أنسيات الطاقةالتقاريرتقارير السياراتتقارير النفطسلايدر الرئيسيةسياراتنفط

مبيعات السيارات الكهربائية والطلب على النفط.. أنس الحجي يفضح المغالطات الإعلامية (صوت)

أحمد بدر

قال مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن مبيعات السيارات الكهربائية تشهد تضليلًا إعلاميًا كبيرًا في المدة الأخيرة، لا سيما فيما يتعلق بالبيانات.

وأضاف الحجي، في حلقة من برنامجه "أنسيات الطاقة"، قدّمها في مساحات تويتر بعنوان "مستقبل الطاقة بين الواقع والأحلام والتضليل الإعلامي"، أن الأسبوع قبل الماضي شهد بدء إعلان شركات تصنيع السيارات بياناتها للربع الثاني من العام، والذي شهد تضليلًا إعلاميًا كبيرًا.

وتابع: "بالطبع تشمل هذه البيانات مبيعات السيارات الكهربائية والتقليدية بالتفصيل لكل نوع وكل نموذج، وهذه البيانات متاحة للجميع، ولكن وسائل الإعلام التي تميل إلى اليسار ولديها خطة، نشرت هذه التقارير بطريقة خاصة تحمل الكثير من المغالطات".

وأوضح أن المعلومات المنشورة كانت صحيحة، ولكنهم نشروا أرقام السيارات التي تسير بالبنزين والديزل بالكامل كما هي أرقام ونسب، مثلا زادت مبيعات شركة فورد بمقدار 30 ألف سيارة في الربع الماضي، وهذا يمثّل زياده 9%، فذكروا الرقم والنسب، ولكن عند الحديث عن مبيعات السيارات الكهربائية ذكروا النسب فقط.

التضليل الإعلامي في "نسب المبيعات"

يقول الدكتور أنس الحجي، إن وسائل الإعلام، عندما تناولت بيانات مبيعات السيارات الكهربائية لجأت إلى التضليل، إذ تجاهلت الأرقام وذكرت النسب فقط، وهنا يبرز التحيز الكبير.

وأضاف: "هناك مشكلة كبيرة في ذلك، ومثال عليها ما حدث أمس، عندما ذكروا أن سيارات تويوتا الكهربائية زادت مبيعاتها بنسبة 745% في الربع الثاني، والأمر نفسه مع مبيعات سيارات فورد الكهربائية، التي قالوا، إنها زادت بنسبة 150%".

مبيعات السيارات الكهربائية
سيارة كهربائية من إنتاج شركة تويوتا - الصورة من موقع الشركة

وأوضح الدكتور أنس الحجي أن الأزمة هنا، ومثال عليها نشر معلومات عن زيادة مبيعات فورد من السيارة "بيك أب" بنسبة 100%، التي يستهلك طرازها العادي البنزين بكثرة، لذلك فإن البديل الكهربائي من شأنه أن يؤدي إلى خفض الطلب على النفط،.

ولكن وسائل الإعلام، وفق الحجي، لم تذكر أرقام مبيعات فورد من هذه الشاحنة، لأن مبيعاتها الإجمالية لم تتجاوز 900 شاحنة، واكتفوا بذكر النسبة ليقولوا، إنها شهدت زيادة كبيرة، وبالنسبة إلى مبيعات السيارات الكهربائية لشركة تويوتا التي قالوا، إنها زادت بنسبة 745%، أي أكثر من 7 أضعاف، نجد الأرقام تقول، إنها باعت 1961 سيارة فقط.

ولفت إلى أن وسائل الإعلام تذكر النسب فقط، بهدف إقناع الناس بأن هناك إقبالًا شديدًا على السيارات الكهربائية، وبالطبع أنصار هذه السيارات يأخذون هذه النسب ويروّجون لها، ويذهب خبراؤهم لإلقاء محاضرات في الخليج ودول أوروبا عن هذه النسب الهائلة والزيادة الكبيرة في مبيعات السيارات الكهربائية.

وأشار إلى أن هؤلاء المحاضرين يتحدثون عن ضرورة شراء السيارات الكهربائية، ولكنهم لا يقولون بأن هذا سيؤدي إلى انخفاض الطلب على النفط، ومن ثم سيؤدي إلى انهيار أسعار النفط، فتنهار اقتصادات دول الخليج.

السيارات الكهربائية والطلب على النفط

قال خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن مبيعات السيارات الكهربائية من إنتاج تويوتا، التي بلغت 1961 سيارة، لا يمكن أن تؤثّر في الطلب على النفط، وحتى عندما يتحدثون عن مبيعات شركة تيسلا يقولون، إنها 500 ألف سيارة في الربع الثاني من 2023، فتأثيرها في الطلب على النفط أقلّ بكثير مما يتوقعون -أيضًا-.

الطلب على النفط

وأشار أنس الحجي إلى أن هناك مبالغة من وسائل الإعلام، فيما يتعلق بطريقة طرح الموضوع، لا سيما أنهم عند مناقشتهم تجد أن الأرقام صحيحة، ولكنهم اكتفوا بذكر النسب بعيدًا عن الأرقام، وهذا يجعل مهمة "منصة الطاقة" صعبة جدًا، إذ تعاني مع بعض القرّاء، الذين يشعرون أن كلام الصحف الأجنبية صحيح، والعربي غير صحيح، لأن الأجنبي قال، إن الزيادة 745%، ولا يعرفون أن الأمر سهل جدًا.

وأضاف: "نحن عندما نتكلم عن مبيعات السيارات الكهربائية من تيسلا بمقدار 500 ألف سيارة، فهناك إشكالات عدّة، الأولى أن البيانات تُظهر -سواء في أوروبا أو الولايات المتحدة- أن عدد الأميال -في المتوسط- التي تسيرها هذه السيارات أقلّ، بعبارة أخرى أن الناس يستعملونها أقلّ من سيارة البنزين".

ومن ثم، وفق الحجي، فإن المتوسط -مثلًا- في أميركا من 10 إلى 12 ألف ميل سنويًا للسيارة العادية، وإلى الآن يقولون، إن السيارات الكهربائية تستعمَل بحدود 800 ميل، ومن ثم من الصعب إعطاء رقم محدد لانخفاض الطلب على النفط، ونتيجة ذلك فإن الـ500 ألف سيارة هذه أثرها في أسواق النفط 12 إلى 17 ألف برميل فقط.

وأردف: "لو نظرنا إلى ما يسمى (البراميل المفقودة)، وهو الخطأ في حسابات إدارة معلومات الطاقة الأميركية في الحسابات الأسبوعية، عندما يقدّرون الطلب والعرض لا يتساويان، ومن ثم هناك خطأ يُحسَب ويوضَع في المعادلة ليتساوى الطرفان، هذا الخطأ فقط في المعادلة أكثر من 100 ضعف آخر مبيعات تيسلا في الطلب على النفط خلال الربع الثاني".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق