التغير المناخيالتقاريرتقارير التغير المناخيتقارير الطاقة المتجددةتقارير دوريةسلايدر الرئيسيةطاقة متجددةعاجلوحدة أبحاث الطاقة

التحول الأخضر في الهند يتطلب 12 تريليون دولار بحلول 2050 (تقرير)

وحدة أبحاث الطاقة - أحمد شوقي

اقرأ في هذا المقال

  • التحول الأخضر في الهند يعزّز مكافحة تغير المناخ عالميًا
  • الهند تحتاج إلى 12 تريليون دولار لتحقيق أهداف الحياد الكربوني
  • الحياد الكربوني في الهند يتطلب تعزيز سعة الطاقة المتجددة وتسعير الكربون
  • توفير 1.7 تريليون دولار بحلول 2070 حال تسريع التحول الأخضر في الهند

كان إعلان رفع راية التحول الأخضر في الهند بإعلان هدف تحقيق الحياد الكربوني بحلول 2070 علامة فارقة في مكافحة تغيّر المناخ، كونها ثالث أكبر مصدر للانبعاثات على مستوى العالم، بعد الصين والولايات المتحدة.

ومن هذا المنطلق، سيكون العقد الحالي حاسمًا في تسريع إزالة الكربون من نيودلهي مع دفع عجلة النمو الاقتصادي، وهو ما ينعكس بدوره على الأهداف العالمية للحياد الكربوني، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

وترى شركة الأبحاث ماكنزي -في تقرير حديث- أن التحول الأخضر في الهند يحتاج إلى 12.1 تريليون دولار بحلول 2050، وهي استثمارات تعود بفوائد عديدة على البلاد.

وفي قمة المناخ كوب 26 المنعقدة بالمملكة المتحدة نوفمبر/تشرين الثاني 2021، تعهّدت نيودلهي بتحقيق الحياد الكربوني بحلول 2070، مع خفض كثافة الكربون في اقتصادها بنسبة 45% بنهاية 2030.

لماذا التحول الأخضر في الهند مهم للعالم؟

تُطلق الهند سنويًا 2.9 مليار طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون بنهاية عام 2019، وبالمعدل الحالي ستصل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في البلاد إلى 11.8 مليار طن سنويًا بحلول 2070.

ومع ذلك، فإن تسريع التحول الأخضر في الهند يُمكن أن يُجنّب العالم 287 مليار طن من انبعاثات الكربون، وهذا يمثّل ما يقرب من نصف ميزانية الكربون العالمية للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة مئوية.

وفي سيناريو السياسات الحالية والمعلنة، تستطيع الهند خفض الانبعاثات السنوية إلى 1.9 مليار طن من مكافئ الكربون بحلول 2070، مقارنة مع المعدل الحالي المتوقع عند 11.8 مليار طن في العام نفسه.

بل يمكن للهند أن تخفّض الانبعاثات إلى 0.4 مليار طن فقط من مكافئ ثاني أكسيد الكربون بحلول عام 2050 في السيناريو المتسارع (يشمل تسعير الكربون والاعتماد المتسارع على التقنيات مثل احتجاز الكربون)، مع إمكان تحقيق التزامها بالحياد الكربوني بحلول 2070 من خلال تطورات التقنيات الجديدة مثل التقاط الكربون من الهواء مباشرة.

ويرصد الرسم البياني أدناه انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الهند بنهاية عام 2020، وفق بيانات شركة النفط البريطانية بي بي:

انبعاثات الكربون- الهند

كيف يتحقق التحول الأخضر في الهند؟

يأتي 70% تقريبًا من انبعاثات الهند من 6 قطاعات: الكهرباء والصلب والسيارات والطيران والأسمنت والزراعة، وأغلبها من الصناعات التي يصعب خفض انبعاثاتها وتحتاج إلى تقنيات متطورة -مثل الهيدروجين الأخضر- بعيدًا عن الطاقة المتجددة مثل طاقة الشمس والرياح.

ورغم انخفاض تكلفة الطاقة المتجددة والمركبات الكهربائية والسياسات الحكومية الداعمة، ما زالت الهند في حاجة إلى إجراءات أكثر صرامة فيما يتعلق بإضافات السعة المتجددة وخفض تكلفة الهيدروجين.

وترى ماكنزي أن تسريع التحول الأخضر في الهند يحتاج إلى زيادة سعة الطاقة المتجددة من 10 غيغاواط إلى ما يتراوح بين 40 و50 غيغاواط سنويًا، فضلًا عن زيادة سعر الكربون ليصل إلى 50 دولارًا للطن من ثاني أكسيد الكربون بحلول عام 2030، لتحفيز إزالة الكربون من صناعة الصلب.

كما يجب أن تنخفض تكاليف البطاريات بنسبة 40% بحلول عام 2030، وتكاليف إنتاج الهيدروجين الأخضر بمقدار الثلثين بحلول عام 2035، إلى جانب توسيع البنية التحتية لشحن السيارات الكهربائية وتعزيز الزراعة المستدامة.

ما الاستثمارات الخضراء المطلوبة؟

يحتاج التحول الأخضر في الهند إلى استثمارات تتراوح بين 3.5% و6% من إجمالي الناتج الإجمالي المحلي، حسب التقرير الذي اطلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.

وبمعنى أوضح، تحتاج الهند في سيناريو السياسات الحالية والمعلنة إلى نحو 7.2 تريليون دولار من الاستثمارات الخضراء حتى عام 2050، وقرابة 4.9 تريليون دولار إضافية في السيناريو المتسارع، بإجمالي 12.1 تريليون دولار حتى تفي بتعهداتها المناخية.

ويجب أن تعمل الحكومة على تقديم دعم سياسي وتنظيمي لجعل المشروعات الخضراء عبر القطاعات المختلفة مجدية اقتصاديًا، وهذا الدعم يمكن أن يشمل تقديم حوافز لاستخدام المركبات الكهربائية وتبسيط اللوائح للترخيص وتركيب منشآت نظيفة جديدة للكهرباء.

وفضلًا عن الدعم الحكومي، يتطلّب التحول الأخضر في الهند تحقيق تقدم في التقنيات النظيفة، بقيادة استثمارات القطاع الخاص، مثل تقنيات تخزين الكهرباء طويلة الأمد، والتقدم في تكنولوجيا خلايا الوقود وإعادة التدوير.

ويوضح الرسم التالي قدرة التقنيات النظيفة على خفض الانبعاثات في الهند، وفق بيانات وكالة الطاقة الدولية:

خفض الانبعاثات - الهند

ما عوائد التحول الأخضر في الهند؟

بدافع من الاستثمارات الخضراء، يمكن أن تتراجع حصة الوقود الأحفوري في مزيج الطاقة بالهند إلى النصف بموجب سيناريو السياسات الحالية والمعلنة وإلى السدس في السيناريو المتسارع بحلول عام 2050، مقارنة مع 75% في الوقت الحالي.

كما يمكن أن توفر الهند 1.7 تريليون دولار من النقد الأجنبي التراكمي المطلوب لتلبية واردات الطاقة حتى عام 2070، فضلًا عن تجنّب الأصول العالقة، كونها ستضع استثماراتها في مشروعات منخفضة الكربون.

ومن شأن انتقال الهند من الطاقة الحرارية إلى مصادر الطاقة المتجددة أن يؤدي إلى خفض متوسط ​​تكلفة إمدادات الكهرباء من 6.15 روبية هندية (0.073 دولارًا) لكل كيلوواط/ساعة في السنة المالية 2020 إلى 5.25 روبية (0.063 دولارًا أميركيًا) و5.4 روبية (0.064 دولارًا أميركيًا) لكل كيلوواط/ساعة بحلول عام 2050 في سيناريو السياسات الحالية والمعلنة والسيناريو المتسارع على التوالي.

وإذا تمكّنت الهند من البدء في التصنيع باستخدام تقنيات نظيفة جديدة، فمن المحتمل أن تكون رائدة عالميًا في مجال البطاريات والتحليل الكهربائي والصلب الأخضر ومجالات أخرى، حسب التقرير.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق