليون دولار شهريًا، بدءًا من شهر يوليو/تموز المنقضي، لتسديد الديون، بناءً على توجيهات رئيس الوزراء الشيخة حسينة واجد، قبل انطلاق الانتخابات في شهر يناير/كانون الثاني من العام المقبل (2024).
وسيساعد الدائنون الدوليون بنغلاديش، التي تعاني من شُحّ الدولار والأزمات المالية، في تسديد تلك الديون.
في الوقت نفسه، بدأت شركة "بتروبنغالا" الحكومية مفاوضات مع مؤسسة التمويل الدولية التابعة للبنك الإسلامي للتنمية، لاقتراض نحو 500 مليون دولار.
موضوعات متعلقة..
- بنغلاديش تقترض لسداد ديون الطاقة.. وتهديد يواجه مستحقات قطر وعُمان
- ثاني أكبر محطات توليد الكهرباء في بنغلاديش تبرز دور القطاع الخاص
- محطة رامبال الحرارية في بنغلاديش تتوقف للمرة السادسة في 8 أشهر
اقرأ أيضًا..
- قطاع الطاقة في الأردن.. قصة بداية صناعة النفط والغاز وإنجازات الكهرباء المتجددة (تقرير)
- تسرب في خط أنابيب دروجبا يوقف إمدادات النفط إلى أوروبا
- مستشار وزير الطاقة الجزائري: ثروة ضخمة في غار جبيلات.. وهذه تطورات احتياطيات المعادن (حوار)