طاقة متجددةتقارير الطاقة المتجددةتقارير الكهرباءرئيسيةكهرباء

مشروعات الطاقة الشمسية في السودان قد تنهار بسبب الحرب الداخلية (تقرير)

داليا الهمشري

اقرأ في هذا المقال

  • النزاع الحالي في السودان يعطّل تنفيذ واستكمال مشروعات الطاقة الشمسية
  • الاشتباكات الحالية تسببت في سرقة ونهب مخازن المعدّات والألواح الشمسية
  • شركات الطاقة الشمسية تركت العاصمة واتجهت إلى الولايات
  • النزاع تسبَّب في انهيار قطاع الكهرباء واستمرار الظلام لأسابيع

تأثّر قطاع الطاقة الشمسية في السودان نتيجة النزاع الدائر في البلاد، والذي حال دون تنفيذ واستكمال مشروعات ضخمة في البلد الذي كان يُعدّ للريادة في الطاقة المتجددة بالقارة السمراء.

واحتلّ السودان المركز الخامس في قائمة الدول العربية الأكثر امتلاكًا لقدرات الكهرباء النظيفة حتى نهاية العام الماضي 2022، وفقًا لبيانات الوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا"، التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

كما كان السودان من بين 9 دول أفريقية أعلن التحالف الدولي للطاقة الشمسية -في 29 مارس/آذار الماضي- استعداده لدعمها في نشر الطاقة المتجددة بالقطاع الزراعي، لمدة عامين، وصولًا إلى عام (2025).

وأكد عدد من الخبراء بسوق الطاقة الشمسية في السودان -في تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة- أن النزاع الحالي في البلاد قد تسبَّب بخسائر هائلة بالقطاع، وتوقَّف عدد من المشروعات الضخمة نتيجة الاشتباكات في العاصمة ونهب مخازن المعدّات والخلايا الشمسية.

استهداف أسواق أخرى

أوضح مؤسس مبادرة حلول الطاقة الشمسية في السودان، المهندس بشركة هايبرد إنرجي للأعمال الهندسية محمد المصطفى رضوان، أن شركات الطاقة الشمسية في السودان تتمركز عمومًا في العاصمة الخرطوم، رغم وجود أعداد كبيرة من الشركات الناشئة، وفروع الشركات الكبيرة في مختلف المناطق داخل السودان.

قطاع الطاقة في السودان

وأكد رضوان -في تصريحات إلى منصة الطاقة المتخصصة- أن النزاع الحالي قد تسبَّب في خسائر هائلة بسوق الطاقة الشمسية في السودان، إذ اضطرت بعض الشركات إلى وقف أعمالها كليًا، في حين تحاول بعض الشركات الكبيرة والرائدة في هذا المجال الاستمرار بالمشروعات، بما تملكه من مكاتب وفروع في الولايات والمدن المختلفة.

وسلّط الضوء على أن شركات الطاقة الشمسية في السودان تستهدف -حاليًا- أسواق العمل في مدن أخرى، مثل عطبرة ودنقلا وبورتسودان، لافتًا إلى أن بعض هذه الشركات كان لديه بضائع قادمة عبر ميناء بورتسودان قبل بدء النزاع.

عرقلة فرق الصيانة

أشار مؤسس مبادرة حلول الطاقة الشمسية في السودان إلى توقّف العمل في المشروعات الكبيرة، ولا سيما القريبة من مناطق الصراع والاشتباكات، مؤكدًا استمرار العمل في المناطق الواقعة خارج الخرطوم، والبعيدة عن النزاعات، مثل ولاية شمال كردفان وغرب دارفور.

وأفاد أنه على الرغم من استمرار العمل والتركيب في هذه الولايات، فإنه ما تزال هناك صعوبة في وصول فرق الصيانة للمناطق السكنية، مما يمثّل مشكلة كبيرة، ولا سيما في ظل انقطاع التيار الكهربائي لأوقات تمتد لأيام، وقد تصل لأكثر من شهر في بعض الأحياء داخل ولاية الخرطوم.

وأكد رضوان صعوبة تحديد الخسائر الكلية في سوق الطاقة الشمسية حتى الآن، من جراء النزاع، إلّا أنه شدد على أن العمل داخل ولاية الخرطوم الآن يشبه الانتحار.

وأبرز أن بعض الشركات الناشئة تحاول توجيه نشاطها إلى مناطق أخرى بعيدة عن الاشتباكات.

تضرر قطاع الكهرباء

أوضح المتخصص في الطاقة الشمسية، مدير فرع شركة إس دي سي بعطبرة المهندس محمد هاشم سعدالله، أن النزاع الدائر في السودان قد أثّر سلبًا في مناحي الحياة كافة، من البنية التحتية والخدمات العامة.

وشدد سعدالله -خلال تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة المتخصصة- على أن قطاع الكهرباء -خصوصًا- قد تأثّر بصورة كبيرة من جراء النزاع المسلح، لافتًا إلى انهيار مجموعة كبيرة من المحطات وخطوط النقل الكهربائي وسقوط أعمدة الكهرباء وتمزّق الأسلاك.

وذكر متخصص الطاقة الشمسية أنه منذ اليوم الأول للنزاع، أغلقت الهيئة القومية للكهرباء مكاتبها، وتعذَّر الوصول إلى خط الطوارئ أو تقديم بلاغات في المكاتب.

وأشار إلى أن انهيار قطاع الكهرباء قد تسبَّب في إظلام عدد كبير من أحياء العاصمة السودانية لمدة طويلة، وتوقُّف الخدمات كافة، وحتى مرافق الخدمات الصحية والمصرفية، نتيجة انقطاع الكهرباء وعدم توفر الغازولين لتشغيل المولدات.

وأفاد سعدالله أن الضرر الذي لحق بقطاع الكهرباء في البلاد جعل مَن لديهم منظومات طاقة شمسية أقلّ ضررًا من غيرهم.

محطة أم دباكر
محطة أم دباكر - الصورة من بيان وزارة الطاقة والنفط السودانية

سرقة المعدات الشمسية

أكد المهندس محمد هاشم سعدالله، أنّ تدهور الوضع الأمني في العاصمة الخرطوم وتوقّف خدمات وزارة الداخلية والقوات النظامية منذ بداية النزاع تسبَّب في انتشار عمليات النهب وسرقة مخازن ومكاتب شركات الطاقة الشمسية في السودان، مما أدى لخسارة الكثير من المعدّات من ألواح ومحولات وبطاريات.

ولفت إلى نهب أحد مخازن المعدّات الشمسية خلال الأيام الماضية من قبل اللصوص المتجولين الذين سرقوا الألواح والبطاريات، وباعوها بأسعار بعيدة عن السعر الحقيقي، لجهلهم بقيمة ومواصفات هذه الأجهزة.

وسلّط الضوء على أن معظم مخازن شركات الطاقة الشمسية في السودان تقع وسط العاصمة في قلب الاشتباكات، مما يجعل من الصعب الوصول إليها، حتى إن بعض الشركات لا تعلم إذا ما نُهبت مخازنها أم لا.

ولفت المهندس محمد سعدالله إلى أن المشكلة الأكبر تتمثل في البطاريات؛ نظرًا لأن طول التخزين يؤثّر في عمر البطارية.

توقف المشروعات الضخمة

قال المهندس محمد سعدالله، إن النزاع قد تسبَّب في وقف تنفيذ أو استكمال عدد من المشروعات الضخمة، نظرًا إلى أن معظم مخازن المعدّات الشمسية التابعة للشركات يقع في مناطق الاشتباك.

وأضاف أن صعوبة الحركة والتجوال قد تُسبّب -أيضًا- توقُّف أعمال الصيانة والزيارات الميدانية والتركيب في الخرطوم، على خلاف الولايات الأخرى التي استمر فيها العمل.

وأوضح أن بعض شركات الطاقة الشمسية في السودان قد نقلت نشاطها إلى ولايات ومدن أخرى، وتمارس عملها -الآن- بطريقة ميسّرة، وجلبت المعدّات والألواح عن طريق بورتسودان ودنقلا.

واستطرد موضحًا: "إن الشركات قد فتحت فروعًا لها في مدن أخرى مثل عطبرة والدامر بولاية نهر النيل ومدينتي مدني والحصاحيصا بولاية الجزيرة ومدينة بورتسودان بولاية البحر الأحمر، ومدن موري ودنقلا وحلفا بالولاية الشمالية، بالإضافة إلى ولاية النيل الأبيض".

وانقسم المهندسون والموظفون كلٌّ حسب الولاية الأقرب له، مشيرًا إلى أن أغلب السودانيين قد توجّهوا إلى ولاياتهم الأصلية للهروب من الاشتباكات في العاصمة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق