رئيسيةتقارير النفطروسيا وأوكرانيانفط

لتعويض النفط الروسي.. الهند تكثّف صادراتها من زيت الوقود إلى أميركا

أمل نبيل

في ظل سعي الولايات المتحدة الأميركية لإيجاد بدائل عاجلة للنفط الروسي، كثّفت واشنطن مشترياتها من زيت الوقود الهندي خلال العام الجاري (2022)، في تدفق تجاري غير معتاد للمنتج النفطي.

وحظرت الولايات المتحدة وكندا واردات النفط الروسية، في أعقاب غزو موسكو لأوكرانيا في فبراير/شباط من العام الجاري (2022)، وفق المعلومات التي رصدتها منصّة الطاقة المتخصصة.

ويعتزم الاتحاد الأوروبي حظر النفط الروسي في 5 ديسمبر/كانون الأول (2022)، وحظر المنتجات النفطية في فبراير/شباط (2023)، بحسب رويترز.

وبينما يحظر الغرب واردات النفط الروسي، يحتال على شرائها من واحدة من أكبر الدول الآسيوية استهلاكًا لخام موسكو في الآونة الأخيرة.

وأصبحت موسكو منذ غزوها أوكرانيا أكبر مورّد نفط إلى الهند، متجاوزةً المورّدين المهيمنين تقليديًا "العراق والسعودية"؛ بسبب الخصومات الجاذبة التي قدّمها قطاع الطاقة الروسي، المنبوذ عالميًا.

زيت الوقود الهندي

تعمل الهند -ثالث أكبر مستورد للنفط في العالم-، على زيادة واردات النفط الروسي، وتكثيف صادرات المنتجات النفطية إلى الغرب لتحقيق هوامش ربحية أعلى.

واستوردت الهند نحو 946 ألف برميل يوميًا من النفط الروسي في أكتوبر/تشرين الأول، وهو أعلى معدل شهري على الإطلاق، مقارنة بـ876 ألف برميل يوميًا في سبتمبر/أيلول.

النفط الروسي
ناقلة نفطية - الصورة من موقع مينت

وفي أحدث خطوة، اشترت شركات تجارة النفط العالمية، فيتول وترافيغورا، شحنة واحدة من زيت الوقود الهندي لكل منهما، من شركة التكرير الهندية "نايرا إنرجي"، بأسعار أقل من خام دبي بنحو 10 إلى 15 دولارًا للبرميل.

ومن المحتمل أن تتجه الشحنات التي ستُحمّل من ميناء فادينار الهندي في ديسمبر/كانون الأول (2022) إلى الولايات المتحدة أو أوروبا.

قبل ذلك، حمّلت ناقلة "أفراماكس شنغهاي" ما لا يقل عن 80 ألف طن من زيت الوقود الهندي من شركة ريلاينس إندستريز عبر ميناء جامناغار، ووصلت إلى الولايات المتحدة في أواخر شهر أكتوبر/تشرين الأول (2022).

وكانت مصافي التكرير في الهند تشتري البراميل الروسية بسعر مخفض، بعد أن تجنّبت بعض الحكومات الغربية الشراء من موسكو في أعقاب غزوها لأوكرانيا في أواخر فبراير/شباط الماضي.

وارتفعت صادرات الهند من زيت الوقود إلى الولايات المتحدة في عام 2022 مقارنة بالعام الماضي، في حين حُمّلت شحنة واحدة فقط من نيودلهي إلى واشنطن في مايو/أيار (2021)، بحسب بيانات شركة تتبّع الشحنات فورتكسا.

النفط الروسي

اعتادت روسيا أن تكون موردًا رئيسًا لزيت الوقود إلى مصافي التكرير الأميركية قبل اندلاع شرارة الحرب على أوكرانيا في فبراير/شباط من العام الجاري (2022).

ويستخدم زيت الوقود في الغالب بصفته مادة وسيطة في المصفاة لإنتاج منتجات أخرى مثل البنزين والديزل.

النفط الروسي
محطة وقود تابعة لشركة نايارا إنرجي الهندية

وقال كبير محللي زيت الوقود في فورتكسا، رسلان خصاونة: "بالنظر إلى أن الولايات المتحدة لا تشتري النفط الروسي، فإنهم يبحثون عن جميع البدائل الأخرى المتاحة".

وأضاف: "دعمت صيانة المصافي الهندية وضعف هوامش نواتج التقطير الخفيفة، الصادرات غير المعتادة إلى الولايات المتحدة".

لا تنطبق عقوبات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على المنتجات النفطية المكررة، المُنتجة من الخام الروسي المُصدَّر من دولة ثالثة، لأنها ليست من أصل روسي.

وزادت شركات التكرير في الهند، وارداتها من النفط الروسي الرخيص إلى 793 ألف برميل يوميًا بين أبريل/نيسان وأكتوبر/تشرين الأول (2022)، ارتفاعًا من 38 ألف برميل يوميًا فقط في المدة نفسها قبل عام.

واستحوذت ريلاينس على 23% من المشتريات الروسية، في حين قدّرت حصة نايرا إنرجي، المملوكة جزئيًا لشركة النفط الروسية العملاقة "روسنفط" بنحو 3%.

وكانت شركة النفط الهندية "إنديان أويل"، أكبر معالج في البلاد، تستورد النفط الروسي بوتيرة قياسية وتتجاوز نظيراتها من القطاع الخاص، وفقًا لبيانات شركة التحليلات كبلر.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق