طاقة متجددةتقارير منوعةرئيسيةمنوعات

الواقع الافتراضي.. مفهوم "خارج الصندوق" لتصميم أنظمة الطاقة

محمد عبد السند

يؤدي الواقع الافتراضي دورًا قويًا في تعزيز تصميم أنظمة الطاقة؛ إذ يستطيع متخصصو ومهنيو الطاقة الاستفادة من القدرات التفاعلية الغامرة لتلك التقنية في تيسير عمليات تصميم وخفض التكاليف وتحسين أداء المنظومة بوجه عام.

ومع استمرار تطويرها، ستؤدي تلك التقنية دورًا حيويًا في تطوير وتعزيز أنظمة الطاقة حول العالم، ومن ثم ينبغي على الشركات العاملة في قطاع الطاقة توجيه استثماراتها إلى هذا المجال، واستكشاف تطبيقاته المحتملة في عملياتها المختلفة.

وفي هذا الإطار، برز الواقع الافتراضي أداةً قويةً في مختلف الصناعات؛ من بينها الألعاب والرعاية الصحية والتعليم، ولا يُعَد قطاع الطاقة استثناءً عن القاعدة؛ إذ يمتلك الواقع الافتراضي القدرة على إشعال ثورة في الطريقة التي يجري بها تصميم أنظمة الطاقة وتعزيزها وصيانتها، وفق ما نشره موقع إنرجي بورتال. إي يو EnergyPortal.eu المتخصص.

فمن خلال الاستفادة من القدرات التفاعلية الهائلة للواقع الافتراضي، يستطيع المتخصصون والخبراء تبسيط عمليات التصميم وخفض التكاليف وتحسن أداء منظومة الطاقة بوجه عام.

نماذج ثلاثية الأبعاد

لعل من أهم المزايا التي تأتى من استعمال تقنية الواقع الافتراضي في تصميم منظومة الطاقة، القدرة على خلق نماذج ثلاثية الأبعاد من الأنظمة المقترحة.

ويتيح ذلك للمهندسين والمصممين وضع تصور للمكونات والهياكل المعقدة؛ ما يجعل من السهل عليهم تحديد القضايا المحتملة، وتعزيز أداء منظومة الطاقة.

وعبر استعمال تقنية الواقع الافتراضي لاستلهام سيناريوهات تصميم مختلفة، يستطيع المتخصصون والمهنيون اختبار جدوى التكوينات المختلفة، واتخاذ قرارات أكثر عقلانية بشأن التصميمات الأكثر فاعلية وكفاءة.

وإضافة إلى تيسير خيارات تصميمات أفضل، يمكن للواقع الافتراضي -أيضًا- أن يساعد على خفض الوقت والموارد اللازمة لتطوير منظومة الطاقة.

وتقليديًا اعتمدت منظومة الطاقة على النماذج الأولية المادية التي قد تكون باهظة التكلفة، أو حتى مُستهلكة للوقت.

عامل يرتدي نظارة الواقع الافتراضي
عامل يرتدي نظارة الواقع الافتراضي - الصورة من emag.directindustry

المحاكاة الافتراضية

يستطيع المصممون، عبر الواقع الافتراضي، خلق نماذج رقمية يمكن تعديلها واختبارها في الوقت الحقيقي بسرعة وسهولة، وهذا من شأنه ألا يسرع فقط وتيرة التصميم، ولكنه يخفض كذلك الحاجة للنماذج الأولية المادية باهظة التكلفة.

وعلاوة على ذلك يمكن أن يؤدي الواقع الافتراضي دورًا حاسمًا في تعزيز أداء منظومة الطاقة عبر تمكين المهندسين من أداء الاختبارات والمحاكاة الافتراضية.

فعلى سبيل المثال يمكن استعمال الواقع الافتراضي في تحفيز آثار الظروف البيئية المختلفة على مصفوفة الألواح الشمسية أو نظام توربينات الرياح.

وعبر اختبار كيفية أداء أنظمة الطاقة في الظروف المختلفة، يستطيع المهندسون تحديد المجالات التي تحتاج إلى تحسينات، وإجراء تعديلات لتعزيز كفاءة الأداء.

ويمكن أن يقود ذلك إلى مزيد من أنظمة الطاقة الفاعلة التي تتواءم بصورة أفضل مع البيئات التي توجد فيها.

التدريب والتعلم

هناك مجال آخر يمكن أن يظهر فيه تأثير تقنية الواقع الافتراضي وهو تدريب وتعليم المتخصصين والمهنيين في مجال الطاقة.

فعبر استعمال تلك التقنية لخلق بيئات تدريب رقمية غامرة، يمكن للمتخصصين اكتساب الخبرات في مجال أنظمة الطاقة، والمكونات دون الحاجة إلى الأدوات المادية التقليدية.

ويمكن لهذا أن يسد الفجوة بين المعرفة النظرية والمهارات العملية؛ ما يقود إلى خلق قوة عاملة أكثر مهارة ومعرفة.

وفضلًا عن ذلك يمكن أن يصبح التدريب باستعمال تقنية الواقع الافتراضي ممكنًا وموفرًا في التكلفة، مقارنةً بوسائل التدريب التقليدية؛ ما يجعله خيارًا جاذبًا للشركات والمؤسسات التي تتطلع لضخ استثمارات في التطوير المهني لموظفيها.

ليس هذا فحسب؛ بل يمكن استعمال الواقع الافتراضي كذلك في تحسين التعاون والتواصل بين متخصصي الطاقة.

فعبر استعمال تلك التقنية لخلق بيئات افتراضية تشاركية، يمكن لأعضاء الفريق العمل سويًا على تصميمات أنظمة الطاقة ومحاكاتها، بصرف النظر عن مواقعهم.

ويمكن أن يساعد هذا على كسر الحواجز بين الإدارات والتخصصات المختلفة؛ ما يقود إلى عمليات تصميم أكثر فاعلية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق