روسيا وأوكرانياالنشرة الاسبوعيةتقارير النفطسلايدر الرئيسيةعام على حرب أوكرانيانفط

انهيار عائدات صادرات الوقود الأحفوري الروسي.. السعودية و5 دول عربية أبرز المستوردين

أسماء السعداوي

يمثّل الوقود الأحفوري الروسي أداة فاعلة في حرب الطاقة بين موسكو والغرب، إذ إنه المصدر الرئيس لعائدات خزينة الدولة، ولذلك لجأت أوروبا وحلفاؤها إلى تحجيمه، في أعقاب غزو أوكرانيا أوائل عام 2022 الماضي.

وفي هذا الصدد، سجلت عائدات صادرات الوقود الأحفوري الروسي أدنى مستوى شهري لها منذ انطلاق شرارة غزو أوكرانيا في فبراير/شباط (2022)، بحسب تقرير نشره مركز أبحاث الطاقة والهواء النظيف (CREA)، الذي طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وللشهر الثالث على التوالي، انخفضت عائدات صادرات الوقود الأحفوري الروسي إلى 591 مليون يورو يوميًا (657.5 مليون دولار أميركي) خلال يونيو/حزيران الماضي، بانخفاض نسبته 8% عن شهر مايو/أيار، و18% عن شهر أبريل/نيسان.

وكانت أكبر نسبة انخفاض من نصيب النفط الخام المنقول بحرًا الذي تراجعت عائداته إلى 24 مليون يورو يوميًا (26.4 مليون دولار) في يونيو/حزيران، بانخفاض نسبته 12% عن شهر مايو/أيار السابق له.

وانخفضت صادرات الوقود الأحفوري الروسي إلى الصين بنسبة 15% من حيث القيمة في يونيو/حزيران مقارنة بشهر مايو/أيار، كما انخفضت الصادرات إلى الهند بنسبة 24% على أساس شهري.

يُذكر أن مركز أبحاث الطاقة والهواء النظيف منظمة بحثية مستقلة تتخذ من العاصمة الفنلندية هلسنكي مقرًا لها، وتركز على اتجاهات وأسباب وحلول والآثار الصحية لتلوث الهواء، ومنها الوقود الأحفوري.

ويعتمد المركز في تقاريره على بيانات وأبحاث وأدلة علمية، بهدف دعم جهود الحكومات والشركات في التحول إلى الطاقة والهواء النظيفين، فالأبحاث هي مفتاح السياسات والقرارات الاستثمارية الناجحة.

عائدات صادرات الوقود الأحفوري الروسي

تراجعت عائدات صادرات النفط الروسي إلى 397 مليون يورو يوميًا (440.6 مليون دولار أميركي) خلال شهر يونيو/حزيران الماضي، بانخفاض 7% عن مايو/أيار، و16% عن مستويات شهر أبريل/نيسان.

(اليورو = 1.11 دولارًا أميركيًا)

ويُعد ذلك أدنى مستوى شهري لعائدات صادرات النفط الروسي، منذ بداية حرب موسكو على أوكرانيا أوائل العام الماضي.

وعلى نحو خاص، انخفضت عائدات صادرات النفط الخام الروسي بنسبة 12% إلى 24 مليون يورو يوميًا (26.6 مليون دولار) في يونيو/حزيران مقارنة بشهر مايو/أيار السابق.

وتراجعت صادرات النفط الخام الروسي إلى الهند بنسبة 29% في يونيو/حزيران مقارنة بشهر مايو/أيار 2023، كما كانت الصادرات إلى الصين عند المستويات نفسها من حيث القيمة.

وتراجعت صادرات المشتقات النفطية إلى الصين بنسبة 63% في يونيو/حزيران مقارنة بشهر مايو/أيار السابق.

ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدته منصة الطاقة المتخصصة- انخفاض عائدات صادرات النفط الوقود الأحفوري الروسي خلال يونيو/حزيران:

عائدات صادرات النفط الوقود الأحفوري الروسي

أبرز مستوردي الوقود الأحفوري الروسي

اعتمد مركز الطاقة والهواء النظيف (CREA)، في تحليلاته لأبرز مستوردي الوقود الأحفوري الروسي خلال شهر يونيو/حزيران، على بيانات شركتي كبلر لتحليل البيانات، و"مارين ترافيك" لتتبع بيانات السفن وسلطات الجمارك.

وخلال شهر يونيو/حزيران الماضي، تصدّرت الصين قائمة أكبر مستوردي الوقود الأحفوري الروسي، وكان معظم شحناتها من النفط الخام والفحم والمشتقات النفطية والغاز المسال والغاز المنقول عبر الأنابيب.

وحلّت الهند في المركز الثاني، وكانت معظم شحناتها من النفط الخام ثم المشتقات النفطية والفحم.

وجاءت تركيا في المرتبة الثالثة، وكانت أغلب وارداتها من المشتقات النفطية والنفط الخام والغاز المنقول عبر الأنابيب والفحم وغاز النفط المسال.

وكان الاتحاد الأوروبي رابع أكبر مستورد للوقود الأحفوري الروسي خلال يونيو/حزيران، واشترى النفط الخام عبر الأنابيب أو بحرًا عن طريق بلغاريا، كما استورد الغاز المنقول عبر الأنابيب والغاز المسال والمشتقات النفطية عبر الأنابيب وغاز النفط المسال.

أمّا أكثر دول الاتحاد استيرادًا للوقود الأحفوري الروسي خلال الشهر محل البحث فكانت المجر، وسلوفاكيا، وبلغاريا، وإسبانيا، والتشيك.

وجاءت المملكة العربية السعودية في ذيل القائمة بوصفها خامس أكبر مستورد للوقود الأحفوري الروسي، واشترت المشتقات النفطية والنفط الخام والفحم.

ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدته منصة الطاقة المتخصصة- تصدّر الصين قائمة أكبر مستوردي الوقود الأحفوري الروسي في يونيو/حزيران 2023:

أكبر 5 مستوردين للوقود الأحفوري الروسي في يونيو

أهم المواني المستوردة للنفط الروسي في يونيو

تصدرت الهند قائمة أبرز المواني المستوردة للنفط الروسي خلال شهر يونيو/حزيران 2023، وجاء ميناءا فادينار وسيكا في المركزين الأول والثاني، ثم جاء ميناء ياريمكا التركي على خليج إزميت ثالثًا، وميناء الفجيرة الإماراتي رابعًا، وميناء دونغجياكو في الصين بالمركز الخامس والأخير.

ويُعد ميناء سيكا الهندي أكبر مواني العالم تصديرًا للمشتقات النفطية الروسية إلى الدول التي تفرض عقوبات على روسيا، كما أنه أكبر المواني المستوردة لشحنات النفط الخام المنقولة بحرًا على مستوى العالم خلال يونيو/حزيران.

واتهم التقرير الهند بغسل النفط الروسي، إذ قال إن ميناء فادينار الهندي يزوّد مصفاة نفط قريبة مملوكة لشركة نايارا إنرجي ليمتد، وتمتلك شركة روسنفط الروسية حصة 49.13% من أسهم الشركة.

كما أن الفرصة سانحة أمام روسنفط وشركات روسية أخرى لنقل النفط الخام الروسي إلى فادينار، إذ يُكرر ويعاد تصديره في صورة مشتقات نفطية إلى دول تفرض عقوبات على روسيا.

ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدته منصة الطاقة المتخصصة- أهم المواني المستوردة للنفط الروسي في يونيو/حزيران:

أهم المواني المستوردة للنفط الروسي

مَن يشتري الوقود الأحفوري الروسي بعد الحظر الأوروبي؟

دخل حظر فرضه الاتحاد الأوروبي على النفط الخام الروسي حيز التنفيذ في 5 ديسمبر/كانون الأول 2022.

وكان الاتحاد يرمي من وراء ذلك الحظر وعقوبات أخرى إلى تجفيف منابع تمويل الحرب بقيادة الرئيس فلاديمير بوتين على أوكرانيا الحليفة، إذ يُعد قطاع النفط والغاز الممول الرئيس لخزينة الدولة الروسية.

واستعرض مركز أبحاث الطاقة والهواء النظيف قوائم أكبر مستوردي الوقود الأحفوري الروسي، منذ دخول حظر استيراد النفط الخام الروسي حيز النفاذ، وجاءت على النحو التالي:

الفحم: كانت الصين أكبر مستوردي الفحم الروسي، إذ استوردت -منفردة- 44% من إجمالي الصادرات، تلتها الهند بنسبة 19% ثم كوريا الجنوبية بنسبة 12%.

النفط الخام: كانت الصين أكبر مستورد للنفط الخام الروسي، إذ استوردت 43% من كل صادرات النفط الخام الروسي، تلتها الهند بنسبة 36%، ثم الاتحاد الأوروبي 8% وتركيا 3%.

ووصلت صادرات النفط الخام الروسية إلى الاتحاد الأوروبي بحرًا عبر بلغاريا التي منُحت إعفاءً من حظر واردات النفط الروسية حتى نهاية عام 2024 المقبل، وكذلك عبر خطوط الأنابيب الواصلة إلى التشيك وسلوفاكيا والمجر وبولندا وألمانيا.

الغاز المسال: كان الاتحاد الأوروبي أكبر مشترٍ للغاز المسال الروسي، واستورد 35% من جميع صادرات روسيا من الغاز المسال منذ 5 ديسمبر/كانون الأول 2022، وجاءت الصين في المرتبة الثانية بنسبة واردات 12% تلتها اليابان بنسبة 10%.

تُجدر الإشارة إلى أن الاتحاد الأوروبي لم يفرض عقوبات على شحنات الغاز المسال الروسي.

غاز النفط المسال: كانت تركيا أكبر مستورد لغاز النفط المسال الروسي منذ بداية الحظر، واستوردت 33% من جميع الشحنات الروسية، يليها -بفارق ضئيل- الاتحاد الأوروبي بنسبة 32%.

المشتقات النفطية: دخل الحظر الذي فرضه الاتحاد الأوروبي على استيراد المنتجات النفطية الروسية حيز التنفيذ في فبراير/شباط من هذا العام (2023).

وكانت تركيا أكبر مشترٍ للمشتقات النفطية الروسية منذ بدء الحظر، واستوردت 24% من إجمالي الصادرات الروسية، تلتها الصين بنسبة 12% فالسعودية بنسبة 11%.

الغاز المنقول عبر الأنابيب: كان الاتحاد الأوروبي أكبر مستوردي الغاز الروسي المنقول عبر الأنابيب، إذ استورد ما نسبته 31% من إجمالي صادرات موسكو، ثم جاءت تركيا بنسبة 19%، والصين بنسبة 14%.

ولم يفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على صادرات الغاز الروسي المنقول عبر الأنابيب.

ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدته منصة الطاقة المتخصصة- أبرز الدول التي تستورد الوقود الأحفوري الروسي منذ بدء الحظر في ديسمبر/كانون الأول 2022:

الدول التي تشتري الوقود الأحفوري الروسي بعد عقوبات الاتحاد الأوروبي

وجاءت 6 دول عربية، هي المغرب والإمارات وتونس ومصر والجزائر والسعودية، بقائمة أبرز الدول التي اشترت الوقود الأحفوري الروسي بعد فرض الحظر الأوروبي، بحسب بيانات المركز.

ناقلات النفط الروسي وأسعاره

تراوحت نسبة ناقلات النفط الخام الروسي، الملتزمة بسقف الأسعار البالغ 60 دولارًا للبرميل، بين 55% و60% خلال يونيو/حزيران 2023.

وحول المشتقات النفطية والكيماويات، تراجعت نسبة الناقلات الملتزمة بالسقف السعري إلى نحو 65% في يونيو/حزيران مقارنة بنحو 70% في مايو/أيار.

وكانت نسبة الناقلات التي تستعمل تأمينًا أو سفنًا مؤمّنًا عليها في الدول التي تفرض سقف الأسعار، لنقل الوقود الأحفوري الروسي من مواني بحر البلطيق والبحر الأسود، أعلى من مواني المحيط الهادئ.

وواصلت شحنات النفط الخام والمشتقات النفطية المنقولة بحرًا انخفاضها في يونيو/حزيران مقارنة بشهر مايو/أيار، كما تراجعت الشحنات المتجهة إلى الصين والهند.

وعلى مدار الأسابيع الأخيرة، انخفض حجم صادرات النفط الخام والمشتقات النفطية والكيماويات في الأسابيع الأخيرة، لكن حجم شحنات الغاز المسال المصدرة عبر البحر ما زال مرتفعًا وبلغ ذروته منذ غزو روسيا لأوكرانيا.

واستمرّت أسعار خام الأورال الروسي دون مستوى السقف السعري في يونيو/حزيران، انخفاضًا عن مستويات أبريل/نيسان التي كانت فوق السقف.

أما أسعار خام شرق سيبيريا والمحيط الهادئ "إسبو" و"سوكول" -عادة ما تستوردهما المصافي الصينية واليابانية- فما زالت فوق السقف السعري لتتراوح بين 63 و68 دولارًا للبرميل.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق