واردات الصين من النفط الأميركي تلامس ثاني أعلى مستوياتها في يونيو

تسارعت وتيرة واردات الصين من النفط الأميركي في الشهور القليلة الماضية، ضاربةً عُرض الحائط بالموقف الذي تتبناه مؤسسات صناعة القرار في الولايات المتحدة، والمناهض لتصدير النفط إلى ثاني أكبر الاقتصادات العالمية.

ويبلغ احتياطي النفط الإستراتيجي الأميركي -الذي بدأ تخزينه في أعقاب الحظر العربي لمبيعات النفط إلى الولايات المتحدة في سبعينيات القرن الماضي- الآن 346.8 مليون برميل.

وتلتزم إدارة جو بايدن بإعادة ملء احتياطي النفط الإستراتيجي، غير أنها لم تتخذ سوى خطوات بطيئة في هذا الخصوص، حتى الآن على الأقل.

وفي ضوء هذا السيناريو، قفزت واردات الصين من النفط الأميركي في يونيو/حزيران (2023)، مسجلةً ثاني أعلى مستوى لها على الإطلاق، حسبما أوردت شركة "إنرجي أوتلوك أدفايزرز"، نقلًا عن البيانات الصادرة عن شركة كيبلر المتخصصة في جمع وتحليل البيانات.

وكانت واردات الصين من النفط الأميركي قد بلغت أعلى مستوياتها على الإطلاق في شهر مايو/أيار (2020)، بعد انهيار الأسعار في شهري مارس/آذار وأبريل/نيسان من العام نفسه، في أعقاب جولات الغلق المتعلّقة بفيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، وفق معلومات جمعتها منصة الطاقة المتخصصة.

حظر صادرات الخام للصين

تأتي تلك البيانات في الوقت الذي أيّد فيه مجلس النواب الأميركي إجراءً لحظر صادرات الخام الأميركي إلى الصين، من احتياطي النفط الإستراتيجي.

ولا تهتم الشركات الصينية بما إذا كان النفط يأتي من الآبار في ولايتي تكساس أو أوكلاهوما أو حتى من احتياطات النفط الإستراتيجية.

يُذكر أنه عندما رغبت الصين في بناء احتياطاتها الإستراتيجية من النفط، فإنها لجأت إلى استيراد كميات قياسية من الخام في مايو/أيار (2020).

لكن الحظر الذي فرضه مجلس النواب على صادرات الخام الأميركي إلى الصين، من احتياطات النفط الإستراتيجية، ليس سوى حظر رمزي، دون أي تأثير في السوق أو حتى في الصين.

ويرى البعض أن هذا الحظر هو مجرد ردة فعل على الحقيقة القائلة، إن جزءًا صغيرًا من الخام الذي أطلقته إدارة الرئيس جو بايدن في العام الماضي (2022) صُدّر إلى الصين.

الرسم البياني أدناه -من إعداد منصة الطاقة المتخصصة- يوضح واردات الصين من النفط الأميركي:

الطلب الصيني على النفط

سجّلت واردات الخام الصينية في يونيو/حزيران (2023) صعودًا بنسبة 45.3% على أساس سنوي، بحسب بيانات جمركية، طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وجاءت زيادة واردات الصين من النفط مع تكديس المصافي المخزونات على الرغم من ضعف الطلب المحلي.

ووفقًا للبيانات الصادرة عن الإدارة العامة للجمارك، فإن إجمالي واردات الصين من النفط الخام في يونيو/حزيران (2023) لامس 52.06 مليون طن متري، أو 12.67 مليون برميل يوميًا، وفق ما نشرته وكالة رويترز.

وتأتي هذه القفزة الكبيرة في واردات الصين من الخام، قياسًا بـ8.72 مليون برميل يوميًا في يونيو/حزيران (2022)، عندما تعرّض الاقتصاد لهزة عنيفة بسبب عمليات الإغلاق الواسعة لمواجهة كورونا.

في غضون ذلك، حافظت واردات النفط الصينية على زخمها الصعودي على أساس شهري، بارتفاع نسبته 4.58% من 12.11 مليون برميل يوميًا في مايو/أيار (2023).

ووصل إجمالي واردات الصين من الخام خلال النصف الأول من عام 2023، إلى 282.07 مليون طن متري (ما يعادل أكثر من ملياري دولار)، بارتفاع نسبته 11.7% من 252.52 مليون طن (1.793 مليار برميل) في المدة المماثلة من العام الماضي.

صادرات النفط الأميركي إلى آسيا

شهدت صادرات النفط الأميركي إلى آسيا نموًا قياسيًا بنسبة 7% خلال المدة من أبريل/نيسان إلى يونيو/حزيران (2023)، قياسًا بـ5.8% في المتوسط خلال العام الماضي (2022)، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وبرزت الصين وكوريا الجنوبية وتايوان بصفتها أكبر 3 دول مستوردة للنفط الخام الأميركي في آسيا خلال الربع الثاني، إذ لامست نسبة الزيادة في البلدان الثلاثة 201% و50% و92% على الترتيب، بحسب ما ورد في تقرير نشرته منصة إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس S&P Global Commodity Insights.

الهند ثالث أكبر مستهلك ومستورد

تبرز الهند بصفتها ثالث أكبر مستهلك ومستورد للنفط في العالم، إذ تستورد ما يزيد على 80% من احتياجاتها النفطية من الخارج.

وهبطت صادرات النفط الخام الأميركي إلى الهند خلال عام 2023، كما تراجعت خلال العام الماضي إلى 320 ألف برميل يوميًا.

في المقابل، اتجهت معظم شحنات خام غرب تكساس الوسيط "ميدلاند" إلى كوريا الجنوبية وتايوان وتايلاند، وفق ما أعلنه مديرون في مصافي التكرير الآسيوية.

وفي العام قبل الماضي (2021)، حلّت الهند في صدارة قائمة أكبر مستوردي النفط الخام الأميركي، عندما استوردت 420 ألف برميل يوميًا، متخطية بذلك كوريا الجنوبية التي استوردت 330 ألف برميل يوميًا فقط، بحسب بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية وشركة النفط الوطنية الكورية (كنوك).

وفي تحول هائل بسبب الحرب الروسية على أوكرانيا، انخفضت شحنات النفط الخام الأميركي المتجه إلى الهند خلال العام الماضي (2022)، مسجلةً 320 ألف برميل يوميًا، وسحبت كوريا الجنوبية البساط من تحت قدميها لتكون أكبر مستورد للنفط الخام الأميركي في آسيا، بإجمالي شحنات 380 ألف برميل/يوميًا.

موضوعات متعلقة..

• واردات الصين من النفط في يونيو تسجل ثاني أعلى مستوى شهري
• صادرات النفط الأميركي إلى آسيا.. كيف تبدل المشهد بعد غزو أوكرانيا؟
• عدد حفارات النفط الأميركية يهبط للأسبوع الخامس على التوالي

اقرأ أيضًا..

• إسبانيا تقود التحول الأخضر في أوروبا.. ما دور المغرب؟
• أمين عام أوابك: 6 دول عربية تقدم نموذجًا للوفاء بالالتزامات المناخية
• الوصول الشامل إلى الطهي النظيف يحتاج 8 مليارات دولار سنويًا (تقرير)