تقارير النفطسلايدر الرئيسيةنفط

كارثة بايبر ألفا.. صناعة الطاقة العالمية تعلن الحداد على أرواح الضحايا (فيديو وصور)

في الذكرى الـ35

محمد عبد السند

خطفت مراسم إحياء الذكرى الـ35 لكارثة بايبر ألفا المروعة أنظار صناعة النفط العالمية، التي يأمل قادتها في استخلاص دروس السلامة من تلك الواقعة، درءًا لتكرارها في المستقبل.

فقد تجمع العشرات في مدينة أبردين الإسكتلندية، أمس الخميس 6 يوليو/تموز (2023)، لإحياء ذكرى ضحايا الأشخاص الذين لقوا مصرعهم في كارثة انفجار منصة النفط "بايبر ألفا" الواقعة في بحر الشمال، حسبما أورد موقع إنرجي فويس (ENERGY VOICE).

ووقعت كارثة بايبر ألفا في 6 يوليو/تموز (1988)، وحصدت معها أرواح 167 شخصًا كانوا على متن المنصة، لتبقى إحدى أسوأ الحوادث على الإطلاق في تاريخ قطاع النفط والغاز العالمي.

بحر الشمال يعلن الحداد

توقفت منصات بحر الشمال، من بينها تلك التي تديرها شركة هاربور إنرجي، عن العمل لإحياء الذكرى الـ35 لكارثة بايبر ألفا.

وأُقيمت مراسم إحياء الذكرى الأليمة في الحدائق التذكارية الواقعة بمتنزه هازلهيد في مدينة أبردين الإسكتلندية، وشملت تلاوة أسماء الأشخاص الـ167 الذين لقوا حتفهم في الانفجار المروع.

وتلى ذلك وقوف الحضور دقيقة حدادًا على أرواح الضحايا.

من جهته، قال القس ريفريند كريغ، أحد المشاركين في إحياء الذكرى: "الشيء الوحيد الذي يستوقفني سنويًا هو طول الوقت الذي تستغرقه عملية قراءة أسماء الضحايا كافة، وهذا يذكرنا بفقدان الكثير من الأرواح في هذا الحادث الذي أدمى قلوبنا جميعًا".

وأوضح كريغ أن تلك المراسم تتيح للأسر المكلومة الفرصة لاستحضار شعور الفقدان، كما أنها تثبت أن أبردين -وصناعة النفط الأوسع- لم تنس أبدًا هؤلاء الضحايا.

جانب من إحياء ذكرى ضحايا بايبر ألفا في متنزه هازلهيد
جانب من إحياء ذكرى ضحايا بايبر ألفا في متنزه هازلهيد - الصورة من pressandjournal

أضاف كريغ: "على صعيد صناعة النفط التي تشهد تعاقب الأجيال، تتيح تلك المناسبة فرصة لاستخلاص الدروس من مأساة وقعت قبل 35 عامًا".

وتابع: "يجب أن يعلم كل الأشخاص العاملين في تلك الصناعة ما حدث عندما مضت الأمور في المسار الخاطئ، ولذا فمن المهم جدًا تطبيق التدابير الاحترازية منعًا لتكرار مثل هذا السيناريو في المستقبل".

إرث الكارثة

قالت هاربر إنرجي البريطانية المتخصصة في التنقيب عن النفط والغاز: "إرث كارثة بايبر ألفا يتمثل في ثقافة السلامة التي تعمل صناعة النفط البحري عليها -الآن-، ونحن ما زلنا ملتزمين بتأدية دورنا على أكمل وجه في هذا الخصوص".

ولم يفوت قادة الصناعة الفرصة للتحدث في تلك المناسبة الحزينة، من بينهم رئيس شركة "ستيب تشينج إن سيفتي" النشطة في مجال تعزيز ثقافة معايير السلامة بقطاع الطاقة البحري، ستيف راي، والذي قال: "لا أحتاج إلى أن أتذكر أنني كنت أحد الناجين من تلك الكارثة، الذين بلغ عددهم 61 شخصًا".

وواصل راي: "أعلم تمامًا كم أنا محظوظ لأن أكون من بين الناجين".

مراسم إحياء ذكرى بايبر ألفا
جانب من إحياء ذكرى ضحايا بايبر ألفا في متنزه هازلهيد - الصورة من pressandjournal

وقالت شركة أوبتيكو البريطانية المعنية بتطوير وصقل مهارات العاملين في قطاع النفط، إن تقديراتها تشير إلى أن هناك 100 ألف شخص يحتاج إليهم قطاع الطاقة البحري في العقد المقبل، بهدف تحقيق الحياد الكربوني، والحاجة إلى تعلم الدروس من كارثة بايبر ألفا ما تزال قائمة.

وذكرت الشركة: "نحتاج إلى أن ندرك أن تلك التهديدات ما تزال موجودة، وعلينا العمل في ضوء ذلك لمواجهتها".

وقال الرئيس التنفيذي لشركة أوبتيكو، جون ماكدونالد: "التوصيات التي طالعنا بها تحقيق اللورد كولين -المسؤول عن التحقيق- في الحادثة سلطت الضوء على الأهمية القُصوى للتدريب والكفاءة في تلك الصناعات الحيوية، وأوبتيكو تضطلع بتلك المهمة منذ أكثر من 50 عامًا".

معلومات عن الواقعة

  • حصلت الواقعة في وقت متأخر من مساء 6 يوليو/تموز (1988)، حينما هزت سلسلة من الانفجارات القوية منصة بايبر ألفا في بحر الشمال.
  • خلال الساعات القليلة التالية، انهارت معظم الأجزاء والمكونات العلوية من المنصة بعد أن اشتعلت فيها النيران، وسقطت في البحر.
  • أسفر الحادث عن مصرع 167 شخصًا، وإصابة مئات آخرين.
  • أدت الواقعة، التي تُعد الأسوأ في صناعة النفط البحرية في العالم، إلى تعطل 10% من إنتاج النفط في المملكة المتحدة، كما قادت إلى خسائر مالية تصل قيمتها إلى ملياري جنيه إسترليني (2.5 مليار دولار أميركي).

(الجنيه الإسترليني = 1.28 دولارًا أميركيًا)

  • يقع حقل بايبر ألفا على بُعد نحو 120 ميلًا شمال شرق أبردين، وقد اُكتشف في يناير/كانون الثاني (1973)، ويُعد أحد أوائل حقول النفط في المياه العميقة التي جرى استغلالها في بحر الشمال.
  • بدأ الإنتاج من الحقل في ديسمبر/كانون الأول (1976)، بعد أقل من 4 أعوام على اكتشافه، وهو رقم قياسي غير مسبوق في صناعة النفط.

ويوضح الفيديو التالي ملابسات وقوع كارثة بايبر ألفا:

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. سنة ١٩٩٧ شاركت في دورة حمل رخص سلامة العمل في ال cpf التابع لشركة كاناديان اوكسي في حقول المسيلة في اليمن، وكان من ضمن مواد الدورة كارثة ألفا بايبر حيث تم عرض فلم يشرح تفاصيل الحادث بالكامل والتي كان سببها هو سوء إيصال/تداول المعلومات وضعف إجراءات السلامة ذلك أن الفريق الذي كان يعمل على صيانة مضخة الغاز لم يكمل الاصلاحات لعدم كفاية الوقت وبالتالي تم ترحيل المهمة لنوبة فريق العمل التالي حيث جلب أحد أعضاء الفريق الأول (ورقة) تقرير المهمة فيها ملاحظات حول ماتم إنجازه وايضا المطلوب إكماله مع ذكر شيء مهم وهو أن الأنبوب الخارج من المضخة تم غلقه بواسطة سدادة معدنية..
    لم يكن أحد موجودا في مكتب متابعة المهام لاستلام التقرير فقام عضو الفريق هذا بتركها على الكاونتر وشاء القدر أن تهب ريح أسقطت الورقة خلف الكاونتر وعندما جاء المشرف التالي لم يجد هذا التقرير فافترض أن المهمة قد أكملت واعطى الضوء الأخضر لإعادة تشغيل المضخة فبدأ ضغط الغاز يرتفع بشكل مرعب (نتكلم هنا عن مضخة قوة محركها الكهربائي الذي يعمل بفولتية عالية مئات الأحصنة) وبالتالي تسبب الضغط في كسر صواميل السدادة فانقذفت مع الغاز بسرعة وعندما اصطدمت بأول جسم معدني تولدت شرارة تسببت بانفجار الغاز الذي ضل متدفقا بضغط هائل عبر الانابيب القادمة من المنصات الأخرى في البحر وكان معدل احتراق الغاز هو طن بالثانية حسب ما اذكر فتسببت الحرارة العالية في صهر الحديد حتى ان عشرات العمال الذين التجأوا لغرفة مقاومة الحريق ضنا منهم أنها ستنقذهم لكنهم تبخروا جميعا بعد انصهار الغرفة..
    أحد الناجين قفز للبحر من ارتفاع ٨٠ مترا وأصيب بكسور متعددة وعندما سأله صحفي لاحقا كيف أتته الجرأة للقفز من هذا الارتفاع أجاب jump or fried .
    نتائج التحقيق تلخصت ان سبب الكارثة هو سوء التواصل وسوء إجراءات السلامة خاصة وأن منصات الغاز الأخرى التي كانت تبعد كيلومترات كثيرة شاهدوا شعلة النيران لكنهم استمروا في ضخ الغاز لتلك المنصة وكأنه لم يحدث شيء باعتبار عدم تلقيهم اي اتصال من المنصة يشير لوجود حادث أو كارثة لان الاتصال كان متعذرا في المنصة المنكوبة.
    الشيء الاخر الذي اكتشفوه أنه لم يتم فصل وقفل قاطع الدورة الكهربائي الذي يغذي المضخة منعا لتشغيلها بالخطأ كما حصل..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق