كهرباءأخبار الكهرباءرئيسية

انقطاع الكهرباء في بنغلاديش لمدة أسبوعين

أسماء السعداوي

يبدو أن أزمة انقطاع الكهرباء في بنغلاديش ستشهد تفاقمًا للأوضاع، قد يعمّق الأزمة الممتدة التي يعاني منها نحو 170 مليون نسمة (عدد السكان التقريبي)، بسبب الظلام الدامس ليلًا وتخفيف الأحمال نهارًا، إذ ينتظر القطاع انقطاعًا للتيار قد يستمر أسبوعين جديدين، حسبما قال وزير الدولة للكهرباء والطاقة والثروة المعدنية، نصر الحميد، أمس الأحد 4 يونيو/حزيران (2023).

وأرجع الوزير سبب انقطاع التيار لارتفاع معدلات استهلاك الكهرباء إلى ارتفاع درجات الحرارة خلال فصل الصيف، وهو ما نتج عنه نقص في إمدادات الوقود اللازمة لتشغيل المحطات، بحسب تقرير نشرته وكالة رويترز، واطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وتعاني بنغلاديش من أزمة حادة في توفير الوقود منذ شهر أبريل/نيسان، إذ تسببت الموجة الحارة في ارتفاع الطلب على الكهرباء، ثم انقطعت إمدادات الغاز الطبيعي عن محطات توليد الكهرباء في بنغلاديش، وهو ما دفع نحو تفاقم الأزمة.

كانت السلطات قد قررت قطع إمدادات الغاز المسال عن محطتين من محطات توليد الكهرباء في بنغلاديش بسبب الإعصار موكا، ما تسبَّب في انقطاع الكهرباء لعدّة ساعات وبشكل متكرر على مدار يوم 12 مايو/أيار المنصرم.

استمرار أزمة الكهرباء في بنغلاديش

قال وزير الكهرباء، إن الوضع ربّما يستمر أسبوعين آخرين.

وأضاف: "تحدث هذه المشكلة بسبب عدم قدرتنا على توفير إمدادات كافية من الفحم والغاز".

ويهدد انقطاع الكهرباء في بنغلاديش صناعة الملابس التي تمثّل أكثر من 80% من الصادرات؛ إذ يوجد بها مصانع لعمالقة القطاع، مثل "وول مارت" و"غاب" و"إتش آند إم" و"في إف" و"زارا" و"أمريكان إيغل".

وفي حالة خسارة تلك الصادرات، ربما تتفاقم مشكلات متعلقة باحتياطياتها من الدولار التي تراجعت إلى الثُلث خلال الـ12 شهرًا المنتهية في أبريل/نيسان إلى أدنى مستوياتها في 7 سنوات، وهو ما يحجّم قدرات البلاد على الدفع مقابل واردات الوقود.

من جانبه، قال وزير الكهرباء، إن مسؤولي القطاع عملوا على تجنّب نفاد الوقود على مدار الشهرين الماضيين، إلّا أن ارتفاع الاستهلاك جعل المهمة صعبة.

تفاقم أزمة انقطاع الكهرباء في بنغلاديش.. تفاصيل جديدة
مشهد للمواطنين في أحد الطرق ويظهر انقطاع الكهرباء - الصورة من رويترز

أزمة الفحم

ربما يشهد الوضع مزيدًا من التدهور، بعد إغلاق محطة رئيسة لتوليد الكهرباء بدءًا من يوم الثلاثاء 6 يونيو/حزيران (2023)، بسبب شحّ إمدادات الفحم خلال الأيام القليلة المقبلة، حسبما قال مسؤول بارز في وزارة الكهرباء، رفض ذكر اسمه.

كانت السلطات قد أعلنت إغلاق محطة بايرا لتوليد الكهرباء بسبب نقص الفحم، للمرة الأولى منذ تشغيل المحطة قبل 3 سنوات.

وقال المدير العام لشركة الكهرباء البنغلاديشية-الصينية المحدودة، المهندس خورشيد العالم: "لم نتمكن من تصفية فواتير إمدادات الفحم بسبب الاعتمادات المستندية التي ظهرت بسبب أزمة توفير الدولار.. فقد توقّف إنتاج الوحدة الأولى في 25 مايو/أيار، وسيتوقف إنتاج الوحدة الثانية بعد 2 يونيو/حزيران، ونعمل على حلّ الأمر".

وأضاف مسؤول وزارة الكهرباء: "وحده المطر هو القادر على منحنا بعض الراحة، إذ سيتراجع الطلب على الكهرباء عندما تُمطر".

أثار الانقطاع المتكرر للكهرباء في بنغلاديش غضب أحزاب المعارضة، ويقول المسؤول البارز في حزب المعارضة الرئيس حزب بنغلاديش القومي، راهول كبير رضوي: "البلاد بأسرها دون كهرباء، الناس يمرضون بسبب الحر الشديد".

انفراجة قريبة في واردات الغاز

أبرمت بنغلاديش عقدًا جديدًا لمدة 15 عامًا مع شركة قطر للطاقة لاستيراد الغاز المسال، وذلك في مطلع يونيو/حزيران الجاري.

وبموجب الاتفاق، تُسلّم قطر للطاقة 1.8 مليون طنًا من الغاز المسال سنويًا إلى شركة النفط والغاز البنغلاديشية المملوكة للدولة "بتروبانغلا"، بدءًا من عام 2026.

وحاليًا، تستورد بنغلاديش ما بين 300 و400 مليون قدم مكعبة من الغاز المسال يوميًا، بموجب اتفاق مدّته 15 عامًا مع قطر ينتهي في عام 2032، وصفقة استيراد مدّتها 10 سنوات مع عُمان تنتهي في عام 2029، بسب معلومات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

كانت بنغلاديش قد قررت في يوليو/تموز من العام الماضي (2022) تعليق شراء الغاز المسال من السوق الفورية بسبب التقلبات وارتفاع الأسعار في أعقاب الحرب الروسية الأوكرانية.

بعد ذلك، تراجعت دكا -التي تعتمد على واردات الغاز المسال لتوليد 3 أرباع احتياجاتها من الكهرباء- عن القرار في شهر فبراير/شباط من هذا العام (2023).

يُشار إلى أن حصة الغاز لتوليد الكهرباء في بنغلاديش تبلغ 50.84%، وزيت الوقود 27.69%، والفحم 7.89%، والديزل 6%، والمصادر الأخرى 7.58%.

من جانبها، دافعت رئيسة الوزراء الشيخة حسينة واجد عن استيراد الغاز المسال، قائلة خلال إحدى الفعاليات أمس الأحد (4 يونيو/حزيران) بالعاصمة دكا: "من الجيد لنا إبرام اتفاقيات مع قطر وعُمان، نعمل على الأمر ذاته مع دول أخرى، لنتمكن من شراء الغاز لتخفيف وطأة المعاناة عن كاهل المواطنين".

وأضافت أن العالم يواجه انهيارًا اقتصاديًا وارتفاع معدلات التضخم، بسبب تفشّي وباء كورونا (كوفيد-19)، والحرب الروسية الأوكرانية، والعقوبات الغربية على موسكو، والعقوبات المضادّة، مشيرة إلى أن المواطنين لم يكونوا ليعانوا من انقطاع الكهرباء، لولا تلك العوامل التي دفعت نحو الركود الاقتصادي وارتفاع الأسعار عالميًا.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق