أنسيات الطاقةالتقاريرتقارير النفطسلايدر الرئيسيةنفط

أنس الحجي: أسواق النفط في 2024 تستعد لأحداث كبرى.. أبرزها الانتخابات الأميركية (صوت)

أحمد بدر

قال مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن أسواق النفط في 2024 ستشهد كثيرًا من الأحداث، والتي ستكون أبرزها أحداثًا سياسية.

وأوضح الحجي، في حلقة من برنامج "أنسيات الطاقة"، قدّمها بموقع "تويتر" بعنوان "نظرة أولية إلى أسواق النفط في 2024"، أن الحدث الأهم في (2024) سيكون الانتخابات الرئاسية الأميركية، والتي من المنتظر أن تلقي بظلالها على أسواق النفط.

وأضاف: "أسواق النفط في 2024 ستتأثر بالانتخابات الرئاسية الأميركية، لأن الجميع يعلمون أن الرئيس جو بايدن استعمل مخزون النفط الإستراتيجي الأميركي قبل الانتخابات الماضية، وسحب 180 مليون برميل، وهي أكبر كمية في التاريخ من ناحية السحب".

النفط في السياسة الأميركية

قال مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة الدكتور أنس الحجي، إن الأميركيين يحاولون الآن إعادة ملء المخزون، ولكن هناك شكوك كبيرة في ذلك، إلّا أنه في حالة ارتفاع أسعار النفط بشكل كبير في صيف 2024، هل سيلجأ بايدن إلى استعمال المخزون الإستراتيجي؟ طبعا هذا سيؤثّر في الأسعار، وسيؤثّر في أساسيات السوق.

أسواق النفط في 2024

وأوضح أنس الحجي أن هذا يؤثّر في أسواق النفط عام 2024، ولكنه يؤثّر أيضًا في أسواق الغاز، لأن جزءا كبيرًا من واردات الغاز الأوروبية، التي تسهم في التخلص من الغاز الروسي، يأتي من الولايات المتحدة الأميركية، ومن ثم فإن ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي في أميركا بشكل كبير إلى 10 دولارات للوحدة، وهو الآن دولاران، ستعاني أوروبا، وربما تعود بعض الدول للتعاون مع بوتين.

وأكد أن الانتخابات الأميركية سيكون لها أثر في أسواق النفط في 2024، وفي مجال الطاقة عمومًا، ولكن عند الحديث عنها، وخاصة فيما يتعلق بالعلاقات الأوروبية الأميركية، يجب الانتباه إلى أن آخر ما تريده السعودية ودول الخليج ودول أوبك هو أن يصبح النفط كرة في ملاعب السياسيين الأميركيين.

وتابع: "هذا يضرّ دول الخليج وسمعتها، لا سيما أن كل دول الخليج منتجة للنفط، ومن ثم فإن تلاعُب السياسيين الأميركيين بالنفط يضرّ الصناعة، إذ من الواضح أن هناك محاولات لتحييد النفط، وهو أمر يعني بالضرورة منع أسعار من الارتفاع إلى مستويات كبيرة، حتى لو سمحت الأسواق بذلك".

ولفت إلى أن بعضهم يعتقدون أن دول الخليج قد تريد أن ينجح مرشح جمهوري في الانتخابات الرئاسية الأميركية، ومن ثم تريد رفع أسعار النفط، ولكن بشكل كبير لن يربح المرشح الجمهوري فقط بسبب أسعار النفط، هناك أسباب كثيرة، ومن ثم ليس من صالح دول الخليج أن تسهم سياستها في رفع الأسعار بشكل كبير قبل الانتخابات.

وأضاف: "من أهداف دول الخليج منع أن يكون النفط كرة في ملاعب السياسيين الأميركيين، لأن هذا يمكن أن يؤدي إلى تشويه إعلامي يمكن أن يحدث، وأن تتكون فئات أو مجموعات أو (لوبيات) ضد صناعة النفط عمومًا، وضد الدول العربية النفطية خصوصٍا".

أبرز الأحداث المتوقعة في 2024

قال خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن أسواق النفط في 2024 ستشهد آثارًا واضحة، في حالة استمرار أوبك+ بالتخفيض الحالي حتى نهاية العام المقبل، إذ إن سياسة التحالف الآن هي مواصلة خفض الإنتاج، التي أُقِرّت في أكتوبر/تشرين الأول 2022، حتى نهاية ديسمبر/كانون الأول 2024.

وأشار الحجي إلى ما نشرته وكالة رويترز قبل أيام، بشأن قرار السعودية بتمديد تخفيض الإنتاج الطوعي لـ500 ألف برميل يوميًا حتى نهاية 2024، وذلك قبل افتتاح الأسواق الأميركية، ولكن الأسواق الأوروبية والآسيوية كانت مفتوحة، فارتفعت الأسعار بحدود 80 سنتًا تقريبًا بسبب الخبر.

ويوضح الإنفوغرافيك التالي، من إعداد منصة الطاقة المتخصصة، حجم الخفض الطوعي من جانب 9 دول من أوبك+، من بينها السعودية:

الخفض الطوعي من جانب السعودية و8 دول في أوبك+

وأضاف أنس الحجي: "تلقّينا الخبر بدهشة، لأنه قديم ويعود إلى شهر مارس/آذار، وفجأة تخرج وكالة رويترز لتقول: "آسفون وأخطأنا"، وسبق أن تحدثنا عن مشكلات كبيرة بين دول أوبك+ ووكالات الأنباء، وهذه إحدى المشكلات، إذ لماذا تنشر خبرًا غير حقيقي، ثم تعتذر عنه؟".

وأوضح أن هناك تجّارًا استفادوا من الخبر، بعدما ارتفعت أسعار النفط، وباعوا ما لديهم، وحصلوا على أموالهم، لذلك يكون هناك تساؤل: هل هو أمر مقصود، أم أنه خطأ بالفعل؟ وكيف حدث أن يخطئوا وينشروا خبرًا قديمًا من مارس/آذار الماضي؟.

وتابع: "بالإضافة إلى الخفض الطوعي السعودي الذي ستشهده أسواق النفط في 2024، هناك تخفيض المليون برميل يوميًا، الذي جددته المملكة مرة أخرى من يوليو/تموز إلى أغسطس/آب، والذي من المتوقع تمديده شهريًا".

ولفت إلى أن الفكرة هنا أنه إذا تواصلت هذه التخفيضات حتى نهاية عام 2024، حتى دون المليون برميل، ستنخفض مخزونات النفط العالمية بشكل كبير، وهذا سيؤدي إلى ارتفاع الأسعار، ولكن الصين ستستعمل الاحتياطي الإستراتيجي، وتمنع الأسعار من الارتفاع بشكل كبير.

غموض وضبابية في 2024

قال مستشار تحرير منصة الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن الوضع ضبابي جدًا بالنسبة لأسواق النفط في 2024، ولا أحد يعرف عنه شيئًا.

وأضاف: "سأعطيكم بعض الأمثلة عن الضبابية والصعوبة في التنبؤ، بما قد يحصل في أسواق النفط في 2024، إذ إن كثيرًا من الاقتصاديين يتوقعون ركودًا اقتصاديًا في الولايات المتحدة وبعض الدول الأخرى، وطبعًا هناك ركود اقتصادي ببعض الدول الأوروبية".

وأوضح أنه لا أحد يدري إن كان سيحدث الركود في الولايات المتحدة، وربما في العالم في النصف الثاني من هذا العام، لأنه في حالة حدوثه هناك إشكال كبير في تعريفه الرسمي، وحتى إذا وافق الركود التعريف الرسمي، هناك -أيضًا- بعض الفتاوى التي تشير إلى أنه لم يكن فعلًا ركودًا اقتصاديًا، لأنه في حالة الجزم به يجب أن يكون كبيرًا، بما يعني انخفاض الطلب على النفط وارتفاع المخزونات.

وتابع : "المشكلة في هذا الارتفاع في المخزونات، خاصة في أوروبا والولايات المتحدة، أن هذه المخزونات ستؤثّر في أساسيات أسواق النفط في 2024، لأنها ستُستعمَل بدلًا من إنتاج أوبك أو إنتاج روسيا أو دول أميركا اللاتينية أو غيرها، ومن ثم وجود ركود اقتصادي الآن أو في 2024 سيؤثر في أساسيات السوق.

ومن بين الأسباب الضبابية، وفق الحجي، أنه لا أحد يعرف إن كانت الحرب في أوكرانيا ستتوقف في 2024 أم لا، لأن توقّفها سيغيّر الوضع عمومًا، وسيؤثّر أيضًا في أساسيات السوق، لأن روسيا من أكبر المنتجين في العالم.

أسواق النفط في 2024

وبالنسبة للنمو الاقتصادي في الصين والهند، اللتين تُعَدّان الآن من محرّكات الاقتصاد العالمي، يرى الدكتور أنس الحجي أنه لا أحد يعرف ما إذا كان سيحدث نمو كبير أم عادي، وهل سينخفض النمو إلى الصفر، أو هل سيكون هناك ركود اقتصادي؟.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق