تقارير النفطرئيسيةنفط

لماذا يصعب التنبؤ بالطلب على البنزين في أميركا؟.. تقرير يجيب

أسماء السعداوي

لا تُعد مؤشرات الطلب على البنزين في أميركا عاملًا حيويًا للبلاد فقط وإنما للعالم أجمع، إذ تستهلك السيارات هناك 9% من النفط العالمي، ولذلك فالتوقعات عامل يحدد أسعار الوقود العالمية.

وفي هذا الصدد، قال تقرير حديث، إنه من غير المتوقع أن تعود مستويات الطلب على البنزين في أميركا إلى سابق عهدها قبل وباء كورونا (كوفيد-19)، وفق ما أوردته وكالة رويترز، وطالعته منصة الطاقة المتخصصة.

ويرجع ذلك إلى تسارع وتيرة تحول الطاقة في ظل خطط الحكومة الأميركية وصناعة السيارات، للتحول بعيدًا عن مصادر الوقود الأحفوري المسببة لغازات الاحتباس الحراري، من أجل مكافحة تغير المناخ.

محركات الطلب على البنزين في أميركا

حلل التقرير عوامل المعادلة الصعبة للطلب على البنزين في أميركا، التي تتألف من عوامل تحول الطاقة وسياسات الحكومة والأداء الاقتصادي وتفضيلات المستهلكين، والتي تجعل من الصعب التنبؤ بحجم الطلب.

وتحمل تلك التوقعات أهمية بالغة لمصافي التكرير، لاتخاذ قرارات بشأن الإنتاج، فإذا كان إنتاج مصفاة ما أقل من الطلب فسيؤدي ذلك إلى ارتفاع الأسعار أو نقص المعروض من البنزين.

كما تحمل توقعات الطلب على البنزين في أميركا أهمية خاصة لصناع السياسات لرصد عملية تحول الطاقة.

وبلغ استهلاك البنزين في أميركا ذروته في عام 2018، عندما سجل نحو 9.33 مليون برميل يوميًا، وفق بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية.

ثم تراجع الطلب على البنزين لأغراض النقل، بسبب زيادة معدلات العمل من المنزل، كما أسهمت المعايير الخاصة بكفاءة المركبات في زيادة المسافة التي يقطعها السائقون مقارنة بعدد الغالونات من البنزين.

وأسهم نمو مبيعات السيارات الكهربائية -أيضًا- في تراجع استهلاك الوقود، وكذلك ارتفاع أسعار الوقود بعد الحرب الروسية الأوكرانية في مطلع العام الماضي (2022).

وفي مقابل كل عوامل تراجع الطلب تلك، كانت هناك دوافع أخرى لزيادة الطلب، ومنها شراء الأميركيين أعدادًا قياسية من المركبات التي تستهلك كميات ضخمة من الوقود، مثل شاحنات النقل وسيارات الدفع الرباعي.

يوضح الرسم البياني التالي -أعدته منصة الطاقة المتخصصة- استهلاك البنزين في أميركا:

الطلب على البنزين في أميركا

وكالة الطاقة الدولية

انعكست تلك الصعوبة في تقدير الطلب على البنزين في أميركا على وكالة الطاقة الدولية، التي عدّلت توقعاتها أكثر من مرة خلال هذا العام (2023).

ففي يناير/كانون الثاني 2023، قالت الوكالة إن الطلب سيبلغ 8.74 مليون برميل يوميًا خلال هذا العام، بانخفاض عن 8.76 مليون برميل يوميًا في عام 2022 المنصرم.

ثم في يوليو/تموز 2023، توقعت أن يستكمل الطلب تعافيه بعد الوباء، ليرتفع إلى 8.92 مليون برميل يوميًا بزيادة عن العام الماضي، وأقل من متوسط المعدل السنوي في 2018.

وتتوقع وكالة الطاقة أن يتراجع الطلب على وقود السيارات إلى نحو 8.12 مليون برميل يوميًا في 2030.

كما قد يتراوح الطلب صعودًا وهبوطًا بين 7.85 مليون برميل يوميًا و8.75 مليون برميل يوميًا، اعتمادًا على عوامل أسعار النفط وتغير السياسات والنمو الاقتصادي ومبيعات السيارات الكهربائية.

السيارات الكهربائية

تتوقع وكالة الطاقة الدولية نمو مبيعات السيارات الكهربائية في الولايات المتحدة إلى 1.6 مليون سيارة هذا العام (2023)، مقارنة بمليون في عام 2022 المنقضي، كما من المحتمل أن تسجل 8.3 مليون سيارة بحلول عام 2030، وذلك حال وفاء شركات صناعة السيارات بتعهداتها الخاصة بزيادة الإنتاج الطوعية.

حاليًا، تمثّل السيارات الكهربائية أقل من 1% من السيارات على الطرق البالغ عددها 286 مليون سيارة.

وتضخ إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن استثمارات بالمليارات لدعم السيارات الكهربائية، عبر تقديم إعانات من خلال قانون خفض التضخم، وتوفير البنية الأساسية للشحن، بالإضافة إلى تحسين كفاءة محركات الاحتراق.

وحال ارتفاع مبيعات السيارات الكهربائية وزيادة كفاءة الوقود، توقع محللو مصرف جي بي مورغان في فبراير/شباط المنقضي، أن يقطع السائقون مسافة أطول بنسبة 8% نظير استهلاك بنزين أقل بنسبة 16%، وذلك بين عامي 2022 و2030.

ووفقًا لتقديرت البنك الأميركي، فلقد أدت كفاءة الوقود ومبيعات السيارات الكهربائية، إلى خفض الطلب على البنزين في أميركا بنحو 100 ألف برميل يوميًا في 2022.

وحول كفاءة الوقود، يشتري معظم الأميركيين سيارات الدفع الرباعي والبيك أب والسيارات الصغيرة (ميني فان)، وهي الأسوأ من حيث كفاءة الوقود بين السيارات الخفيفة.

وسجل إنتاج سيارات الدفع الرباعي الجديدة زيادة قياسية في عام 2022 بنسبة نمو 45%، في حين سجلت سيارات البيك أب نسبة نمو 16%.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق