التقاريرتقارير الغازرئيسيةغاز

أزمة الغاز في أوروبا تشتعل.. 30 مليار متر مكعب فجوة متوقعة في إمدادات 2023

أمل نبيل

من المتوقع أن تزداد أزمة الغاز في أوروبا سوءًا خلال العام المقبل (2023)، مع استمرار تضييق الإمدادات الروسية والتنافس الأوروبي الصيني على الشحنات المسالة.

وحذّرت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، من أن أوروبا قد تواجه أزمة طاقة جديدة خلال العام المقبل، مع تزايد الفجوة المحتملة بين العرض والطلب إلى 30 مليار متر مكعب، بحسب موقع ريفيرا (rivieramm)

وكانت روسيا تزوّد دول الاتحاد الأوروبي بما يقرب من نصف احتياجاتها من الغاز الطبيعي قبل توتر العلاقات بين الطرفين في أعقاب الحرب على أوكرانيا، وما تلاها من عقوبات غربية على قطاع الطاقة في موسكو، بحسب المعلومات التي رصدتها منصّة الطاقة المتخصصة.

فجوة الغاز

نجحت دول الاتحاد الأوروبي في ملء 95% من مستودعات تخزين الغاز في 8 أشهر فقط، مع تقليص استهلاك الغاز بنسبة 15% استعدادًا لموسم الشتاء.

واقترحت المفوضية الأوروبية في 20 يوليو/تموز (2022)، هدفًا طوعيًا لجميع دول الاتحاد الأوروبي لخفض استهلاك الغاز بنسبة 15% من أغسطس/آب 2022 وحتى مارس/آذار 2023، مقارنة بمتوسط استهلاكها في الأشهر نفسها خلال المدة من عام 2016 وحتى عام 2021.

أزمة الغاز في أوروبا
رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين - الصورة من رويترز

وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، خلال خطاب أمام الجلسة العامة للبرلمان الأوروبي في بروكسل الأربعاء 9 نوفمبر/تشرين الثاني (2022)، إن أزمة الغاز في أوروبا لا تزال قائمة، مضيفة أن موسم الملء المقبل -في نهاية هذا الشتاء-، سيكون أكثر صعوبة.

وقالت أورسولا فون دير لاين: "سوف نواجه 3 عقبات رئيسة":

أولًا: قد تقرر روسيا قطع إمداداتها من الغاز إلى أوروبا تمامًا.

وتواجه العديد من دول الاتحاد الأوروبي انخفاضًا في الشحنات الروسية، إذ قطعت موسكو -أو خفضت- الإمدادات عن نحو 12 من أصل 27 دولة عضوًا في الاتحاد، كما تسبب وقوع انفجارات في خط أنابيب نورد ستريم 1 في سبتمبر/أيلول (2022) في توقف التدفقات العابرة من موسكو إلى برلين.

ثانيًا: لن تنمو سعة الغاز الطبيعي المسال العالمية بالسرعة الكافية لملء هذه الفجوة.

ثالثًا: قد يمتص النمو في آسيا معظم الكميات الإضافية من الغاز الطبيعي المسال.

الغاز الطبيعي المسال

هذا العام أدت واردات الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة دورًا كبيرًا في مساعدة أوروبا على سد فجوة الغاز التي خلّفها تضاؤل واردات خطوط الأنابيب الروسية.

ومنذ اندلاع شرارة الحرب الروسية على أوكرانيا في فبراير/شباط من العام الجاري (2022)، خفّضت موسكو 80% من صادراتها من الغاز عبر خطوط الأنابيب إلى أوروبا.

أزمة الغاز في أوروبا
ناقلة للغاز الطبيعي المسال - الصورة من دويتشه فيله

وأشارت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، إلى أن أوروبا ضاعفت هذا العام (2022) وارداتها من الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة بأكثر من الضعف، من 22 مليار متر مكعب في العام الماضي (2021)، إلى 48 مليار متر مكعب هذا العام حتى الآن.

وأوضحت انخفاض أسعار الغاز، التي بلغت نحو ثلثي ما كانت عليه في الصيف، عندما وصلت إلى أعلى مستوى تاريخي بلغ 316 يورو (316.5 دولارًا أميركيًا) لكل ميغاواط/ساعة في 26 أغسطس/آب (2022).

وخلال المدة من يناير/كانون الثاني وحتى أغسطس/آب (2022)، انخفضت واردات الغاز الروسية عبر خطوط الأنابيب إلى الاتحاد الأوروبي بمقدار 43 مليار متر مكعب، وتراجع إجمالي واردات الغاز من روسيا، بما في ذلك الغاز الطبيعي المسال بمقدار 39 مليار متر مكعب.

وفي الوقت نفسه، ارتفعت واردات أوروبا من الغاز الطبيعي المسال من خارج روسيا بمقدار 28 مليار متر مكعب، في حين ارتفعت واردات خطوط الأنابيب غير الروسية بنسبة 17 مليار متر مكعب.

وما يزال الغاز الطبيعي المسال الروسي يؤدي دورًا مهمًا في الإمدادات الأوروبية، ففي حين كانت الولايات المتحدة المورد الرئيس للغاز الطبيعي المسال للاتحاد الأوروبي، إذ صدرت واشنطن 16 مليار متر مكعب (45% من إجمالي واردات الاتحاد الأوروبي من الغاز الطبيعي المسال)، في الربع الثاني من عام 2022، كانت روسيا ثاني أكبر مورد بنحو 6.5 مليار متر مكعب، تلتها قطر بـ4.6 مليار متر مكعب.

الدول الأكثر استيرادًا للغاز المسال

كانت دول الاتحاد الأوروبي كمجموعة مكونة من 27 دولة، أكبر مستورد للغاز الطبيعي المسال في الربع الثاني من عام 2022، متقدمة على اليابان والصين.

وفي الربع الثاني من عام 2022، كانت إسبانيا أكبر مستورد للغاز الطبيعي المسال في الاتحاد الأوروبي، إذ استوردت 8.5 مليار متر مكعب، متقدمة على فرنسا (8.3 مليار متر مكعب) وبلجيكا (5 مليارات متر مكعب).

وانخفض استهلاك الغاز في الاتحاد الأوروبي بنسبة 16% (13.9 مليار متر مكعب) على أساس سنوي إلى 71 مليار متر مكعب،
كما انخفض الطلب على الغاز في توليد الكهرباء بنسبة 7% (8.1 تيراواط/ساعة).

وارتفعت واردات الاتحاد الأوروبي من الغاز الطبيعي المسال بنسبة 49% على أساس سنوي، لتصل إلى 36 مليار متر مكعب، في حين انخفضت واردات الاتحاد الأوروبي الإجمالية من الغاز بنسبة 3% بسبب ارتفاع الأسعار.

وللتخفيف من حدة أزمة الغاز في أوروبا، أنفقت بروكسل ما يُقدّر بنحو 75 مليار يورو على واردات الغاز في الربع الثاني من عام 2022.

الطاقة المتجددة

قالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين: "خياراتنا اليوم ستحدد ما إذا كانت لدينا إمدادات الطاقة التي نحتاج إليها لعام 2023 وما بعده، لكن علينا أن نتحرك الآن".

أزمة الغاز في أوروبا
رئيس وكالة الطاقة الدولية، فاتح بيرول

وأضافت فون دير لاين: "بحلول نهاية العام (2022)، سنكون قد حققنا أكبر نمو في مصادر الطاقة المتجددة في تاريخ اتحادنا الأوروبي، 50 غيغاواط أخرى، وهو ضعف ما أضفناه العام الماضي، ويمكننا أن نسرع الإنتاج أكثر".

ويتمثّل جزء رئيس من توفير إمدادات الطاقة في تسريع عجلة الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة، بما في ذلك طاقة الرياح والطاقة الشمسية، بحسب رئيسة المفوضية الأوروبية.

وقالت أورسولا فون دير لاين، إن تقديرات وكالة الطاقة الدولية تشير إلى أن الاتحاد الأوروبي يمكن أن يحلّ محلّ 14 مليار متر مكعب من الغاز -ما يقرب من نصف فجوة الغاز المحتملة في الاتحاد الأوروبي-، فقط من خلال تسريع مشروعات الطاقة المتجددة.

وكانت وكالة الطاقة الدولية، قد صرّحت يوم الخميس 3 نوفمبر/تشرين الثاني (2022)، بأن أوروبا بحاجة إلى التحرك الآن لتجنب نقص الغاز الطبيعي العام المقبل في ظل فقدان الإمدادات الروسية وتوقعات زيادة الطلب الصيني.

مخزونات الغاز

قال رئيس وكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول: "نحن ندق ناقوس الخطر للحكومة والمفوضية الأوروبية، إذ يشير تقرير الوكالة إلى أن أوروبا قد تواجه فجوة تصل إلى 30 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي خلال مدة الصيف التي ينخفض فيها الطلب، وهو أمر بالغ الأهمية لإعادة تعبئة مواقع تخزين الغاز في عام 2023.

وقال بيرول، إن مثل هذه الفجوة قد تؤدي إلى امتلاء المخازن بنسبة 65% فقط قبل الشتاء المقبل، بدلاً من الـ95% المستهدفة.

وأضاف رئيس وكالة الطاقة الدولية، أن الحكومات بحاجة إلى تسريع التحسينات في كفاءة الطاقة وتسريع نشر الطاقة المتجددة والمضخات الحرارية لتجنب تفاقم أزمة الغاز في أوروبا.

وقالت الوكالة الدولية للطاقة، إنه اعتمادًا على الطقس، يمكن أن تتراوح مستويات تخزين الغاز بحلول نهاية موسم التدفئة 2022/2023 ما بين 5% و35%، لتصل في الصيف من 60 إلى 90 مليار متر مكعب، بحسب رويترز.

بينما الطلب من الصين قد يستحوذ على 85% من الزيادة المتوقعة البالغة 20 مليار متر مكعب في العرض العالمي للغاز الطبيعي المسال في عام 2023، فمن شبه المؤكد أن يكون لدى أوروبا كمية أقل بكثير من الغاز الروسي مقارنة بهذا العام.

وتتوقع وكالة الطاقة الدولية تراجع إنتاج الغاز الطبيعي إلى 3.264 تريليون متر مكعب بحلول 2030، ثم إلى 1.178 تريليون متر مكعب بحلول 2050، في سيناريو الحياد الكربوني.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق