تقارير الغازالتقاريرسلايدر الرئيسية

الغاز المسال القطري والأميركي يستحوذان على كعكة الإمدادات العالمية (توقعات)

أسماء السعداوي

اقرأ في هذا المقال

  • الغاز المسال القطري والأميركي يحتلان مساحة كبيرة على خريطة الإمدادات العالمية.
  • حصة الغاز المسال القطري والأميركي قد تتجاوز 60% بحلول عام 2040.
  • 3 تحديات تجب معالجتها لنمو سوق الغاز المسال.

يحتل الغاز المسال القطري والأميركي مساحة كبيرة على خريطة الإمدادات العالمية، وخاصة بعد انسحاب روسيا من مشهد الطاقة في أعقاب غزوها لأوكرانيا.

وتمثل قطر والولايات المتحدة مجتمعتين 40% من سلسلة توريد الغاز المسال العالمية حاليًا، كما تمتلك البلدان وفرة من الغاز منخفض التكلفة، وأسعارًا تنافسية، وشراكات تجارية ذكية، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وبناءً على ذلك، توقّعت شركة أبحاث الطاقة "وود ماكنزي" أن تتجاوز حصة الغاز المسال القطري والأميركي بالسوق العالمية حاجز 60% بحلول عام 2040.

أعد التقرير 4 من كبار محللي الشركة؛ هم: كبير المحللين سيمون فلاورز، ومدير أبحاث الغاز والغاز المسال الأميركي دالس وانغ، ونائب رئيس أبحاث الغاز والغاز المسال ماسيمو دي أودورادو، ورئيس أبحاث أصول الغاز والغاز المسال غيلس فيرر.

آفاق الغاز المسال القطري والأميركي

سلّط تقرير الشركة لشهر يوليو/تموز، الضوء على تغير مشهد الطلب العالمي على الغاز المسال، بعد مرور نحو عام ونصف العام على اندلاع شرارة الحرب الروسية الأوكرانية.

ففي يوليو/تموز من العام الماضي (2022)، كانت أوروبا تتلهف على إمدادات الغاز المسال؛ لتعويض الفراغ الذي تركته روسيا -المزود الرئيس للغاز عبر الأنابيب قبل الحرب- حينها فقط بدا أن الوضع تحت سيطرة البائعين والمطورين للمشروعات.

والآن، تغير الوضع إلى النقيض تمامًا مع عودة ميزان القوة إلى يد المشترين؛ فقد انهارت الأسعار الفورية للغاز المسال بنسبة 90%، مقارنة بذروة الأسعار في 2022 المنصرم.

كما من المتوقع أن تصل تدفقات جديدة من الغاز المسال إلى السوق بدءًا من عام 2025، وفق تقرير وود ماكنزي.

وحلّلت شركة الأبحاث العالمية مستقبل سوق الغاز المسال العالمية، داعيةً مطوري المشروعات إلى عدم النظر تحت أقدامهم، بل توجيه أنظارهم إلى المدى البعيد؛ حيث تكمن المكاسب.

وقال مؤلفو التقرير إن توقعاتهم لمستقبل صناعة الغاز المسال متفائلة؛ إذ تحتاج السوق إلى 100 مليون طن سنويًا؛ لتلبية الطلب المتزايد بحلول منتصف عقد 2030؛ ما يمثل زيادة قدرها 25% عن الإمدادات الحالية.

حدد الخبراء 3 تحديات على مطوري المشروعات العالمية معالجتها للاستفادة من نمو السوق وزيادة التنافسية، وعلى رأسها الغاز المسال القطري والأميركي.

يوضح الرسم التالي -الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- تصدُّر أميركا وقطر قائمة أكبر مصدّري الغاز المسال إلى أوروبا في 2022:

الغاز المسال القطري والأميركي

  • حماية هوامش الأرباح من تضخم التكاليف

يؤكد التقرير أن صناعة الغاز المسال ليست بمنأى عن أزمات سلاسل التوريد؛ فقد أدى فيضان القرارات الاستثمارية النهائية، على مدار العامين الماضيين، إلى المنافسة على العمال والمواد.

وارتفعت تكاليف تطوير مشروعات الغاز المسال الأميركي من أقل من 600 دولار للطن قبل وباء كورونا، لتلامس حاجز 1000 دولار للطن اليوم.

كما من المتوقع أن ترتفع تكلفة بناء خطوط إنتاج ضخمة جديدة لقطاع الغاز المسال القطري بنسبة 30%، في حقل الشمال الجنوبي مقارنة بالتكلفة ذاتها قبل عامين في حقل الشمال الشرقي.

يقول التقرير إن القفزة في تكاليف البناء جاءت نتيجة لارتفاع أسعار الفائدة على قروض المشروعات.

وبناءً عليه، دعا الخبراء مطوري مشروعات الغاز المسال القطري والأميركي إلى التحلي بروح الابتكار، وأن يبحثوا عن حلول لتقليل التكلفة لتطوير مشروعات الإسالة ومنها محطات الغاز العائمة، والوحدات الأصغر حجمًا.

كما اقترحوا على مطوري مشروعات الغاز المسال القطري والأميركي، البحث عن سبل بديلة لزيادة العائدات عبر رفع القدرات، بإعادة تقييم خطوط الإنتاج وإزالة العقبات وزيادة المبيعات بالسوق الفورية، لكن الحل الأخير يحمل خطر هبوط الأسعار رغم أنه قد يُسهم في زيادة العائدات.

  • تلبية الطلب المتزايد على الغاز المسال منخفض الكربون

مع تلاشي المخاوف بشأن أمن الإمدادات، عاد المشترون والحكومة للتركيز على خفض الانبعاثات الكربونية.

وعلى صناعة الغاز المسال العالمية، اغتنام الفرصة لتقليل الانبعاثات في أثناء عمليات الاستخراج والإسالة والشحن؛ إذ ستؤدي لإطالة أمد الطلب على الغاز المسال عبر تحول الطاقة.

وفي هذا الصدد، تبحث مشروعات الغاز المسال الأميركية تقليل الانبعاثات الصادرة خلال عملية الاستخراج، كما تخطط شركتا "قطر للطاقة" و"نيكست ديكيد" لاحتجاز الكربون وتخزينه في محطات الإسالة.

ويدرس مطورون آخرون -أيضًا- استعمال توربينات غاز تعمل بالكهرباء المولدة من مصادر الطاقة المتجددة.

وتوقّع التقرير بيع الغاز المسال منخفض الكربون، مقابل سعر باهظ لكن سيكون هناك عواقب.

فبالنسبة إلى معظم مشروعات الغاز المسال كثيف الكربون، توقع التقرير أن تؤدي جهود خفض الانبعاثات لإضافة تكلفة تُقدر بـ2 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية.

وقد تؤدي جهود خفض انبعاثات الكربون إلى ظهور سوق من مستويين، أحدهما ذو سعر غاز مسال مرتفع ومنخفض الكربون مثل الغاز المسال القطري والأميركي، والآخر يبيع الغاز المسال مرتفع الكربون في دول تفرض ضغوطًا أقل لإزالة الكربون.

إحدى سفن الغاز المسال القطري والأميركي
إحدى سفن الغاز المسال - صورة أرشيفية
  • مضاعفة الصادرات إلى آسيا

على عكس أوروبا، تتجه الاقتصادات النامية في قارة آسيا للتخلي عن الفحم، وفي المقابل تسعى للاعتماد بقوة على الغاز الأقل تلويثًا.

وكانت الصين على رأس قائمة كبار مستوردي الغاز على مدار العامين الماضيين؛ إذ أبرمت العديد من العقود طويلة الأمد.

يقول التقرير إن الفرصة سانحة للانتشار في أنحاء الأسواق الآسيوية التي تحمل معظمها إمكانات نمو عالية، لكنه أشار إلى أن ضعف البنية الأساسية القائمة والحساسية للأسعار قد يعوق مطوري المشروعات هناك، وعليهم العمل بقوة لحل تلك العقبات.

كما اقترح إقامة شراكات مع مشترين في آسيا، مثل تلك التي أقامتها شل مع بتروناس الماليزية وميتسوبيشي وبتروتشاينا وكوغاز في مشروع كندا للغاز المسال.

لاعبون آخرون

يقول محللو شركة أبحاث الطاقة "وود ماكنزي" إن روسيا وموزمبيق خرجتا من حلبة الصراع على كعكة الغاز المسال العالمية، ومن غير المحتمل أن تحرزا أي تقدم قريبًا.

في المقابل، توقعوا أن تكون الظروف مواتية لكندا؛ إذ تمتلك موارد وفيرة، والعديد من المنتجين -بينهم آسيويون- متعطشون لتحقيق أرباح، بالإضافة إلى تداول أسعار الغاز في مؤشر "أيكو" المحلي بأسعار أقل من نظيره "هنري هب" الأميركي.

وتمتلك كندا ميزة إضافية؛ حيث تقع بالقرب من أسواق شمال آسيا، وهو ما يجنّبها قيودًا على المرور بقناة بنما، ويقلل تكاليف الشحن بمقدار 2 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق