رئيس كوب 28: علينا التكاتف لإنهاء معاناة المتضررين من تداعيات تغير المناخ
وأكد أن العالم لا يزال بعيدًا عن مسارات خفض الانبعاثات
أكد الرئيس المعين لقمة المناخ كوب 28 سلطان الجابر، أن هناك عدة مؤشرات توضّح أن العالم بعيد عن المسار الصحيح لخفض الانبعاثات حاليًا؛ إذ نشهد ارتفاعات غير مسبوقة في درجات الحرارة.
وشدد الجابر على أن الممارسات الحالية تُسهِم في فقدان التنوع البيولوجي، وتراجع جودة الأراضي الزراعية، وانخفاض مستوى الأمن الغذائي، داعيًا إلى تكاتف الجميع من أجل إنهاء معاناة الدول الأكثر تضررًا من تداعيات تغير المناخ.
وقال رئيس قمة المناخ كوب 28 إنه تماشيًا مع رؤية الإمارات، تحرص رئاسة كوب 28 على تعزيز التعاون الفعّال والشراكات النوعية، لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة، بالتزامن مع تحقيق تقدم في العمل المناخي واحتواء كل الأطراف لبناء مستقبل أفضل للجميع في كل مكان.
تحركات مجموعة الـ20
دعا الجابر، في كلمته خلال الاجتماع الوزاري لمجموعة العشرين المعني بالاستدامة المناخية والمنعقد في مدينة تشيناي الهندية، دول المجموعة إلى أداء دور ريادي وإيجابي لتحقيق تقدم ملموس وفعال في العمل المناخي.
وأوضح أن القرارات والتعهدات التي سيتخذونها ستنعكس آثارها على مخرجات ونتائج قمة المناخ كوب 28 وعلى جميع الدول، وفق التصريحات التي طالعتها منصة الطاقة المتخصصة نقلا عن وكالة وام.
ولفت إلى ضرورة أن تتضمن مخرجات اجتماعات المجموعة إشارة واضحة لدعوته إلى زيادة القدرة الإنتاجية لمصادر الطاقة المتجددة 3 مرات بحلول 2030، والتي وجهها خلال اجتماع المجموعة الأسبوع الماضي في ولاية غوا الهندية، في ضوء أهمية هذا الإجراء للحفاظ على إمكان تفادي تجاوز الارتفاع في درجة حرارة الأرض مستوى 1.5 درجة مئوية.
انبعاثات مجموعة الـ20
أشار رئيس قمة المناخ كوب 28 إلى أن دول مجموعة الـ20 تشكل 85% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وأنها مسؤولة عن 80% من الانبعاثات العالمية؛ لذا فإن قراراتها وإجراءاتها تؤثر بشكل كبير في نتائج ومخرجات كوب 28 وفي الجميع بكل مكان.
وأضاف أن مجموعة العشرين لديها فرصة للقيام بدور فاعل وريادي من خلال مضاعفة الجهود وتنسيق العمل بين قياداتها لتحقيق تقدم عالمي ملموس في هذا العقد الحاسم بالنسبة إلى العمل المناخي.
ولفت الجابر إلى البيان الذي أصدره بشكل مشترك مع الأمينة التنفيذية لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ سيمون ستيل، والذي تضمّن دعوة مفتوحة إلى مجموعة الـ20 لأداء دور ريادي في الجهود المبذولة للتقدم في إيجاد حلول ومواجهة التحديات وتحقيق التقدم في جميع ركائز اتفاق باريس، والحفاظ على إمكان تحقيق هدف 1.5 درجة مئوية.
وأكد ضرورة تكاتف كل الأطراف وإبداء التزام واضح بميثاق الأمين العام للأمم المتحدة للتضامن المناخي و"أجندة تسريع العمل".
وقال: "أكدت لكل الأطراف المعنية ضرورة توحيد الجهود لتسريع زيادة القدرة الإنتاجية لمصادر الطاقة المتجددة، وتوسيع نطاق استخدامها، بالتزامن مع خفض انبعاثات منظومة الطاقة الحالية وبناء منظومة طاقة مستقبلية خالية من الوقود التقليدي الذي لا يتم خفض انبعاثاته".
التكيف مع المناخ
أكد سلطان الجابر ضرورة إحراز تقدم في موضوع التكيف في ضوء التزام كل الأطراف بالعمل على تحقيق الهدف العالمي بشأن التكيف بموجب اتفاق باريس
وقال: "نحن جميعًا ملتزمون بالعمل لمحاولة تحقيق هذا الهدف، والحقائق العلمية توضح أن العالم حاليًا أصبح أكثر تعرضًا لتداعيات تغير المناخ وأقل مرونة في مواجهتها، ويفتقد القدرات اللازمة للتعامل بشكل حاسم مع التأثيرات المناخية المتزايدة.
وأشار إلى أن هناك عدة مؤشرات توضح أن العالم بعيد عن المسار الصحيح حاليًا، وأصبحنا نشهد ارتفاعات غير مسبوقة في درجات الحرارة، وتم تسجيل الشهر الجاري بوصفه الأشد حرارة في التاريخ، بينما تُسهِم الممارسات الحالية في فقدان التنوع البيولوجي، وتراجع جودة الأراضي الزراعية، وانخفاض مستوى الأمن الغذائي.
وقال إن رئاسة قمة المناخ كوب 28 تدعو الدول إلى تكثيف العمل والتركيز على تحقيق تقدم في هدف "30×30" لحماية التنوع البيولوجي، الذي يسعى إلى الحفاظ على 30% من الموائل البرية والبحرية بحلول نهاية العقد الحالي، كما تدعو إلى توسيع نطاق "شراكة قادة الغابات والمناخ".
ولفت إلى أن إحراز تقدم في موضوع التكيف يتطلب وضع معايير واضحة للنجاح عبر مجموعة أهداف؛ منها حماية التنوع البيولوجي، واستعادة الأراضي الزراعية، والحفاظ على الغابات، وحماية السواحل من التآكل، وضمان عدم تعرض أي شخص للجوع، والحفاظ على البشر والحياة وسُبل العيش للجميع في كل مكان.
وأكد أن تطوير النظم الغذائية يأتي في مقدمة أولويات رئاسة قمة المناخ كوب 28، داعيًا الحاضرين إلى وضع هذا الموضوع على قائمة أولوياتهم؛ بحيث تضمن الخطط والإستراتيجيات الوطنية الخاصة بموضوع التكيّف في كل دولة تعزيز الاستخدام المستدام للأراضي، والاستفادة من التقنيات الحديثة لزيادة مرونة المحاصيل، وتحسين النظم الغذائية، والحد من الآثار المناخية على المنظومة الزراعية.
جدير بالذكر أن قمة المناخ كوب 28 ستكون أول قمة تسلط الضوء بشكل واضح على الترابط بين تداعيات تغير المناخ والصحة العالمية، وتخصص في برنامج موضوعاتها يومًا للصحة، وتستضيف اجتماعًا وزاريًا للمناخ والصحة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية.
تمويل المناخ
جدد الجابر التأكيد على الحاجة إلى إحداث تغيير جذري وتحقيق تقدم جوهري في موضوع التمويل المخصص للتكيف، الذي لا يتجاوز 10% من المبلغ المخصص للتخفيف.
وأكد أن مضاعفة تمويل التكيف بحلول عام 2025 هي أول خطوة حاسمة مطلوبة، مشددًا على حاجة العالم إلى بحث إمكان توجيه قدر كبير من التمويل المناخي الإجمالي نحو الاستجابات المتعلّقة بالتكيف.
وأوضح أنه "كلما زاد استثمارنا في التكيف؛ زادت قدرتنا الجماعية على التكيف مع تداعيات تغير المناخ"، حسبما ذكرت وكالة أنباء الإمارات "وام".
وأشار إلى أن العديد من البلدان الأكثر تعرضًا لتداعيات تغير المناخ، خاصةً من الدول الجُزرية الصغيرة النامية والبلدان الأقل نموًا، تواجه آثارًا سلبية لتغير المناخ تتجاوز ما يمكن للبشر التكيف معه.
وقال سلطان الجابر: "نشهد يوميًا الآثار السلبية الشديدة للظواهر المناخية شديدة القسوة التي تدمر حياة البشر العاديين في جميع أنحاء العالم.. وعلينا أن نفكر في هؤلاء المتضررين وأن نذكّر أنفسنا مجددًا بضرورة التكاتف معهم وإدراك معاناتهم".
موضوعات متعلقة..
- رئيس كوب 28 يدعو إلى آليات مبتكرة للتمويل المناخي بشروط ميسرة
- رئيس كوب 28: الأفكار التقليدية لم تعد كافية لمعالجة مشكلات تغير المناخ
اقرأ أيضًا..
- لمواجهة انقطاع الكهرباء في مصر.. ما تكلفة تركيب المحطات الشمسية؟
- أسعار النفط قد تبلغ 90 دولارًا.. وخفض الإنتاج السعودي يحدد ملامح السوق (تقرير)
- إسبانيا تقود التحول الأخضر في أوروبا.. ما دور المغرب؟