نفطتقارير النفطرئيسيةروسيا وأوكرانيا

انهيار صادرات النفط الروسي المنقولة بحرًا.. هل انقلب السحر على الساحر؟

متأثرة بسياسة خفض الإنتاج

محمد عبد السند

تأثرت صادرات النفط الروسي المنقولة بحرًا بسياسات خفض الإنتاج التي أعلنتها موسكو في الشهور الأخيرة، ردًا على العقوبات الغربية التي تستهدف إمدادات روسيا من الطاقة.

ويستهدف الغرب قطاع الطاقة الروسي بمجموعة من العقوبات، من بينها السقف السعري، في مسعى منه للحد من إيرادات تلك الصناعة الحيوية التي يَزعُم أنها تُستغل لتدوير آلة الحرب في أوكرانيا.

وفي هذا الصدد، انهارت صادرات النفط الروسي المنقولة بحرًا خلال الأسبوع الماضي، في علامة واضحة على بدء حصاد موسكو ثمار خططها الخاصة بخفض الإنتاج، حسبما أوردت شبكة بلومبرغ.

وهبطت صادرات النفط الروسي بواقع 1.24 مليون برميل يوميًا، مسجلةً أسوأ تراجع أسبوعي منذ أن ضربت العواصف ميناءين للصادرات في أواسط ديسمبر/كانون الأول (2022)، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وبذلك وصل حجم صادرات النفط الروسي إلى أقل من 3 ملايين برميل يوميًا، وذلك للمرة الأولى خلال 8 أسابيع، وفق البيانات التي جمعتها بلومبرغ.

ويوضح الرسم البياني أدناه -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- إيرادات صادرات النفط الروسي:

إيرادات صادرات النفط الروسي منذ بدء غزو أوكرانيا

خفض الإنتاج

تعهّدت روسيا بخفض إنتاجها النفطي بمقدار 500 ألف برميل يوميًا بدءًا من الشهر الماضي وحتى يونيو/حزيران (2023)، في إطار ردة فعلها على سقف الأسعار الذي فرضته مجموعة الدول الـ7 على مبيعات الخام الروسي.

ثم أطالت موسكو أمد هذا الخفض إلى نهاية العام الجاري (2023)، في إطار تحرك أوسع من قبل تحالف أوبك+.

وفي 7 أبريل/نيسان (2023)، قال وزير الطاقة الروسي نيكولاي شولغينوف إن بلاده خفّضت الإنتاج النفطي بواقع 700 ألف برميل يوميًا في مارس/آذار (2023)، ما يشير إلى أن الانخفاض في تدفقات صادرات النفط الروسي قد يستمر خلال الأسابيع المقبلة.

بيانات متقلبة

بينما قد يكون الهبوط في صادرات النفط الروسي أول مؤشر على خفض الإنتاج، تتسم البيانات الأسبوعية بقدر من التذبذب، في ظل غلق المواني لأسباب تتعلق بالطقس.

وشهدت صادرات النفط الروسي زيادة في بداية العام الحالي (2023)، الذي تجلى بوضوح في متوسط بيانات الأسابيع الـ4، ما يعكس آثار تحويل مسار صادرات النفط الخام الذي كان يُسلم في السابق إلى كل من بولندا وألمانيا عبر خط أنابيب دروجبا.

وتوقفت تدفقات صادرات النفط الروسية الواصلة إلى المانيا في نهاية عام 2022، في حين توقفت الصادرات إلى بولندا في أواخر شهر فبراير/شباط (2023)،

وكانت مصفاة النفط "بي كي إن أورلن" البولندية قد أنهت تعاقدها السابق مع شركة روسية لتوريد النفط، ردًا على وقف موسكو تدفق شحنات النفط عبر خط أنابيب دروجبا.

وتعني خسارة خطوط الأنابيب تلك تصدير 500 ألف برميل إضافية يومية من الخام الروسي عبر مواني البلاد، رغم أن الحظر الذي يفرضه الاتحاد الأوروبي على جميع واردات الخام والوقود المكرر الروسي، و-أيضًا- سقف الأسعار المفروض من قبل مجموعة الـ7، قد دفعا موسكو إلى التهديد بتقليص الإنتاج.

وكانت شحنة من الخام الروسي قد فُرّغت أخيرًا في مستودعات التخزين بمصفاة تيما الغانية خلال عطلة نهاية الأسبوع، بعدما ظلّت السفينة التي كانت تُقل الشحنة راسية قُبالة سواحل ميناء البلد الواقع غرب أفريقيا طوال الأسابيع الـ6 كاملة.

صادرات النفط الروسي
خط أنابيب دروجبا - الصورة من كليميت نيوز

تراجع الإنتاج

تراجع حجم إنتاج الخام المحمول على السفن المتجهة إلى الصين والهند بجانب تدفقات صغيرة إلى تركيا، وكميات صغيرة من الخام المحمول على السفن التي لم تُظهر أي وجهة نهائية بعد، إلى 3.24 مليون برميل يوميًا خلال مدة الأسابيع الـ4 الأخيرة.

وبعد أن صارت الوجهات النهائية لشحن الصادرات في أواخر يناير/كانون الثاني (2023) واضحة، ارتفعت التدفقات إلى الصين نحو مستويات ما قبل الغزو الروسي لأوكرانيا، وظلت على مقربة من تلك المستويات المرصودة في فبراير/شباط (2023).

وتشير الأنماط التاريخية إلى أن معظم السفن التي يُطلق عليها "وجهات آسيا غير المعلومة"، وتتجه صوب قناة السويس، سينتهي بها المطاف في الهند.

في غضون ذلك تتواصل عمليات نقل شحنات صادرات النفط الروسي من سفينة إلى أخرى في البحر المتوسط، وهو ما يتضح أكثر قبالة سواحل مدينة سبته في شمال أفريقيا والخاضعة للسيادة الإسبانية، و-أيضًا- قبالة السواحل اليونانية قرب مدينة كلماتا.

ونُقلت 57 شحنة على الأقل بين السفن في هذين الموقعين منذ بداية العام الجاري (2023)..

وهبطت صادرات النفط الروسية المنقولة بحرًا قبالة السواحل اليونانية، معظمها في خليج لاكونيكوس، إلى 6.4 مليون برميل في مارس/آذار (2023)، ما يعادل 208 آلاف برميل يوميًا، من الرقم الذي خضع للمراجعة في فبراير/شباط (2023)، والبالغ 9.7 مليون برميل نفط.

ويُقارَن هذا بحجم صادرات النفط الروسي المنقول بحرًا قبالة سواحل سبتة، والبالغة 5.8 مليون برميل، ما يعادل 188 ألف برميل يوميًا.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق